الاثنين، 2 يوليو 2012

التخلف والفشل وجهان لعملة واحدة اسمها الربيع العربي ... منابر العراق الثقافية



التخلف والفشل وجهان لعملة واحدة اسمها
الربيع العربي ...


منابر العراق الثقافية ...

لقد أثبتت الثورات أو دعني أقول الانتفاضات  ...

وما تلاها من عنف وقتال أو استهبالات عفوا انتخابات وما نتج عنها ، أثبتت بما لا يدع مجالا لأدنى شك ان العربي لا يزال يعمل ويتحرك بالعقلية البدوية العشائرية المتخلفة  ...
والتي فطر عليها منذ ما قبل الإسلام ...

فحين قيض له الله تعالى أسباب الغضب والتحرك ضد الظلم والطغيان والفساد استبشرنا خيرا وقلنا لقد ثار اخيرا وبدا ان الجثة التي ماتت أو هكذا اعتقد الغالب الأعم ، قد دبت فيها الحياة من جديد وهاهي تنفض عنها غبار الظلم والتعسف والفساد بإنتظار ان تنفض أيضا رداء الجهل والتخلف والانحطاط لتستعيد حقوقها وقبل ذلك إنسانيتها التي طالما فقدتها لعقود ...

الا أننا فوجئنا بها تزداد جهلا وتخلفا وانحطاطا أكثر من ذي سابق بل وتعود إلى ممارسة الظلم والتعسف والفساد بعناوين ...

ومسميات جديدة ثم ما لبثنا ...
ان فاجئنا هذا العربي  ...

بأنه لا يزال رغم كل الأحداث يتمسك ويتعلق أكثر فأكثر ببداوته وما تحملها من تراث بال وقيم سخيفة غبية  ...
وانه يرفض التغيير والتقدم نحو الأفضل والأحسن بل وما زاد من دهشتنا انه لا يزال بنفس المنطق القديم المتهالك الذي بسببه عاش لعقود طويلة ، مستعبد منتهك مستذل في كل جوانب حياته وعلى مختلف الصعد ، الا وهو منطق القطيع ذلك المنطق الحيواني "  ...

واعتذر في القول " فلا أجد مسميا اخر سواه فالقوم لا يزالوا يعيشون بفكر ومفهوم القطيع الذي يتبع الأقوى والأذكى والاغنى دون ان يتكلف أيا منهم عناء التفكير او البحث للاستقلال بقرار أو حتى الاختيار أو حتى التمعن فيما اذا ما كان هذا الأقوى والاغني أو الاذكي صالحا لمهمة القيادة أم لا ...

ولعل لنا في ما جرى من تجاوزات وانفلات وسقوط في التعامل والتعاطي مع الاخر او مع كل من حمل رأيا مخالفا لما سمي بنجاح تلك الانتفاضات لدليل على ذلك الجهل والتخلف والانحطاط فمن قتل وسحل وضرب وبشاعة في التعامل سواء مع الخصم أو الشريك والإقصاء والانفراد في الرأي إلى الغباء في المنطق والرؤية والفعل وضيق في الأفق والنظر والبصيرة وعدم النضج فكريا وثقافيا وسياسيا ناهيك عن بقية النواحي وهو ما انبئت عنه الانتخابات التي جرت في تلك الدول حين قررت الجموع في لحظة عجيبة من لحظات تغييب العقل والتيه المعتاد ان تبحث عن منقذ لها من عماها ، ينتشلها من عوقها الذي اختارته لنفسها طوال سنيين طويله ، بحثت عن منجد ترتمي في أحضانه ليحل لها مشاكلها وعقدها ويصحح أخطائها التي صنعتها بيدها لنفسها فأرتمت في احضان الفساد والجمود مرة أخرى ...

هرعت الجموع كالقطعان الهاربة من مفترس شرس متوحش إلى كائن غير معروف الملامح كائن هلامي متلون لا يقل شراسة آو افتراس عن عدوه وهي تظن بغباء انه المنقذ أو انه سيكون كذلك والملجأ ليخرج بها من عالم التيه والعذاب والفقر والعوز إلى عالم الحليب والعسل والرفاهية والاحترام والإنسانية .
ظنت ان هذا الكائن هو من سيحل مشاكلها ، سيقضي بكلماته السحرية على فقرها الذي اختارته وسيمحي بتمتماته الدجلية على كل انحطاطها الأخلاقي ومشاكلها الاجتماعية والنفسية ...
ليصنع منها امما او شعوبا محترمة .
لقد ظن هؤلاء المخدوعين المساكين ان الاسلاميين و الليبراليين او الاشتراكيين و القوميين او العلمانيين او من على شاكلتهم بيدهم الحل ، وفي كلماتهم الخلاص ...

وفي ابتساماتهم الأمان وما انتبه التعساء الى ان هؤلاء لا يقلون سوءا عمن كان يستعبدهم باسم الدين والمذهب والوطنية والأمة و الشرعية والتراب الوطني إلى غير ذلك من ترهات .

ولو ان هذه الجموع اعملن عقولها الصدئه لمرة واحدة فقط وأطالت التفكير والتدبر لاكتشفت تلك الحقيقة دون عناء شديد وجميع الشواهد موجودة تدل على ذلك فمن لم يتحرك لنصرتها في عوزها وفي قمة انكسارها ولم يدافع عنها وعن حقوقها طوال عقود بل عمل على ان يبحث عن مكان له في السلطة بل ويستفيد من حركتها انى له ان يحقق شيئا ولو كان يسيرا من تطلعاتها بعد ان يستولي على السلطة وتوابعها ، ولكنها العقلية البدوية وتراثها الكاره حتى للتفكير والتي أودت بنا لهذه
النتيجة الكارثية حتى الآن ...  

لقد عشنا طوال السنين الثمانون العجاف أو يزيد ونحن كبدو بأنتظار من يتقي الله بنا ويصلح من أمورنا وكنا دائما نلعن الانظمة وقياداتها او نظرية المؤامرة التافهة ونرمي عليها اللوم فيما آل اليه مصيرنا المأساوي ولم نفكر للحظه إننا بطريقة او أخرى الملومون الاول عما حدث ويحدث لنا من سوء ،

 فكم عدد الثورات والحركات والأحزاب والأفكار والأشخاص الذين هللنا وصفقنا لهم وهتفنا ملئ حناجرنا لعبقريتهم ظنا منا أنهم الأفضل فاذا بنا نكتشف بعد حين انهم اسوء من سابقيهم ولا يختلفون الا بالصور وما الاسلوب والطريقة والمعاملة الا كما هي لم تتغير رغم انهم قد جائوا من بيننا.. لصوص ، افاقين ، دجالين ، كذابين وكل كلمة في قاموس السوء انطبقت عليهم جميعا ومع هذا لا نتعلم ولا نفكر ونعود لنرتكب نفس الخطأ مع كل قادم جديد .

لم نقف لنفكر للحظة بأننا يجب ان نكون أصحاب الأمر ، السادة الذين يقررون مصيرهم بأيديهم ، ان نكون أصحاب المبادرة في اتخاذ القرار المناسب الذي ينهي معاناتنا دون انتظار قزم أو معتوه او مشوه ليفرض عقده وانحطاطه وشذوذه الفكري او العقائدي علينا وعلى أفكارنا    ...

لم نعمل عقولنا لنتعلم من ماضينا قبل ماضي غيرنا ، لم ننقب في تجاربنا السابقة الفاشلة وسبب فشلها ونتلافى أخطائنا فيها ، لم نلتفت حتى إلى تجارب غيرنا من أمم الأرض التي استلهمت أنظمتها ومعاملاتها وتشريعاتها من فطرة إنسانيتها فأصبحنا نتطلع اليها أملا ، حتى اكتشفنا إنها وصلت قبلنا إلى تطبيق ما بين أيدينا  ...
وما نحن أولى بتطبيقه  ...

الا وهو إسلامنا العظيم ، إسلامنا الحقيقي الذي يدعو قبل كل شيئ الى حسن المعاملة والرفق والرحمة واليسر والاحترام والمحبة والصدق والإيثار والمشاركة وتقبل الآخر والتفكير الايجابي وكل فعل جميل رائع إنساني ارتضاه لنا رب العزة ، لم نتدارك ما بين أيدينا من كنوز ...
عظيمة حملها ولا زال ديننا العظيم وشريعة اله
الكون الذي ارتضى لنا الأفضل ...
فتجاهلنا كل هذا  ...

وأكثر واعتمدنا على فكرنا القاصر المتخلف الشاذ المعوق ودواخلنا المريضة المنحطة ، تجاهلنا دعوة ترقى بنا إنسانيا إلى حد الكمال في كل النواحي والصعد لنلوذ إلى  ...

بدوية جاهلية تنحط بنا وبإنسانيتنا إلى حد السقوط ومجاراة الحيوان في طباعه ولنا فيما جرى ولا يزال يجري في ثوراتنا  ...

وما بعدها الا دليل على ذلك السقوط ...

لنعلن مرة أخرى عن فشل آخر وهزيمة لا محدودة في مسيرتنا الكونية وتخلف شديد في فكرنا ودرجة استيعاب عقلنا الإنساني وشلل في القدرة الذهنية للاستفادة من تجاربنا السابقة أو تجارب الآخرين مع اصفرار غير مسبوق إنسانيا على تكرار محاولة لا فائدة منها على الإطلاق مما

يدلل في النهاية ...
على إننا أمم مشوهه غير ناضجة  ...
بعد لتستقل برأيها أو فعلها ...

نحن غير ناضجون فكريا وعقائديا وثقافيا وعلميا وإنسانيا فحين نختار التصويت المباشر الذي لا يلائمنا لما سبق ...

والذي يعطي الحق في اختيار القيادة المناسبة لكل أفراد الشعب وهذا الحق يساوي بين المتعلم ونصف المتعلم والجاهل في التصويت في حين ...

ثلاثة أرباع شعوبنا جاهلة أمية غير ناضجة فتأتينا بنتيجة مشوهة كما حدث في العراق والتية الذي يعيشه أو في مصر و تونس و اليمن وليبيا برئيس سلطاته منقوصه ..
  وهو ما نتوقعه للآخرين ونترك ما أوصانا به الله تعالى في تكوين مجلس شورى من نخبة الأمة وأفضلها لاختيار الأفضل كما حدث في الصدر الأول للإسلام في اختيار خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم ومراقبته ...
 فلا نلومن الا أنفسنا حين يكشف لنا المستقبل القريب ان من جاءت به طريقة الصناديق تلك ...

وما شابها من تلاعب وتزوير  ...
مؤكد وإن لم  ...
يكتشف بعد ظهر انه الاسوء على الإطلاق ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق