الاثنين، 4 أبريل 2011

الكلاب والله ما أخاف على هذه الأمة غيرهم – هشام بن فهمي العارف – سلسلة وعاظ السلاطين والثورة المضادة



  


... ( سلسلة وعاظ السلاطين والثورة المضادة ) ..

قبيل قراءة الرسائل المهمة من فضلك انتظر...
تقديم  الشيخ والمفكر الاسلامي
 محمد حسني البيومي
 الهاشمي

يقوال الله تعالى في علاه :

{وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ }النحل84
{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89

استفتحت بالقرآن الكريم .. كعادتي قبيل تسجيلي الرد فجائتني .. فجائني الرد الالهي ساطعا ومحددا لي خطواتي الروحية في الثورة الالهية قدما نحو الشهادة والاشهاد فهذا هو جوهرة الخلق منذ الأزل .. أن يعرف المولى في علاه بأنبيائه ورسله .. ليكونوا المفصل في الدخول نحو عالمية القبول السماوي .. وثورة الشهادة في العالم وفي الأرض المقدسة تكمن في روح الاشهاد القرآني الممجد ..
ففيما بين البعث والأشهاد مشروعا هائلا للخلاص ..
 وكما في الحق الأزلي شهادة الأبرار من العلماء الشهداء الأحرار ..
فهناك شهادة قبائل السوء وأعوان الشيطان الذين صاروا من حزب ابليس .. وعلى رأسهم اليوم والأمس وعبر القرون الفريسيون الأعراب الجدد من لقطاء التاريخ وفقهاء الملوك أسافل الأمم باعوا الدين بثورة مقامرة على طاولة الباعة وتجار الدين .. وعندما تكون مقامات الاصطفاء الالهية مقامات للإشهاد ومسرحا لعمليات الشهادة عبر عبير المحور الالهي المقدس .. من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ..

 تتكرس ظواهر عبيد السوء من الحكام الرجعيين الأعراب الأشد كفرا ونفاقا ينبطحون في حجور وعاظ السوء البديل عن نور الحق الأعلى تربوا سواء بسواء في حجور الزواني .. فكان إفراز كما وصف الجليل في مقام التنزيل ..

الأشد كفرا ونفاقا .. حزاما امنيا ينهار وأوشك على الانهيار بثورة الشعوب .. إرهاصات أولى لزوال عروش الطغاة في زمن آخر يتقدم نحونا في المحيط القدسي المبارك مشروعا للتحرير وتحرير الانسان من عبودية العباد الى عبودية رب العباد ..
انه باختصار وبلا قوسين المشروع التحريري
 بقيادة خليفة الله المهدي عليه السلام
يتجاوز كل الحدود .. وكل المذاهب وكل الطائفيات المذبوحة .. ؟؟
بالقسط لنوالها من الأمة عميقا في الظلم والجور .. يقتل الفقهاء السفلة ويبجل العلماء النافحين عن الدين والأوطان بثورة حرية ..
يمسح على صدورهم فيعودون شبانا يقودون الفتوحات المليونية ..
انه زمن القادمين الرساليين الأفذاذ ..
 ينبعون نورا إلهية من قلب النبوة القدسية ...
عليك الصلاة .. يا جدي الأقدس محمد نوري..  في الخافقين ..
عليه سلامات الله وآلك المطهرين ..
أسبح بحمد الله المتعالي شكرا عليك  ..
مادمت اشرع السيف وقلم ثورة الحرية ..
فمن دمنا الى دمنا نزرع الثورة الالهية المجيدة .. ثورة في وجه الزور المستشري في حانات المملكة الفاسدة في قلب الحرم ..
توشك ..توشك .. تسقط .. !!
ويوشك بيان الثورة الالهية في زمن الحرية ..
ان يشرع صعودا نحو الروح وبالروح نستمسك ولا نيأس .. روحنا القدسية ثورتنا الأمل ..

{ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87
إنها ثورة الأمل بلا حدود ..
تنسف ثورة اليأس والقنوط بلا حدود ..
انه زمان ثورة الشاهد الأزلي وثورة الشهود ..

{ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89 

وفي النحل الموحى اليه رمزية الى مملكة النحل ...
في زمن وعد الآخرة .. إنهم حقا الأشهاد الالهيين ...
يكتنزون في بيت النبوة وفي ظهور الساجدون ... 

يسعى إليهم كل المختارون والأصفياء في القدس ..
ليرتبط الوعد الحق .. من زمن البدء .. الى زمن الختم ..
 قول النبي الأعظم في ملكوت الله محمد

 صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  :
( بنا بدء الدين وبنا يختم )
{بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين .. }
 وسر تحولنا نحو ختم النبوة بالخلافة والعدل ..
يقول جدي النبي محمد صلى الله علية وآله :
[ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه ]

وقال النبي محمد صلى الله علية وآله :

[ بنا فتح هذا الأمر وبنا يختم ]
وقال النبي محمد صلى الله علية وآله  
: [ المهدي منا ، يختم بنا الدين كما فتح ] (52)

(52) تاريخ بغداد ج2/86 = كنز العمال ج11/ 931 رقم 33013

وهو المخلص للأمم من الفتن..

وهو قول النبي محمد صلى الله علية وآله :
[ لا بل منا يختم الله له الدين ، كما فتح بنا ، وبنا يُنقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك ] (53(

(53) ابن عساكر : تاريخ دمشق ج42/ 309 رقم 8855

(الحديث: أنا وعلي حجة الله على عباده) (8856( ..


 [  يا علي بنا فتح الله الإسلام وبنا يختمه ، بنا هلك الأوثان ومن يعبدها ، وبنا يقصم كل جبار وكل منافق ، حتى إنا لنقتل في الحق مثلما قتل في الباطل ، يا علي .. إنما مثل هذه الأمة مثل حديقة أطعم منها فوج عاما ، ثم فوجا عاما ، فلعل آخرها فوجا أن يكون أثبتها أصلا وأحسنها فرعا ، وأحلاها جنىً ، وأكثرها خيرا ، وأوسعها عدلا وأطولها ملكا ، يا علي .. إنما مثل هذه الأمة كمثل الغيث لا يدري أوله خير أم آخره ، وبين ذلك نهج أعوج لست منه وليس مني يا علي .   ]  


[ وفي تلك الأمة الفلول والخيلاء وأنواع المثلات ، ثم تعود هذه الأمة إلى ما كان خيار أوائلها .. الحديث ] (54(


(54)  كتاب الفتن لابن حماد ج1/283 رقم 825  :  ط1/1412 مكتبة التوحيد القاهرة


مركز دراسات أمة الزهراء عليها السلام ـ
فلسطين المقدسة
دراستنا المنشورة :
خليفة الله المهدي ومشروع الخلافة المقبلة ــ
الدراسة الكاملة : الحلقتين على :   
 
ولا يمكن ان يستقيم الحال لأمتنا الاسلامية المرعية المرحومة سوى بزوال عبيد السوء من المقامرين بالدين والشريعة ومفتي البلاط على امتداد التاريخ ..
وتسقط معهم كل الحكومات الأعرابية المرتدة ومعها روافدها ..
 والحفتها من ثقافة الجريمة المنظمة عبر القرون ..
 إنهم شهداء ثورة الزور الحاخامية

 الحامية للحدود الأعرابية اليهودية تذبح السفياني الخائن
عند الدخول المهدوي العسكري للقدس المحروسة ..
خلافته وداره وعقر دار المسلمين ..

 ليتقدم ابن النبي الأقدس محمد..
 صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين  مرسيا حضارة النهضة والحرية بعيدا عن الإصر والأغلال وسياسات قهر الشعوب ..!!

انه المدخل التطهيري المحمدي في القرآن يوشك رسوا نحو ساحل فلسطين المقدسة دار لخلافة الله والمجد ..انها الشهادة التي حملها الشاهدون الخاتمون..
 ( المهدي وحوارييه عليهم سلام الله ورضوانه )
حملة العدل الالهي وثورة القسط والحرية ..
يسقطون بها شريعة الغازي على دمنا ..

 يسقطون بها شريعة الغازي
ويدا بيد مع ثقافة المواجهة بعيدا عن قيود المذهبية والطائفية التي تمثل اسوأ أنماط الاستغلال الفريسي الأعرابي في هذا العالم المهيب ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته  



**********************************  

وهذه هي الرسالة المنشورة في الموقع نقلت
بأمانة حفظا للحقوق ..

**********************************  

( الكلاب) : والله ما أخاف على هذه الأمة غيرهم


المقالات المنشورة نقلا تعبر عن وجهة كاتبيها  ..

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد...؛
انسلخ العلماء (السوء) !! عن صيانة الحق كما تنسلخ الأفعى من قشرها، فاستحقوا لخساستهم وانسياقهم لزخرفة الدنيا وزينتها والركون إليها، واتباعهم الهوى، أن يسلخهم الله سلخ الشاة بعد ذبحها، ففارقوا آيات ربهم مفارقة المتبريء منها فهماً وعملاً.
لقد آثر هؤلاء العلماء (السوء) !! الانسلاخ من نعمة الاستقامة على هدي السلف، فنزع منهم العلم، وتبعهم بانسلاخهم الكثير من حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام المقلّدين !! ليبقى كل واحد من هؤلاء (السوء) !! له بطانة ـ من الحدثاء السفهاء وبأسماء مستعارة!! في كثير من الأحيان ـ على شاكلته يعيش فيها ومعها بغروره ونفاقه، يسمّونه ويرفعونه كما أرادوا!!
عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:

 1- "
يظهر هذا الدين (وفي رواية: ليظهرن الإيمان) حتى يجاوز البحار (وفي رواية: حتى يرد الكفر إلى مواطنه)، وحتى تخاض بالخيل في سبيل الله، ثم يأتي أقوام (وفي رواية: وليأتين على الناس زمان) يقرأون القرآن، (وفي رواية: يتعلمون فيه القرآن) فإذا قرأوا قالوا: قد قرأنا القرآن، فمن أقرأ منا؟ من أعلم منّا؟! ثم التفت إلى أصحابه فقال: هل ترون في أولئك من خير؟ قالوا: لا. قال: فأولئك منكم، وأولئك من هذه الأمة، وأولئك هم وقود النار">>
.[  "الصحيحة"(3230) و7/2/ 701  ]

قال شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ عقب تخريجه الحديث:

2- "
  مع ملاحظة أن معناه مطابق للواقع، وطرفه الأول من معجزاته العلميه التي تدل على صدق نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ والله سبحانه وتعالى أعلم".
قال الربيع:
  3- "
قلت لأبي العالية: كيف كانت تلك الربوبية في بني إسرئيل"؟
قال:
  4- "
إنهم وجدوا في كتاب الله عز وجل ما أمروا به ونهوا عنه، فقالوا: لن نسبق أحبارنا بشيء فما أمرونا بشيء ائتمرنا، وما نهينا عنه فانتهينا، فاستنصحوا الرجال!! ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم

".[ "الكشف والبيان" المعروف "تفسير الثعلبي ] ..

وهذا هو لسان حال الفوجين من الخوارج في فلسطين، أتباع العالم (السوء)!! علي الحلبي، وأتباع العالم (السوء)!! ربيع المدخلي.
قال القرطبي:

5- "
وكان بعض العلماء يقول: هذه الآية الكريمة تدل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يقلِّد غير معصوم ويثق به كل الثقة، لأن هذا الإنسان ذكر الله أنه آتاه آياته، وبعد ذلك صار مآله إلى أخس مآل وأقبحه".
إن انسلاخ العالم (السوء) !! عن صيانة الحق؛ يدفعه إلى النفاق لمواراة عجزه وفضيحته، وبالتالي فلا بدَّ له من الاعتماد على لسانه في الشقشقة، ليوهم نفسه قبل غيره أنه في الدرب الذي سمّي به "عالماً"!!، لذا جاء في تفسير قول الله  تعالى:

  { 6- (  {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا .. } (175( [الأعراف ]
7- "
أنه المنافق".   [ قاله الحسن ونقله ابن الجوزي في "زاد المسير ]
ولقول الحسن شاهد من قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خطب به عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ:

8- "
   إن أخوف ما أخاف على أمتي (وفي رواية:عليكم بعدي)، كل منافق عليم اللسان"
[ "الصحيحة"(1013)، و "صحيح الجامع"(   1556  ]
ولفظه عند البزار (305  (
9- "  حذرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كل منافق عليم اللسان".
ولفظه عند ابن حبان:
10- "
أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم اللسان"
.[" صحيح الترغيب والترهيب"(128]
وعن الحسن، قال:
11- "
العلم علمان، فعلم في القلب فذاك العلم النافع، وعلم على اللسان، فذاك حجة الله عز وجل على ابن آدم
". [  رواه الدارمي  ]
وقال المناوي ـ رحمه الله ـ:
12- "أي كثير علم اللسان، جاهل القلب والعمل، اتخذ العلم حرفة يتأكل بها، ذا هيبة وأبهة، يتعزز ويتعاظم بها، يدعو الناس إلى الله ويفر هو منه، ويستقبح عيب غيره ويفعل ما هو أقبح منه، ويظهر للناس التنسك والتعبد ويسارر ربه بالعظائم، إذا خلا به ذئب من الذئاب لكن عليه ثياب، فهذا هو الذي حـذر منه الشارع ـ صلى الله عليه وسلم ـ هنا فاحذر من أن يخطفك بحلاوة لسانه ويحرقك بنار عصيانه، ويقتلك بنتن باطنه وجنانه".
فعلى هؤلاء الأحداث الأغمار أن يحذروا رؤوس أهل الضلالة المنافقين، فقد كان الإمام وهب بن منبِّه ـ رحمه الله ـ يحذِّر منهم فيقول لطلابه:
13- "
احذروا أيها الأحداث الأغمار! هؤلاء الحروراء، لا يدخلوكم في رأيهم المخالف، فإنهم عِرّة لهذه الأمة".["مناصحة الإمام وهب لرجل تأثر بمذهب الخوارج"(ص:14)، ومعنى العِرّة: ـ بكسر العين وضمّها ـ القذر]
وقال عكرمة في تفسير المنسلخ:
14- "
أنه كل من انسلخ من الحق بعد أن أعطيه من اليهود والنصارى والحنفاء".["زاد المسير"
وقال ابن زيد:
15- "
وهذه الآية من أشد الآيات على أهل العلم إذا مالوا عن العلم إلى الهوى".
 "زاد المسير"
والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاف من هؤلاء (السوء) لأنهم ان استمروا على النفاق إخفاءً لانسلاخهم هدّدوا الأمة بالضلال والتضليل، لذا قال محذّراً:
16- "
( إن)أخوف ما أخاف (وفي رواية: إنما أخاف) على أمتي الأئمة المضلّون"
.[ "الصحيحة"(1582)، و"صحيح الجامع"(1551) ]

وقد عنون شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ للحديث بقوله:

17- "الحكام المضلّون".

وهذا يعكس مدى الخطورة على الأمة من هؤلاء، والدجل: نفاق، لذا قال المناوي في تفسير قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:"
"  كل منافق عليم اللسان":
18- "
أي: عالم للعلم، منطلق اللسان به، لكنه جاهل القلب والعمل، فاسد العقيدة، يغر الناس بشقشقة لسانه، فيقع بسبب إتباعه خلق كثير في الزلل".
وقد دار حوار قصير بين عمر بن الخطاب وكعب الأحبار ـ رضي الله عنهما ـ قال عمر:
19- "
إني أسألك عن أمر لا تكتمني".
قال كعب:
20- "
والله لا أكتمك شيئاً أعلمه".
قال عمر:
21- "
ما أخوف شيء تخافه على أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟".
قال كعب:
22- "
أئمة مضلين".
قال عمر:
23- "
صـدقت، قد أسرَّ ذلك إلي وأعلمنيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ".[أخرجه أحمد(1/42) بسند صحيح، "الصحيحة"(4/109(
وفي رواية قال كعب:
24- "
والله ما أخاف على هذه الأمة غيرهم".[أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/46) بسند حسن، وهو صحيح بما تقدم، "الصحيحة"(4/109  ) ..
والإمام المضل إمام دجَّال، لأنه يحكم بالباطل، يكذب وينافق، ويغتر بأحكامه الكثير ممن ليس عندهم دراية بألاعيبه، فهو يقفز على الأحكام ويلعب على الحبلين ببهلوانية ماكرة، لا يفطن لخطورته إلا البصير، فعن أبي الأعور مرفوعاً:
25- "ما أخاف على أمتي إلا ثلاثاً: شح مطاع، وهوى متبع، وإمام ضلال".
  "   الصحيحة   "( 3237 (

فهذا النوع من الدجاجلة خطير وخطير، يستدعي بحق المخافة على الأمة منه، فعن أبي تميم الجيشاني قال: سمعت أبا ذر يقول: كنت مخاصراً للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوماً إلى منزله، فسمعته يقول:
26- "
غير الدجال أخوف على أمتي من الدجّال؛ الأئمة المضلون".["الصحيحة"(1989 (
وانكشفت خسة هؤلاء (السوء) حين تركوا العمل، ففي الوقت الذي كانوا يتشدّقون به دفاعاً عن الدعوة السلفية، كانوا جميعهم ـ بدون استثناء ـ يسعون إلى زهرة الدنيا!! فلمّا فتنوا بها انعكست خطواتهم إلى الخلف، وصاروا كلاباً لاهثة. ترى أفعالهم تخالف أقوالهم، يتكلّمون بالحكمة ويعملون بالجور، ثبت هذا الوصف من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
27- "
إنما أخاف على هذه الأمة كل منافق يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور"
. "الصحيحة"(7/1/608(

ومن الجور أنهم يتلاعبون بالدين، فأقوالهم ليس فقط تخالف أفعالهم، بل أقوالهم تخالف أقوالهم، وفي "الترغيب والترهيب" للمنذري، ذكر في كتاب العلم:
28- "
الترهيب من أن يعلم ولا يعمل بعلمه، ويقول ما لا يفعله".
أورد فيه ـ رحمه الله ـ جملة من الأحاديث ختمها بالذي تقدم في (16) وفسّره بما تقدم في الباب. لأن الذين يقولون ولا يفعلون توعّدهم الله أن تقرض شفاههم بمقاريض من النار، لأن القول من غير فعل لون من ألوان النفاق فما بالك إذا صار هذا اللئيم إلى خلق النفاق يستعمله ليخلد إلى الأرض، فإنه بلا شك (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ)، وقيل:
29- "
إن هذا مثل من يتلو كتاب الله عز وجل ولا يعمل به، هو مثل الكلب لا ينتفع بترك الحمل عليه، ولا يترك اللهث، كذلك هذا لا ينتفع بقراءة كتاب الله عز وجل فيعمل، هو مثل من لا يقرأه ولا يعمل به"
. "الهداية إلى بلوغ النهاية" لمكي بن أبي طالب القيسي  (4/2643(  
المسلمين بعد انسلاخ العالم (السوء) عن منهاج النبوة والسلف؟
أو بمعنى آخر: هل بعد أن ينسلخ العالم (السوء) !! عن دين الله ويخلد إلى الأرض مغترّاً بزهرة الدنيا متبعاً لهواه، مقدّماً داعي نفسه على داعي الحق، إلى أن يصير مَثَله لشدة لهفه على الدنيا كمثل الكلب، فلا يتوقف بخساسته عند حدِّ هذا الذّم، بل يسعى لأن يكون أيضاً كلباً خسيساً من كلاب أهل النار؟
الجواب: أن هؤلاء العلماء (السوء) !! اغترّوا ففسدوا، فكانت الأسباب التي تحملهم على الصدِّ عن سبيل الله تعالى، هو أنهم يعبدون أهواءهم وشهواتهم. وبالتالي تجرؤوا على تحليل الحرام وتحريم الحلال، كما قال الشيخ المعصومي ـ رحمه الله ـ:

 30- "
فأولوا المطامع والأهواء يفتون الملوك والأمراء والأغنياء بما يساعدهم على إرضاء شهواتهم، والانتقام من أعدائهم بضروب من الحيل والتأويل".!!
قال ابن زيد في تفسير قوله تعالى: ).. وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ..(:

  31- "
كان هواه مع قومه  ".["زاد المسير  "

فيدفعه انقياده للهوى إلى الصدِّ عن سبيل الله، فعلماء (السوء) بالغوا في المنع عن اتباع الدعوة السلفية بجميع وجوه المكر والخداع، ومنها افتعال الخصومات فيما بينهم، والمحافظة على استمراريتها بصور مختلفة لصرف وجوه السذّج عن الحق، وإشغالهم بهذه المعارك الجانبية الكلامية لئلا يطّلعوا على حقيقتهم المخزية.

قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ:

32- "وهم مع أكلهم الحرام يصدّون الناس عن اتباع الحق، ويلبسون الحق بالباطل، ويظهرون لمن اتبعهم من الجهلة أنهم يدعون إلى الخير، وليسوا كما يزعمون، بل هم دعاة إلى النار، ويوم القيامة لا ينصرون".

وقد يحملهم شناعة الصدِّ عن سبيل الله بعد الانسلاخ لستر فضائحهم إلى التواطؤ مع أهل البدع والأهواء، بحجج واهية، والدخول معهم وموافقتهم من خلال درب الاستدراج إلى أن يصيروا مثلهم أو أسوأ، فيطعنون بأهل الحق ويخرجون على أهل العلم، وبالتالي يخرجون على جماعة المسلمين كل ذلك للحفاظ على زهرة الدنيا التي أرادوها من خلال الدين.
قال حذيفة: قال رسول الله ـ
صلى الله عليه وآله سلم ـ:

33- "
  إن أخوف ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن، حتى إذا رئيت بهجته عليه، وكان ردءاً للإسلام؛ انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك. قلت: يا نبي الله! أيهما أولى بالشرك، الرامي أو المرمي؟ قال: بل الرامي".["الصحيحة"(3201)]
وهكذا ينتقلون بخساستهم من خساسة إلى خساسة أكبر، فلما أخلدوا إلى الأرض شبَّه الله تعالى أحدهم بالكلب في الدنيا، فإذا وافق الخوارج بقولهم صار كلباً من كلاب النار. فالخوارج كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
34- "
كلاب النار"
  "صحيح الجامع"(3347(
وفي رواية:
35- "
كلاب أهل النار"
. سنن ابن ماجه"(173)، وأخرجه ابن أبي عاصم في "ظلال الجنة"(904(
فلا يغرنّك ماضيه اللامع، بل انظر إلى حاله اليوم!! بعد الانسلاخ!! فإنه يعمل على هدم الإسلام!! وقد أعجبني جداً تسمية شيخنا مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ في الرد على القرضاوي بـ:

36- "
إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي".

فإنه ـ رحمه الله ـ فقيه في الردِّ على أهل الأهواء والبدع، سمّاهم بالذي يستحقون. وأسفت لدار الآثار ـ صنعاء ـ في طبعتها الثانية (1426 ـ 2005) أنها ميعت تسمية الرد فكتبت على الغلاف:"الرد على القرضاوي"!! وخالفت بذلك تسمية الشيخ للكتاب!! وهذا للأسف من التلاعب.
وكتب ـ رحمه الله ـ في مقدمة كتابه قائلاً:

37- "
سيقول بعض الحزبيين عالم من العلماء وسميته: كلباً عاوياً! أما هذه فكبيرة يا أبا عبد الرحمن، عالم من العلماء! ومفتي قطر!".!
وأقول: كلباً من كلاب النار أيضاً إذا لم يتب من بدعه.
فعن زياد بن حدير قال: قال لي عمر:
38- "
هل تعرف ما يهدم الإسلام"؟
قال: قلت:
39- "
لا".
قال:
40- "
يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين".[رواه الدارمي بسند صحيح]
إعداد: هشام بن فهمي العارف

25/5/1431 الموافق 8/5/2010


بهذه البقية الصالحة يدفع الله تلبيس الخائنين والمجرمين

.. الموقع : تواصل على بركة الله يدا بيد ضد العلماء الخونة ..

قال الله تعالى في علاه :

  { ....... وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } [ البقرة/251}

فمهما نكص الناكصون ، وخذل المخذلون، وباع البائعون، فالله سبحانه وتعالى أحيا في هذه الأمة من يكشف خياناتهم وتلبيساتهم، وأعانه على تبديد حججهم والآعيبهم المكشوفه لمن ملك بصيرةً في قلبة ، يكشف من خلالها الغث من السمين.

وحري بمن أخلص دينه لله، أن يحذر من هؤلاء الأحبار الذين لعبوا دورهم بإحكام-كأنها مسرحية نسج خيوطها مخرج واحد- على الناس، وموّهوا أنهم رموز السلفية ردحاً من الزمن.

فعن الأوزاعي ، قال : ذكر الخردل ، وكان يحبه أو يتداوى به ، فقال رجل من أهل صفورية : أنا أبعث إليك منه يا أبا عمرو ، فإنه ينبت عندنا كثيرا بريا ، فبعث إليه بصرة منه ، وبعث بمسائل فبعث الأوزاعي بالخردل إلى السوق فباعه ، وأخذ ثمنه فلوسا ، فصره في رقعة ، وأجابه في المسائل ، وكتب إليه أنه لم يحملني على ما صنعت شيئا تكرهه ، ولكن كانت معه مسائل ، فخفت أن يكون كهيئة الثمن له. " ملخص مسند عمر بن الخطاب لأبي يوسف يعقوب بن شيبة"(71)

فأين من يتجرد للحق وبالحق ويقول لعلماء السوء: انتهى الطابو، لن نساق إلى مسلخ حزبيتكم كالخراف والنعاج السائمة.

والله إنها لشهادة سيسأل كل واحد فينا عنها أمام رب الأرباب ..
قال تعالى: (  

(ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون)النور(4(

فقد يقدح في الشاهد وترد شهادته إذا شهد في أمور دنيوية حقيرة بسبب ذنب لا يصل إلى مستوى ذنوب ما يسوغ للأمة قبول بعض مناهج اليهود والنصارى، فكيف بمن يسبُّون الصحابة ويذبحون لغير الله وينذرون لغير الله ويدعون غير الله ويحاربون السنة ويدعون الى البدع وقد تساقط في أوساط بدعهم عدد كبير من المسلمين وكان واجباً على كل غيور من المسلمين أن يُحذِّر من هؤلاء وأعمالهم. [إعلام الأجيال (14(

قال السخاوي :" أما المتكلمون في الرجال فخلق من نجوم الهدى ومصابيح الظُّلم المضاء بهم في دفع الردى لا يتهيأ حرصهم في زمن الصحابة- رضوان الله عليهم- وهلم جرا"
 [ إعلام الأجيال"(8 (  

ومن المصائب العظيمة التي لا يستوعبها الناس ، ويستنكر كلامنا الواضح والصريح ، أن الدعوة السلفية المعاصرة بعد رحيل ثلاثة الأثافي ـ الألباني وابن باز والعثيمين ـ ركبها الإخوان المفلسون وأداروا دفتها لما يحقق أهدافهم الخبيثة ـ عبر مشيخة مزعومة ـ تلعب دور أنهم رموز السلفية ( طبعا المتعصبة والحزبيين والمساكين يقولون : هذا هراء ودسائس، لكن ليس الخبر كالمعاينة فقد وقفنا على ملفات ستكشف في حينها على ما يدلل ذلك), ولا شك أن ذلك مصيبة كبيرة وتشبه بأهل الكتاب وأمثالهم من علماء السوء الذين غضب الله عليهم بسبب عدم عملهم بعلمهم .

يقول بعض السلف رضي الله عنهم : " من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم " ويدل على هذا قوله سبحانه في سورة محمد:
{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ }
 وقوله عز وجل في سورة مريم: {  وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى  }
{ فمن اهتدى زاده الله هدى وزاده علما وتوفيقا .

قال تعالى في أعظم سورة وهي سورة الفاتحة :
 { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ }

 وهم أهل العلم والعمل من الرسل وأتباعهم بإحسان.

ومع هذا فقد ملئت الدنيا ضلالاً من هذا التلبيس بسبب علماء السوء والمعارك الموهومة المزعومة بين فريقي الضلالة ليحافط كل فريق على أتباعه وإمعاناً في الخلط والغواية.

فحري بمن أخلص دينه لله أن يكون موقفه من علماء السوء المقت ، والغضب في الله، وأن يحذر الناس من شرهم وأعمالهم القبيحة، نصحا لله ولعباده، وعملا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والله الموفق .

و { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ } [النجم:2] أي: محمد عليه الصلاة والسلام، { وَمَا غَوَى } [النجم:2].

الضال هو: الذي يتكلم على غير هدى على غير علم.

والغاوي هو: الذي يخالف العلم، يعلم ولكنه يخالف العلم، كاليهود وأشباههم، وهكذا علماء السوء، يعرفون الحق ويحيدون عنه إلى الباطل إيثاراً للهوى، وإيثاراً للدنيا والشهوات العاجلة.

فالله نزَّه نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم عن هذا وعن هذا، ليس بضالٍّ ولا غاوٍ، بل هو عالم ورشيد عليه الصلاة والسلام، عرف الحق، ودعا إليه، واستقام عليه، فجعله الله هادياً مهدياً، ورسولاً كريماً، منذراً للناس من الباطل، ومبشراً لهم بالحق:
 { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً } [الأحزاب:45-46]".

 دروس للشيخ ابن باز"( باب:الاهتمام والعناية بسنة النبي 15\6(

نسأل الله أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يوفق المسلمين جميعاً شيباً وشباباً للتكاتف والتعاون في نصر الحق وتأييده، وتأييد القائمين به، ومساعدتهم، وأن ينصرهم جميعاً على أعداء الله، وأن يعينهم على جهاد أعداء الله بالسيف والسنان، وبالحجة والبرهان، وأن يثبت أهل الحق على حقهم، وأن يهدي حكام المسلمين ليقوموا بالحق وينصروه، ويحكِّموا شريعة الله فيما بينهم حتى ينصرهم مولاهم، وحتى يعينهم على أعدائهم، وحتى يثبت لهم ما هم فيه من الخير، وحتى يحميهم من مكائد أعداء الله، إنه عزَّ وجلَّ جواد كريم.

************************ 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق