أبو حسن علي سلمة بين الروح والثورة في مواجهة الخيار الآخر ...
الشيخ والمفكر الاسلامي
محمد حسني البيومي جودة الهاشمي
فلسطين المقدسة
الاسم والشخصية والعنوان مركب من نور الثورة المحمدية ..
وأدرك بقلمي وروحي أنه ليس في الكون شيئ اسمه الصدفة بل هو التقدير الإلهي الصارخ في ثورة الخلق .. فكان البطل وثورة التحدي محمديا المنطلق .. وإسلاميا في الوجهة .. ووطنيا نورانيا في بلاده حتى النخاع .. فكان ابوحسن فارسا من نور الأمير المحمدي وسيد العترة ونور المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام وفارسا على خطاه مأمولا يقف على بوابة خيبر الخاتمة ...
في زمن الهبوط الاسرائيلي الوثني .. وإلا لماذا اختار أبا علي عليه من الله السلام سلاما .. الثورة خيارا .. والوطن وجهة .. وهو كما عرفته عن قرب كان حقا وعيا مأمولا .. وإنسانا تأمليا وفي رسائله لي من قلب السجن رقة .. وأدب ... وعمق في التحليل وعمق في الرؤية ..
وكان كتابه الذي ألفه في السجن وأرسله لي هدية .. وكما اضطلعت عليه فيه وعي مكنوز متقدم ، وروح تتأمل ويتأمل فيها المثقف الخارق انه يقف أمام مفكر يحمل هم الأمة .. يمتد من قلب الاسلام النور ثورة ...
فكان عليا وكان جده حسنا وكنى ذاته أبا علي فولد علي ترجمان الثورة في وعي التاريخ والذاكرة .. وكان يقطن سلمة .. فكانت في شخصيته سلما وسكينة في قلب الوطن ...
وما أسجله كما ومعنا قليل أمام هامته وعطاءه ورمزية صبره العتيد .. هامة التحدي عرفته من قلب الأسوار .. وأنا مطارد في عمري وفي كل الوطن .. ينشدني بالصبر والوحدة في الأمة ..
ويشد على يداي بروحي التوحيدية .. ؟؟
غير القابلة بالتفريط في ثوابت العقيدة وروح القدس ..
وأنا المطار في كل عمري .. لست الغائب عن الهم ..
وعدو الحزبيات والطوائف .. !! فكان أبا علي عليه السلام النور في ذاكرتي ... اسما ليس من السهل نسيانه ..
قفز فوق الجراح وكان موحدا لتشكيلات الأمة ، ورغم الجرح والأزمة .. لم يجد أقرانه فيه سوى الأمل في التوحد ونورا في وحدة الصف في وجه التحدي في السجن والساحات .. وجسدا وروحا يمكن في قامته اللقاء .. فأحسبه رغم ثورته الإسلامية يسكنه الوطن وفي نظريته الوطن ليس له حدود .. ؟؟ لم يسكنه هم القفز من فتح إلى منظمة أخرى !! كمهازل العاشقين لنظام الأبلسة التنظيمية في أجواء الاختراق الأمني البغيض !! أو تجارة الدين أولا والسياسة ثانيا !!
ولم يكن أبا علي انتهازيا بالملق كما عرفت عنه ولذا كان له علي حق فقد تأمل في وجهي يوما الأمل فلهذا أسجل أملك أخي أبا علي عليك السلام .. في وجهي ذاكره لأعود لك .. وبك قريبا في محفل راباني مشرق في قلب الوطن ...
أيها الثوري الروحي الوطني البارع ؟؟ هذا مصطلحي الذي لا يدركه سوى العارفون بروحي .. وان اختلف الطائفيون وتجار الدين وتجار العملة معي فلا أبالي !! فثورتي بلا حدود بالمرة .. وتعشق العشاق في كل مرة ..
ولا أبالي بالمرة ..
كما عباراتي في أقوالي ورسالة مسجلة بالنور المرسل .. من روح الهي ...
فكان أبا علي في ختم الفجر بالأمس في ذاكرتي اجمع عنه العلم والخبر ..
رغم افتقار الخبر ووسع الوطن وقبلة الوهج ..
فكان اسمه يأتيني وصورته تبزغ في وجهي اسما للمعاناة ..
وإذا بدمعة روح تنساب من قلبي المجروح في هم الوطن المقدس .. والوطن الاسلامي الكبير .. أعرفك يا أبا علي حامل الهم يا ممتدا في قلبي ذاكرة .. فكن في الغيب في قلبي ذاكرة .. وارى بروح الهي العظيم ..
أن رسالتي لك بالروح قد وصلت ؟؟ وستدركها إن لم تكن اللحظة فبعد لحظة آتية موشكة .. أتأمل في صورتك العتيدة فتدمع عين روحي على مجد مخبوء في سرك .. ؟؟
ستدركه بعون الهي قبيل رحيلك والفرح آت موشك أبا علي .. تأتي لقلبي ..
قرى اللطرون المدمرة ..... من قرى فلسطين الحزينة التي نالت منها يد الاحتلال .... من قرية يالو مسقط رأسك الوردي ، حيث فيها ولد ت بالجسد ...
وعشت لي فيها بالروح .. وعشت طفولتك القمر ..
تبحث عن القمر بالأمل .. فأخبرك سرا في الغيب لقد زارك هذا الفجر القمر ..
وعندما تعرف معنى القمر ستذهل ستذهل حقا ..
فقد جائني الخبر من روح الهي ..
وقلب جدي محمد عليه صلوات الهي القدوس ..
هو شمسي وأبا القمر ..
فهل اقتربت لك في كشف السر ..
مهلا حبي على رواية الخبر فلا زال وقتا ...
وقتا قليلا على الفرج المعجز لك وللجمع البقية ...
ويكفيني نخب المسك أحتسي من يد شمسي ومن يد القمر للقول النور .
. أن خروجكم لن يكون إلا بتمام القمر ... بمعجزة آتية وشيكا فانتظر القمر لحملك نحو التاريخ المقبل .. ورديا بمشيئة الهي العظيم ..
يا ابن يالوا في رحاب القدس تكن غدا ..
أيها السادة إنكم تسمعون قصة البطل في الذاكرة ..
عن رحاب البطل الصبور ..
والمفكر الثوري الآتي بمشيئة الهي العزيز ...
آت يسكن في روح القمر ..
مختزن في ثورة الشمس ..
إنه الاسيرالبطل العاشق لروح الهي الجليل :
حسن علي نمر سلمة، من مواليد قرية يالو المنكوبة ..
رحل نحو قبلة القدس يشدوا برفض الظلم ..
منتقما من يد الأغلال ثورة ..
يحمل السر ويقتفي النور يا الهي العزيز ..
شد بنا الرحال نحو القدس ..
وارحل بنا نحو العشق لنكسر القديد ..
كل القيد ووحد الأمة بفرحك المختزن سره في الغيب ..
واحفظ بطلنا وأسيرنا الصامد ..
واحفظ حامل الهم مسكا يفوح تاريخا يسطر ...
وفي قلب الوطن الجريح ممتدا ..
***************************
فإليك يا من تناديني من عمق الغيب ..
يا قمري الثوري ...
أنت روحا من الله ممجد في العلا ..
فيا قمري الوردي اعشق روحك ..
فافعل بي ما تشاء ..
فانا منك وانت مني ..
***************************
وهنا أسبح بالروح إلى زنزانتك أبا علي العشيقة واشدوا الخطى بجدي علي عليه السلام بيدي ولك مني الوعد بسقوط خيبر الموشك بعد الغد من نعمة النور نلحق بالخطي الهي زدني كمنورك ومن بركات جدي المنطفى ودعوة بالروح من غيبك الهي المهيب .. ووعد الفرح الجليل بتحرير الأسير .. نحوا إليك ... ونحو السجود لنبني كما وعد الحق أن في القدس .. غدا سيبني بناء في القدس لم يبنى مثله أبدا .. نسقط شرعية العملاء المبدد ظلامهم حتما ...
***************************
ونهيم في زمان القسط في القدس قادم ..
ومع إنسيابية القلب بين الغيب والروح ..
فلن أنساك يا قمر مجيد ...
في وعي ثورتي ودعواتي لك بالفرح ..
الآت من جديد بسناء وعلي ..
وأم علي لها مني في الروح والغيب دعوة بتمام الفرح ..
وفي عرس جديد في زمان النور لها حتما فرح جديد ..
أدمعتني عباراتهم في الإعلام المدوي ولا املك سوى الدعاء المجاب
من رب مجيب .. فان تركت الهياكل في زمن سقوط الهياكل .. !!
بآمر الهي القدوس ... فلا أنسى روحك ... وبنيك أيها الطاهر في ظهر الغيب لك أسجل ذاكرتي و.. من كل الذاكرة ..
{أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ }القصص61
***************************
انه البطل والتاريخ أبا علي حسن سلمة
والذي لم ينسى ولو للحظة ما فعل الاحتلال بقريته وبأبناء شعبه. اعتقل الأسير سلمة بتاريخ 8/8/1982 ووجهت له عدة تهم منها الانتماء لحركة فتح وتنفيذ عمليات فدائية، وصدر بحقه حكما بالسجن مدى الحياة. أبا علي سلمة العتيد وكما في نقول الخبر :
" هو سادس عمداء الأسرى، وهو من الأسرى القدامى ومن قيادات الحركة الأسيرة ، وله مواقف ودور فعال داخل السجون. "
.. زمن التاريخ وسقوط السياسة وفي زمن التحوت من الناس .. !!
كان أبا علي يمتثل وردة الصبر ، تورد نهضة وثورة المذاق ..
ينزل لها النحل لمذاق جديد في دنيا التاريخ والروح والوطن ..
ومن قلب ألواح الشوك الكبيرة والتي تجدد للمعاناة رمزا وسجلا وتاريخا .. فقد حرم ابا علي المجاهد للوطن بذاته وروحه وثورته الفكرية ووعيه دارا جديدا للوعي لأبجديات الصراع الحضاري ..
في أزمان تزييف الحضارة والتاريخ والوطن ..
وتجسدها إلى حرمان الأسير أبو علي من أبسط الحقوق :
فكانت الثورة تتجلى في بهائها .. وتصعد نور من العرس المطلب الإنساني إلى المواجهة في العرس الكبير ..
ويتنقل من ثقافة الجور والكراهية إلى ثقافة العدل ..
والعدل أيها السادة لا يتجلى نوره في زماننا إلا بالسيف ..
فكان أبا علي يمتشق السيف وثورة الوطن الممتد ولا يبالي .. وفي ذاكرة تاريخ الفكر الثوري يعري ويكشف حقائق الجريمة !!!
وأساطير عبادة الوثن في الزمن الإسرائيلي والزمن الابليسي الهابط .. !! لم يتمكن الفارس الجريئ في الكلمة .. حتى من عرس أرضي ولا مذاق فيه الفرح ، فكان الوطن المحمول في ثقافته أمة بلا حدود والوطن الكبير ليس له حدود ..
{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }المؤمنون 52
إنها ثورة الأمة الممتدة عميقا في الجذور سربالها التقوى تصرخ نور:
لا لكل سياسة الكراهية .. ولا لكل .. سياسات المهادنة !!
وفي ظلال القيود والإرهاب الدموي وزمن المجازر :
لم يتمكن من تربية أبنائه ، فاتجه لتربية جيلا آخر مخبوءا في القلب ...
والجرح ينادي الهي المعشوق بقلبي الولهان .
اشف حال الوطن السليب ثورة العشق والروح ..
ليصلي بنا ابن النبي المقدام عليه أنوار الهي ..
يخطو بنا نحو السجود في مقام جده النبي محمد عليه سلام الله وأنوار العلي .. ولبروز المعاناة : أن عبدة الأوثان الذين عرفتهم في الزنازين والسجون عتاة في القتل وصناعا للجريمة ..؟؟ حرموه حتى العاطفة .. تتجسد عله في وجووههم المزيفة ..
يبنون حلما استيطاني للعقول زائف بدعوات
" شعب بلا ارض وارض بلا شعب " !!!
لهذا كانت العاطفة على الشعب المتجسد قلعة تشكل للعدو النازي ..
صدمة تتوالى في التاريخ فكان حصار البطل بحق التاريخ المزيف
يحرم من زوجته الزيارة في كل عام مرة !!
***************************
وفي تسجيلات الذاكرة :
" أكد المحامي أن إدارة السجن منعته من احتضان حفيدته في آخر زيارة لذويه وكانت أول مرة يرى حفيدته فيها، مما ترك في نفسه مشاعر
الحزن والأسى ...
" نحو اكتمال ثورته الفكرية لربط جدلية الاسلام والنور الالهي
بالثورة المحتومة فقد ..
" تمكن مع زميله الأسير المرحوم "عليّ فرج " من تأليف كتاب بعنوان
"الصراع الحضاري بين نور الاسلام وديجور الغرب "
وتم نشره في الخامس من حزيران لعام 1988 .
واخيرا لن تودعك كلماتي ولنا من قلب التريخ خبر وقصة وقنبلة مضيئة
تصعد فوق الجراح ...وحينها ستبدأ من جديد ثورة الوطن ..
سلامي لك سلامي ابا علي سلمة ...
ايها المجاهد البار نحو خط الثورة الالهية ..
والحسين مجدنا في تأكيد الهوية وثورة الخبر ...
وفي القدس حتما ختم المحطة
***************************
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين
***************************
أخوكم
الشيخ والمفكر الاسلامي
محمد حسني البيومي جودة الهاشمي
فلسطين المقدسة
17 رمضان 1432 هجرية
16 سبتمبر 20011 ميلادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق