الاثنين، 14 مارس 2011

أخي رفيق رسمي : في رسالتك الثورة الثقافية : السؤال أين اليوم ثقافة الثورة والمقاومة _ الشيخ محمد البيومي الهاشمي



أخي رفيق رسمي : في رسالتك  الثورة الثقافية
: السؤال أين اليوم  ثقافة الثورة والمقاومة

الشيخ والمفكر الاسلامي
محمد حسني البيومي الهاشمي
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }فصلت30
المقال الملازم  لتعقيبي ..   بعنوان الثورة الثقافية :  للأخ رفيق رسمي .. والمرسل الى ايميلي الخاص بموقع ( الساجدون .. )  المشترك في المجوعات الثقافية على الشبكات الاعلامية .. فتصفحته ومن باب التقدير الا يكون الحوار مع المقالة مع طواحين الهواء ، أوفي الغرف المعتمة ..  بل يخرج الوعي على السطح ليكون عرضة للنظر وهذا هو العقل الواعي في الحوار ..  أعجبني في الرسالة المشاركة نقاط اعتراض هامة على ثقافة المصادرة التي يمارسها اهل التدين السطحي والمغلقين بعزل قيدي !!  
عن رؤية الحضارة والتاريخ من قلب القرآن الانساني العظيم .. وهم ذواتهم : لا زالوا يترنحون بعيون وأمزجة أموية تسحق الثقافة الحرة .. وهذه الثقافة الالهية هي الثقافة التي رسخها المتعالي العظيم داحضة فكر الفاشية الدينية والعقل الفريسي الديني ( الشرقي ) والذي لا زلنا متعلقين بأهدابه نيابة عن الثقافة الابليسية .. ولا زالت الأزمة تبهتهم ، وهم غارقون بها .. يمارسون حالة عجز في تعريف المصطلحات القرآنية والثقافية .. ولم يرق لي سلوك بعض هؤلاء عندما نشرت على موقعه دراستي المنشورة بعنوان _( سقوط الهرمجدون الزائفة ) فلم يناقش المعاني الحضارية في الفكرة والدراسة الهامة وهي ثمان حلقات ..  ولكنه راح يحذر من معاودة النشر لأن موجود فيها مصطلح الثورة في الاسلام .. فاتجهت في الرد الحضاري لنشر مصطلح القرآن على الشبكات ...  ( مصطلح الثورة في القرآن الكريم ) فأقول : ان الذي دفع الكثير من شباب الاسلام الثوريين نحو الاندفاع للفكر والعقائد والتيارات غير الدينية هو أزمة الفكر الديني وليس أزمة الدين .. الذي رسخها المتخلفين الدينيين فعزلوا بالإرهاب الفكري والديني الروح الالهية الفطرية ... لهذا كان فكر الحرية في القرآن الكريم يشرع سيفه مرتكزا على محددين :
ــ أولهما قوله الله تعالى :
{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }يونس99
ــ ثانيهما  في قول الله  تعالى :
ـ {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256 ـ 
 ــ ثالثهما : في قول الله تعالى :
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8
{عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الممتحنة7
. إنها ثورة البر والعدالة الالهية بين الناس بلا حدود ولا علامات توقف بأنفاس فلاسفة المعطلين ... 
وثورة المشيئة والتقدير الالهي في الخلق وفق منظومة عدلية بلا حدود ..
...وهنا منطق الحوار على اعتبار العقل والروح فاذا غاب الروح عن العقل غاب الفكر الذي ينبع من القلب : وهو ( الروح ) وهو ما اسماه الامام علي عليه السلام :  ( قلبا عقولا ) وهنا ضبط القوة العقلية بالروح التي تمتلك مفاتيح الثورة على الجمود .. 
وجميل ما كتب الأستاذ رفيق رسمي في الرسالة في قوله الكريم :
(والفكر لا يواجه بالاستنفار أو بالمشاعر المعادية أو باللطم على الخدود. الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وليس بالقتل والتكفير والتخوين والاتهام بالارتشاء والعمالة.. )   
وهنا الاشكال هو التعرض للعقل وابتكاريه الثقافة والتي أغلق في وجهها التجديد ووجهات النظر الفاعلة وليس أمام الحوار حتى في الالهييات قاطع .. في الحوار لأن القرآن كله تكلم عن الإلهيات .. ولم يسم الكفر بوابة للحوار ولكنه الله تعالى وهو الذي خلق الحدود ترك بصمة الودودية في الحوار الهادي حتى مع أسوأ نماذج الطاغوت وهو قول الله تعالى :
{ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى{40} وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي{41} اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي{42} اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى{43} فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى{44} قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى{45} قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } : طه 40 ــ44
وهنا بيان الحوار وتلمس الروح والبحث عن العمق باللين مما يكشف عن هوية عالم الروح في جناب الله الأعلى وهو  الودود .. وفي الآيات السابقة الكريمة  والتي تعتبرا مقدمة لقراءة نفسية مجتمعية كاملة في الأدب الالهي .. لابد من طرح ثقافة المقاومة ...  والتي سؤالي على الكاتب وحركة الوعي عموما القول .. ان الاشكال هنا إننا لا زلنا نعيش ثقافة الترف في العهد العباسي الظالم الذي قتل بيت النبوة عليهم السلام وحتى اهل الحوار مثل المعتزلة وغيرهم .. وقتل الفلسفة بواسطة بقايا  نظامه في الأنظمة المفرزة من ثنايا العهود العباسية ..
( انظر دراستنا المنشورة على الشبكات  بعنوان :
(  المقدمة نحو فلسفة إلهية لاكتشاف الذات والهوية ) ..
وهي وجهات انشقاقية بالعموم تعبر عن ثقافة عهود التجزئة التي ننهلها اليوم في ثقافة الفكر الأعرابي ( الفريسي ) المتغرب من أساسه .. !! والأساس هو الارهاب الفكري في الثقافة والذي يعيش السيافين في عمق التاريخ .. والأسوأ في التوصيف أن القاضي العباسي كان معه الشرطة ( الشرط ) ملازمون كظلة سيفا في وجه المخالفون .. !! أو كسيافي آل سعود القتلة يقيمون الحدود المزيفة وهم أصل الخيانة الأعرابية الحديثة !! وهي التي لا زالت تعيش هائمة في فكر العتمة السوداوية ..  تعيش خارج مساحات الحرية في الاختيار وفق النور القرآني .. بدلا من فاشية حرق الثقافة والكنائس وتكايا الصوفية من بقايا الجماعات الأزموية .. والتي نعيشها اليوم تقطر من المنظومات التجزيئية الأعرابية فكرا تكفيريا فتفكر في التكفير والتفجير أداة للفاشية الفكرية  !! وهما أحقر مصطلحات الثقافة الرجعية المتخلفة . ان أخي الكريم : رفيق رسمي ..
الرابط للمخرج ليس الوجهة العلمانية ولكن الوجهة العلمية الثورية المفتوحة ولطالما يكون الحوار الالهي غير الاكراهي بالمرة هو الأساس .. فستكون الضمانة نتائج فكر حرية باغض حتى النخاع لفكر الإكراهيين .. وجماعات الافتاء المفضوحة بقتل الناس أو تفجير المساجد والحسينيات والبيع التي يذكر فيها اسم الله .. ورحم الله السيد الامام موسى الصدر الذ1ي كان علما للوحدة العالمية والثقافة العالمية عندما كان يذهب للكنائس اللبنانية ويزورهم ويلقي فيها الدروس ويصلى جوار النصارى على قاعدة لكم دينكم ولي دين ( ثقافة الحرية ) فتقرع له أجراس الكنائس عند الزيارة .. وما جعل الناس والمثقفين ان يلحقوا بفكر الفرنساوية المفرزة عن الحملة الفرنسية سوى الغرق في ثقافة التيه الانغلاقية :  ( بقايا ثقافة الحملة الفرنسية ) ونسي هؤلاء العاجزين ان الحملة الفرنسية هي حركة تغريبية .. إنما جائت ليطرح بونابرت قائدها الماشيحاني الماسوني : أول بيان تاريخي لإعلان دولة يهودية ..  ويسرق كل ثقافة مصر : والأزمة هنا هو في من ألبسه الجبة والقفطان ورشحه لخلافة المسلمين .. !! وهو ما فصلته في العديد من دراساتي المنشورة .. ولهذا قبل هؤلاء الفكر المتغرب .. وقبلوا خلفها وجود سفارة صهيونية وثنية في مصر الكنانة قلب العروبة والاسلام .. وذهب مع المقبور السادات للقدس شيخ أزهري غارق في الأموية السافكة للدم .. ليفتي له بجواز الصلح ويرسي ثقافة التصالح الرجعية المرتدة .. ويؤسس  رواد الاسلام الصهيوني المعاصر ؟؟  وكل هذا من وحي فلسفة قرآنية على النمط الصهيوني : في قوله تعالى في علاه :
{وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنفال61
 وعموما القرآن طرح فكر الحوار الهادئ ، ولم يصادر العقل لنقبل ثقافة الضغط الماسونية الاكراهية التي أفرزت الصهيو وثنية .. ولهذا كان القرآن يؤسس لنا بوابة الحوار الكفاحية مع كل الفراعنة التاريخيين  .. وليس سرقة الذهب من جواهرجية الصعيد لتمويل الفاشية الدينية  !! وهي التي لم تنجح في ميلاد فكر ثوري روحي  مقاوم وتجديدي في مصر الا القلة .. وهو قول الله تعالى :
{ فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى{ طه : 44}
وهنا التأكيد على وجهتنا في عنواننا على ضرورة التأكيد على فكر النهضة المقاومة ، وهي التي تربط بين الثلاثية النهضوية : 
( الثورة والجهاد والتنمية مشروعا إنسانيا كاملا  )
   وهذه هي ثوابت الحضارة .. والقيم الرسالية الروحية المرسية لثورة لديمومة فكر النهضة المحمدي والتاريخي والأزلي ..
والرسول صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  يقول :
( من بات ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) ..
.. والصمت على الظالمين هو الذي كرس الفكر التبريري الغائي المستلهم من الصمت الرهيب الغارق في التيه ::  ولهذا أقول في كل نقاشاتي ان الثورة في مصر اليوم هي معجزة إلهية خارقة لا يستوعبها المحللين حيث : جمعت بين الروح الربانية والنقاء الطهري .. وبين الشهادة والتراكمات الظالمة دفعت بالتمرد الجمعي على الكيان الفرعوني .. ولست مع وصف الثورة العارفة بأنها مشروعا أمريكيا لسحق فكر الثورة الروحي كمطلب إنساني .. وهذا شأن المفلسين ، المتناغمين مع أحوال المردة من الحكام الرجعيين .. لأن المنطق الالهي الأول هو الحوار مع فرعون لا الحوار النفاقي العلمائي ( وعاظ السلاطين ) ولكن تبع الحوار مع فرعون الغرق ؟؟ وهو الحسم المواجه بإبراز القيادة الالهية ..
( عقيدة الثورة الالهية والقيادة الالهية ) ..
( انظر : دراستنا المنشورة على الشبكات : قراءة في مصطلح القيادة الالهية في القرآن الكريم
فالقيادة المتخلفة التي تعوض أزمتها بالتفجير لا تستلهم ثقافتها سوى من النظام الباطل ولا تبتعد في المسافة عن الارتباط بمباحث أمن الدولة في الدول المقطعة ( أنظمة التجزئة ) ..  وعندما يتعود رجل الدين الوقوف على بوابات السلطان لتسلم الدولار المرسوم على قفاه عين الأعور الدجال 
( أول طبعة للدولار الأمريكي الماسوني  : ابحث جوجل ) .. 
يكون هذا الواعظ السوداوي قد استلهم ثقافته الدينية من طابور الحكام الخونة والأعرابيين التاريخين .. امتداد من أوساخ مكة الى بقايا  بقاياهم  :  
( العاشقين اللا.. عباس واللا.. مبارك .. ) 
يعتبرون الصلح مع اليهود مفخرة وانه مهندس أوسلوا بينما سحق الهوية الالهية والثقافية للأمة واجب بغلاف مكافحة التطرف الديني  .. بينما فكر التيه يورث لنا الفلسفة التبريرية : لتصنع لنا مقولة جديدة قديمة بعنوان ..   
( الخيانة وجهة نظر ) .. وهنا نفهم قضية البناء الانساني الثوري ( التنمية ) وعلاقة البناء المجتمعي المقاوم بالوعي الثو
ري الروحي المقاوم .. وهنا قول الفصل في روح النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  في الربط بين الانسانية والقوة في ضبط المشروع الالهي في قوله :
 ( بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ  (  .. الحديث 
 .. وهنا الربط بين محور البعث الانساني ورفض الاكراه .. بروح الثورة التوحيدية الروحية .. بعيدا عن العنف المغلف بالدين ، فالقوة المرادة في المنهجية النبوية : هي لضبط الروح الانسانية وهو ممثل في قول النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :
( من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه، خصمته يوم القيامة"... "من ظلم معاهدا، أو انتقصه حقا، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة".. رواه أبو داود بسند حسن ..
 وحتى هذا الحديث  ضعفه جوقة الحكام من علماء التيه !!

وما نود التعقيب والاختصار فيه ان فكر المقاومة وثقافة المقاومة هي المقدمات للفكر الجهادي العسكري لحماية الاسلام والنصارى على السواء ؟؟  هي التي تجعل من أبجديات الثورة في الرؤية القرآنية وكنوز المدرسة النبوية هي الأساس في اكتشاف الذات الانسانية .. وعندما سجلت في قراءاتي في موقعي : 

( موقع المصطلح القرآني ) : دراستي بعنوان :

( مصطلح الثورة في القرآن الكريم ) ..

احتج الجهلة وقالوا قديما الثورة هي : أنثى الثور .. !! وكفي العقل جمودا عند هذه المحطة .. وكفى الله المؤمنين القتال : .. في زمن التفاسير القرآنية المقلوبة ..  ليكون العقل الذي هو خير من خاطبه الله تعالى في أول الخلق : الحاقيا بدلا من ان يكون عقلا روحيا ثوريا .. !!

وكما جدنا الامام علي عليه السلام عندما قال :

 ( ما جادلني عالما الا وقد غلبته وما جادلني جاهلا الا وقد غلبني )  

وشكري للقراء ولكاتب المقالة والحوار هو الفصل في قبول الحق ..  وهو ثورة إنسانية مستمرة ... والموقع الجديد هنا ( الثورة الخاتمة ) : هو من سلسلة نوافذنا الاعلامية إنما فتح ليؤكد الانحياز فيه تماما لحركة الثورة العارمة في الأمة وفكر المقاومة والثورة .. وهو ما يؤكد وجهتنا الثورية الروحية في قرائاتنا المنشورة على مواقعنا  وعلى اغلب الشبكات الاعلامية .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

( مركز دراسات أمة الزهراء عليها السلام بعنوان   (

 :)مصطلح الارهاب بين الجلال الالهي والهيبة المادية ؟؟

..*****************************************

الدراسة الأصلية ننشرها لحفظ الحقوق لكاتبها المحترم :
رفيق رسمي الثورة الثقافية 
..*****************************************
القضية الأساسية والجوهرية التي يعاني منها الشعب المصري والعربى عموما، هي قضيه فكرية بحتة ثقافيه معلوماتية  ،لأنها هي المحرك الجوهري لكافه سلوكياته وعاداته وتقاليده ومشاعره وعواطفه وأحاسيسه وأحلامه وطموحاته  ، فالقاعدة العريضة تعاني بشده  من الفقر في الفكر، والبقية الباقية منه يحيا في فكر الفقر. وما بين الفكريين عوامل مشتركة عديدة للغاية، هذا بالإضافة إلى أن الفكر الموجود والمنتشر فكر موبوء مملوء بعدد لا نهائي من الميكروبات والفيروسات والبكتريا الفكرية والمعلوماتية القاتلة، فيحيا العربي طوال عمره مريض عاجز مشوه نفسياً وعقلياً ووجدانيا، وهو يعتقد ويتوهم أنه في كامل الصحة النفسية والعقلية والوجدانية،
لأن الساسة ورجال الدين يوهموه بذلك ليل نهار وبكافة الوسائل وبأساليب متعددة متنوعة، ولأنه لم يرى الصورة الصحية السليمة للإنسان الحر التي ينبغي أن يكون عليها، وإذا رآها عن طريق وسائل الإعلام يقنعوه أنهم كفرة مصيرهم المحتم هو النار وبئس المصير، فالفكر الراقي المنهجي العلمي المنطقي هو من أهم الأشياء القادرة على إحداث تغيير حقيقي في حياة الشعوب للأفضل، والفكر أيضاً هو القادر على الهبوط بها إلى أسفل السافلين والى الهاوية. وهذا يتم تلقينه منذ نعومه الأظفار ( الطفولة المبكرة )،
والفكر لا يواجه بالاستنفار أو بالمشاعر المعادية أو باللطم على الخدود. الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وليس بالقتل والتكفير والتخوين والاتهام بالارتشاء والعمالة..
ومن ثم نحتاج إلى طرح ثقافي فكري حضاري مستنير يتم غرسه في مناهجنا التعليمية ووسائل إعلامنا  منذ نعومة الأظفار وحتى النضوج حتى يصير منهج كامل للحياة... فإذا نجحنا في ذلك استطعنا أن ننير الساحة كلها -وهذا غاية المراد، فالفكر يؤدي إلى الحرية التي تقود إلى الإيمان الحقيقي بالله، لأنه إذا فقدت الحرية بطل الإيمان بالله  كله من جذوره، فلا يوجد الإيمان السليم ولا يحيا إلا في أجواء كاملة من الحرية، ولذلك  خلقنا  الله أحراراً حتى في عصيانه ومخالفة إرادته، أحرارا حتى في أن نكفر به ونشرك به ، أحرارا في ارتكاب المعاصي والذنوب ، لأن اختيار الإيمان به يكون  بالإرادة الحرة الكاملة الواعية الناضجة ، وعندئذ يكون الإيمان به  أقوى وأعمق وأشد أثراً وتأثيراً على أنفسنا وعلى حياتنا  وعلى الآخرين وعلى المجتمع كله ويظهر سلوكنا يوضح إيماننا بوضوح دون أدنى لبس أو شك ،
( فالإيمان بدون أعمال ميت )* اى لا قيمه له ( فذا كنت أنت تؤمن بالله حسنا تفعل والشياطين ايضا تؤمن وتقشعر منه وترتعب ) بل وإيمانها به اكبر منك لانها تعلم بوجوده تمام العلم ، ولكن سلوكها يميزهم  أنهم شياطين ،
فإذا قدمنا فكراً مستنيراً منهجياً علمياً منطقياً نقدياً في كافة وسائل التنشئة، ويكون جوهره الحرية والإبداع ،   نكون قد قدمنا لمصر خدمة كبيرة وجليلة خاصة في ظل الظروف التي تعيشها الآن، فمن يحب مصر يكون من دعاة الحوار.. دعاة الديمقراطية.. دعاة الاعتراف بالآخر مهما كان الآخر مختلف عني، فالاختلاف سُنة الوجود، والاختلاف إثراء وثراء للفكر.. دعاة محبة للإنسان في كل مكان وزمان، لأن الإنسان من صنع  الرحمن ، ومن يحب الخالق يحب صنعة يداه، لا أحد يملك الحقيقة الكاملة، والذي يقول أنه يملكها يصف نفسه بالجهل وضيق الأفق والتعسف والحمق. فالحقيقة المطلقة هي الله ذاته، فمن يستطيع أن يدعي أنه يعرف الله معرفة كاملة وشاملة؟
المتاح لنا من المعرفة يأتي بالحوار الذي نؤمن به، ونرفض رفض الآخر ونعترف بكافة حقوق الآخر أياً كان. كلنا نسعى للتفاهم والتعارف والتقارب لأننا نؤمن بمصر أولاً وقبل كل شيء، ونريد أن نعمل لمستقبل أفضل لها ولنا ولأولادنا. فنهضة كافة الشعوب قامت على قدمين أحدهما هو البحث العلمي أو المنهج العلمي في الحياة (وهذا ما نفتقر إليه تماماً في كل مناحي الحياة وفي أسلوب تفكيرنا) والقدم الأخرى هي سيادة القانون حتى على المسئولين الكبار. وبدون هذين القدمين يستحيل أن يحدث لأي شعب من الشعوب أي تقدم.

إن المشكلة الأساسية والجوهرية قائمة في القاعدة الشعبية العريضة والبسطاء من الناس الذي يجب أن يبدأ منها وبها ولها أي حوار لأنها الأغلبية، وهي التائهة ولا توجد بوصلة توجهها. فالثورة الثقافية هي التي ستعيد لمصر قوتها، ويجب أن تبدأ من البسطاء والأميين، أما المثقفين فلا توجد بينهم مشكلة في الحوار، والمشكلة الجوهرية الأخرى التي يعاني منها الشعب المصري والعربي -بصفه عامة- هي الاعتراف بالمرض الثقافي ، وهي خطوة هامة للغاية للعلاج، فمن يعترفا بمرضه يبحث عن العلاج، أما المريض الذي لا يعترف بمرضه فسيتوهم أنه صورة كاملة للصحة حتى يموت بداءة، إذاً يجب أن نعترف أن المجتمع المصري مريض مرض عضال ويواجه أنواع شتى من الأمراض والمشاكل والانهيارات،..
 ويجب أن نعترف أيضاً أن شكاوى الأقباط وكل الأقليات العرقية والدينية  ومتاعبهم حقيقية ونعمل جاهدين لحلها، ولكننا تعودنا ألا نواجهها، تعودنا على حلول النعامة، فالعلاج الحقيقي للمرض المزمن الذي نعاني منه، يكمن في دستور علماني لدولة علمانية تعدل بين كافة المصريين مهما اختلفت انتمائهم الدينية أو العرقية.

ولن يأتي هذا العلاج إلا بتكاتف جهود كافة الشخصيات العامة من المثقفين المهمومين بهموم الوطن، لتقديم نموذج ثقافي مصري حضاري قائم على خلفية إنسانية بحتة بضم تيارات متعددة من كافة الألوان الثقافية والسياسية والدينية بكافة مذاهبهم وطوائفهم، لإثراء الفكر بتعدد الرأي من أجل اكتشاف الحقيقة وسط عالم يموج بصرا عات مختلفة، حتى تعود
لمصر مكانتها الحقيقية على المستوى الدولي.
رفيق رسمى

تنشر سلسلة الرسائل وثائق الثورة على هذا الموقع الجديد
 اغلبها بدون تعليق عليها لترك المجال للقراء ..

**********************************************

من مراسلات ماسينجر موقع الساجدون في فلسطين
راسلونا ..
( موقع الثورة الخاتمة )
سلسلة الثورات المباركة ..
العدد 1
 الشيخ والمفكر الاسلامي
محمد حسني البيومي الهاشمي  

**********************************************





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق