الجمعة، 21 أكتوبر 2011

مدونة الكاتب والباحث في شؤون الأسرى الأستاذ ثامر سباعنة على الفيس بوك ... تقديمي الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي





مدونة الكاتب والباحث في شؤون الأسرى الأستاذ ثامر سباعنة على  الفيس بوك
زنبقتي   
   **************************
مقدمتي في كلمات على سطور زنزانة ...
  ***************************
سطور روعة ...  في أدب الروح وأدب الثورة ... تتألق لتكتشف البصيرة في سطورها ... الثورة الروح  ... من روح الله الأعلى ...             
         عبر فتحة من شباك الزنزانة ... أو من ثقب منير يسطع ...                  من شباك أعلى في زنزانة سكبت في زمن الوحشة ... يترك خيطا من الضوء  .. يجلس على حجره فيوقظ همته نحو الفكرة ...   فيتأمل في ذاته بتواضع منكسر ... يرسم توقيعا بريشة مسك ... ومحبرة وردة ثورية يانعة ...                  وهو يمسك كراسا يكتب عليه أزمة معاناة ...
بروح الثورة وروح التأمل والنقد ... فيجد ضالته ...
مسكونا بروح أصوله  بالأمل من بروح النفس ...
 فيسجل ثورته ... ويجد  نفس ذاته في أصوله ...                 
فيذهب نحو المجد ... 
ويكتشف ذاته في مجد أبيه الذي في السماوات  ....  من حروف الميمات ..   وحروف الحاءات ... والدالة دالة للوصول والعرفان نحو الله ونحو الأصول ... والسر في أصل الحووف النور المخلوقة ...
محمد أصل النور في الحروف المخلوقة
           فأي حصار لسر الحروف ... وأصول الثورة والانقلاب الكوني في زمن والضحى والليل اذا سجى ... 
أم لقدرة السجان العاجزة أمام فكر المتأمل في قصة الوجود ... 
وقصة الثورة وجدلية علاقتها بالروح   
  أو في مركب ألوان يسطرها في مقالة ثورة ...
أو في قصة ثورة تحتاج الى قائد في ظلال أزمة امة ومنعطف تاريخي ...                فهذه قصتنا مع القدر .. وقصتنا مع الأمل ...                         أو روح من الأمل ...     









       ففي الأمل يصنع الفنان المعجزة ... ومن المحنة تخرج رياح التجديد والثورة ... ويخرج فكر الهجرة ... أو فكر المطاردة ... واني أقدم لهذه السطور بروح شجون لهؤلاء القادمين ... القادمين الذين غرس فيهم الأمل .. أو اكتشاف الذات في سطور مقبلة ... فاكتشف حبي ذاتك في ثورة سجدة ... وسجدة ... واذكرني في قصة حبك على الدوام    
 وشكري على ثورة سطورك
 ... بقلمي ... 

***************************************
الرسالة  : الأستاذ ثامر سباعنة
وحيدٌ في زنزانته المظلمة التي لا تربطه مع الدنيا فيها إلا فتحة صغيرة في أعلى جدار الزنزانة يدخل منها قليل من الشمس يوميا وقليلا من الهواء ، تملؤه الأحزان والذكريات والاحلام.

لا يخرج من عزله في الزنزانة إلا قليلا ، فقد كُتب عليه أن يقضي مدة حكمه الطويلة في هذه الزنزانة.
كم كان يحمل في قلبه الشوق للحديث مع الأهل والأصدقاء والأحبة ، فهو محروم منهم بل محروم من الحديث مع أي إنسان غير سجانه  .
في ذلك اليوم تغيرت حياته وأصبح لها معنى جميل ، فقد استيقظ صباحا ليجد زنبقة صغيره قد بدأت تنمو في أرضية زنزانته ... تحدت الصخور والظلام واليأس وخرجت تنثر معنىً أخر للحياة في ظل رائحة الموت المنتشرة في الزنزانة .. كم فرح وسعد بها ..
 بل انه عشقها لأنها ملكت كل حياته وروحه وأنارت له ظلمة زنزانته .. كم غيرت من نمط حياته وكم أعادت لنفسه تألقها وسموها .
اعتنى بها كطفل صغير حديث الولادة يسقيها يوميا وجمع كل ما أمكنه من تراب وغبار من ارض زنزانته ووضعه قرب جذورها علها تقوى وتكبر. في كل يوم كان يضعها بلطف بين راحتيه ويرفعها بحنان ليقربها من الفتحة الصغيرة المسماة شباك ويجعلها تستنشق هواء الحرية وتنعم بضوء الشمس .
اصبح يراقبها ساعة بعد ساعة بل ثانيه بثانيه ... يكلمها .. يهمس لها بآلامه ويشاركها أحلام ..
عشقها وخففت عنه الكثير من همومه وكانت له معينا في قيده.
بعد أيام كانت أجمل الأيام له في هذه الزنزانة ، دخل الجنود عليه في جولة لتفتيش زنزانته ، وشاهدوه يرعى زنبقته ، حاولوا أن يصادروها منه فممنوع أن يؤنس وحدته احد!!   
            حتى وان كان زنبقة ....
رفض ذلك ومنعهم من الاقتراب من زهرته ...    
   هددوه لكنه لم يستجيب لهم، بل ذاد تعلقه بالزنبقة وتمسك بها بقوة اكبر.
تركوه وقالوا انهم سيقطعوا عنه الماء لتموت زنبقته عطشا.وفعلا قطعوا عنه الماء.
بعد ايام قدموا الى زنزانته وعيونهم تملؤها ضحكة خبيثة ، فهم الآن سيجدونه يتحسر على زهرته التي ماتت عطشا.
لكن كانت المفاجأة.......
وجدوه قد فارق الحياة وهو يحتضن زنبقته وقد أينعت وازدادت حمرتها
بعد ان رُويت من دم وريده ...

بقلم ثامر عبد الغني سباعنة
فلسطين 

***************************************  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق