الأربعاء، 8 يونيو 2011

الحلقة الثالثة - أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة رضي الله عنه – تقديم الشيخ والمفكر الاسلامي محمد البيومي الهاشمي






الرسالــــــــــة الثالثــة

*** *************************

{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ *فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ }الأنبياء58

*** *************************

إليك أبا ذر في الخالدين .. إليك أبا ذر في السابقين ..
بين التقدمة والنثر أسجل قافيتي ..

مقدمتي الهي العزيز لأبي ذرحبيبك  .. وبين يديك الهي البار اعتذر .. تلهمني يا بارئي لأفتح كتابك الأعز لألتمس نورا في عبارة " حبيبك أبا ذر " فتفتح علي بقولك الحق الجليل في سورة الأنعام بقولك الجليل :
{ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }الأنعام102 ..
 فزدتني هيمان بحبك .. انك أنت الحبيب الأعظم في روعة أولياؤك ويؤكد كلمك المقدس يا الهي في عزيز مجدك وخطابك ..
هذا هو الله ربكم في ثورة عشقكم وهو على كل شيئ وكيل ..
 إليك أبا ذر يا صانع البركات في ثورة جدي محمد
عليه صلوات الهي القدوس ..
 أنت المعجزة ومثلك لغتنا في الثورة القدسية .. الهي بين يديك يا قدير
في عظمتك اعتذر لقلة قامتي أمام بهائك فتقبل كلماتي إلى 
روحك القدسية إلى نبع جدي المصطفى..
 محمد عليه صلوات الهي القدوس  
 .. الهي أنت القدوس زد أبا ذر حبي هذي الليلة نورا وتعظيم 
وعجل الهي ساعة الفرح الآتي ..
وأنت نوري في قلب كل ذاكرتي ودنيا الذاكرة ..
حبيبي أبا ذر .. يا طلعة من البد افتلق ثورة الروح ..
أنت لها .. أيها الوافد إلينا من عالم النور .. إلينا غدا على بوابات القدس ..
لم يشهد التاريخ لمثلك أن انحنى لصنم اوسجد لاله غير الله القدوس العظيم .. إليك أيها الممجد بلسان سيد الخلق احمد النور .. محمد سيد الخلق .. عليه أنوار الهي فيك سره ..
قم أبا ذر أيها الرائع من رقدتك .. فأنت لها .. والوعد أنت قد اقترب ..  فأي تجربة في التاريخ لك سجلت ، أيها الروعة في قاموس المجد وروعة في تلاميذ النبوة .. أيها المختبئ بالحصار والزهد لغتك يا عظيم في قامتك  .. شبيها بفخر النبوة قامتك وباعك الطويل .
أيها الصارخ في تيه في المرحلة .. صوتك الجليل المدوي قد اقترب زمنه .. ومن غيرك ومثلك لزمان وعد الآخرة أيها الغفاري ... فأي غفار بك حملت ولآل محمد المطهرين ولدتك .. يا ابن القمر الآت .. أنت القمر ولك الشمس نورا .. محمدي في قلبك يسطع نور الشمس ونور القمر .. يسطع لك في النور وفي زمن وعد الآخرة .. دمت حيا يا شهيد غربة في التاريخ
ولدت لنا من جديد .. ؟؟
ولا اقلت  :
 " ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر ."
أنا الهائم بحبك ايها العذري .. تحيا بروعة نورك وخروجك الثوري ،  
 لتولد لنا غريبا في زمن الولادة الآتية ..
ورمزا في قلتنا وطلعتنا المحمدية الوارثة ..
 لتكون فيها قبس من أخا القمر .. والنور المشتق من نوره ..
 انه جدي علي بن أبي طالب عليه السلام ..

رمزك الثوري في بركة تاريخ الوجود وثورة الزهد .. 
 " يا عليّ إنما مثلك في هذه الأمة كمثل عيسى بن مريم أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا وأبغضه قوم وأفرطوا في بغضه فهلكوا واقتصد فيه قوم فنجوا فعظم ذلك عليهم وضحكوا وقالوا يشبهه بالأنبياء والرسل " ..
انه الحواري المحمدي أبا ذر يجيء سيد من غفار..  وفخرا لايمانها حامل نور الله في ذروة القبائل المسلمة .. فأي تجربة فيك تغزوني .. وأنا الآتي من روح جدي المصطفى عليه

صلوات الهي القدوس الهي..

وقدوسي المعظم ارقب الانتظار ..

وأسألك التعجيل بالخطى نحوي .. فأنت روح تسكن روحي في زمن 
التحوت وفي زمن التخاذل..  وفي زمن تسمية الملائكة تسمية الأنثي ..
فأي موته أيها الغريب .. تؤكد ذاتك في الغرباء الأجلاء وكما المصطلح 
النبوي الجليل ..

" الغرباء المصلحون "
 الذين رفع الله العلي درجاتهم في غيبة على مقام سبعين درجة من شهداء بدر الكبرى .. كن أبا ذر أيها الفاتح حاضرا .. وأنت القادم بروحك حية تسعي
في زمن ولادة مشروعنا المحمدي التالي ... التالي علينا حتما ووشيكا 
وأمرا مقضيا  ..
كما حقيقة الشمس في قارعة النهار ..
وأي تجربه في مثل ابتلائك العظيم  ..

أيها الغريب الولادة وغريب عند الله مسجل وفي ثورة المصطلحين وعالمية الأتقياء أمجدك من روح نبعي ..
ولا انسي يوم زرتني مبتسما وفرحا بولادة ابني أبا ذر ..
 واراه شاهدا تقيا يفخر بمجدك في خارطة وفيوض بيت النبوة الصاعدة ... بمشيئة الهي باركني به جدي المصطفي عليه صلوات الهي القدوس وأنوار الهي وقدوسي المعظم .. عشقي في الهوية واسم هويتي ..

 " هذا ولدك يعطيه الله تعالى حفظ القرآن في لحظة .. "

فأي مجدي فينا تسكن يا أبا ذر يا جليل في كون الهي العظيم ..                 
وكيف أمجدك .. ولا احد إلا مجد تليد أورثنيه  أبي في العشق لك ..            
كن غريبا مصلحا في مشروعنا الالهي في زمن الخاتمة ..
فها ينكر الجاهلون كما الأمس عليك ثورتك ضد الكنوز ووهج الأرض
السفلية تربض في أسفل المحني ... لتأتي لي في عمري أبا ذر 
رفيقا على درب الولادة ..
أيها السابق لدمي وعشق ..
لن تلملم دمي ..

 لا تخشى علىّ أنا بمشيئة الهي البار وصادق الوعد .. 
أنا باق في قائمة الانتظار ولن أتحرك في ثورتي دونك ..

 أيها المصلح في زمانك أنت المصطلح في قاموسي ولا آلوا في إجلال لتواريخي مجدك من مجد الهي ..

انا الساعي في الذكر حية تسعي في زمن الولادة .. ومن للغرباء في دنيا
الأزقة يا الهي  سواك يا صانعي وصانع ثورة عمري .. 
من للغرباء يا خالقي الممجد سواك .. اصنع لنا المجد الموعود .. 
بروحك وثوب القداسة ردائنا في  زمن الشمس المحمدية الوشيكة .. 
وفي زمن القمري من روح الشمس وبطن زمن انشقاق القمر .. 
أعود إليك يا جليل الله العلي في ثورة عمري أبا ذر .. أبا ذر يا عشيقي الموحد ...

صورتك القدسية تجلت في ثورتي ..

 كن أبا ذر.. فأنا لك ولدت ..
 أنا الحاف بالمقسط نهري به  ..
اشرع السيف ولا أبالي بأقزام في تاريخ الوجود ..

 لا يجتمعون للخير وعزة الهي !!
للشر قبلتهم فلا تأسى أبا ذري .. !!
فيا امة احمد فرقوا بينهم المجالس .. !!
فرويبضة التاريخ عمري أبا ذر لك ..

 لا يجتمعون أبدا على خير ..!!

والحق الهي إنهم لا يجتمعون إلا على المفسدة ..
وبيع التاريخ بفلسفة الأقزام إبليس له سيد الزور ..
 وأنا الشاهد من أبي لحبي في زمن الولادة ..

كن حبي أبا ذر لحبي يا نعم المولود ..

أمجدك وروحي في قلب جدي علي ..
عليه سلامات نور الله العلي ارقب روحه ..
فيتجلى قلمي لعلي جدي وحبي ...
عليه صلوات الهي القدوس ...
الهي وفي زمن الحاسدين أنا ..
ثورة الفقراء وكل الكادحين .. 
وحتى في ثورة العمال الملحدة ...
كنت أباذر عشقي حضورا لثورتك القدسية ..
فلك المجد من الهي هو مالك خلود النور ..
 فكن خالد في ثورة النور ...
وثورة متجددة من ثورة الحق ..
اكتفي بحقك في هذه السطور لأعود لك ...
وما مثلي مفرط في مثلك يا جليل في الكون ..
وجليل في ثورة عمري ..

الحبيب في عمرك التاريخ ..

الشيخ والمفكر الاسلامي محمد البيومي
 الهاشمي
فلسطين المقدسة
*** *************************





*** *************************

وهذه هي الرسالة المسجلة بالتمام كما في المصدر
حفظا للحقوق


*** *************************

جاء في الاستيعاب في معرفة الأصحاب  

 كان إسلام أبي ذر قديماً ، فيقال بعد ثلاثة ، ويقال بعد أربعة ... وقد روى عنه أنه قال: أنا رابع الإسلام، وقيل خامساً ...ثم رجع إلى بلاد قومه بعدما أسلم فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق، ثم قدم على النبي
 صلى الله عليه وآله وسلم
 المدينة فصحبه إلى أن مات ؛ وخرج بعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه إلى الشام فلم يزل بها حتى ولي عثمان رضي الله عنه، ثم استقدمه عثمان لشكوى معاوية به وأسكنه الربذة فمات بها وصلى عليه عبد الله بن مسعود ، صادفه وهو مقبل من الكوفة مع نفر من فضلاء من أصحابه منهم حجر بن الأدبر ومالك بن الحارث الأشتر وفتى من الأنصار دعتهم امرأته إليه فشهدوا موته وغمضوا عينيه وغسلوه وكفنوه في ثياب الأنصار ...
وفي خبر أن ابن مسعود لما دعي إليه وذكر له بكى بكاء طويلاً...
وقد قيل إن ابن مسعود كان يومئذ مقبلاً من المدينة إلى الكوفة 
 فدعى إلى الصلاة عليه ، فقال ابن مسعود : 
من هذا ؟
قيل: أبو ذر ... فبكى بكاء طويلاً وقال : أخي وخليلي ،عاش وحده ومات وحده ويبعث وحده طوبى له...وكانت وفاته بالربذة سنة اثنتين وثلاثين وصلى عليه ابن مسعود رضي الله عنهما.
 - وذكر علي بن المديني -...عن أم ذر أنها بكت ، فقالت : 
ومالي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض وليس عندي ثوب يسعك 
كفناً لي ولا لك ولا يد لي للقيام بجهازك ؟ قال: فابشري ولا تبكي ،
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول:
 لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبران ويحتسبان فيريان النار أبداً ...
وقد مات لنا ثلاثة من الولد ؛ وإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
 يقول لنفر أنا فيهم:
" ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين ... "

وليس أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية وجماعة ، فأنا ذلك الرجل... والله ما كذبت ولا كذبت ، فأبصري الطريق ... قالت : قلت :
وأنّى وقد ذهب الحاج وتقطعت الطريق ؟
قال : اذهبي فتبصري... قالت : فكنت أشتد إلى الكثيب فأنظر ثم أرجع إليه فأمرضه ؛ فبينا هو أنا كذلك إذ أنا برجال على رحالهم كأنهم الرخم تحث بهم رواحلهم فأسرعوا إلى حتى وقفوا علي، فقالوا :
 يا أمة الله ما لك ؟ قلت : امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه ؟
 قالوا: ومن هو؟ قلت : أبو ذر...
قالوا : صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
 قلت: نعم ... قالت : ففدوْه بآبائهم وأمهاتهم وأسرعوا إليه حتى دخلوا عليه فقال لهم أبشروا :
" ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين ... "

وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة ، والله ما كذبت ولا كذبت ، ولو كان عندي ثوب يسعني كفناً لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب هو لي أو لها ، وإني أنشدكم الله ألا يكفنني رجل منكم أميراً أو عريفاً أو بريداً أو نقيباً ...وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد قارف بعض ما قال إلا فتى من الأنصار فقال:
" أنا أكفنك يا عم في ردائي هذا وفي ثوبين في غيبتي من غول أمي ...قال : أنت تكفنني يا بني... " ..
قالت: فكفنه الأنصاري وغسله في النفر الذين حضروه وقاموا عليه ودفنوه في نفر كلهم يمان .
-
وروى عنه جماعة من الصحابة وكان من أوعية العلم المبرزين في الزهد والورع والقول الحق ... سئل علي رضي الله عنه عن أبي ذر فقال : ذلك رجل وعى علما عجز عنه الناس ثم أوكأ عليه فلم يخرج شيئاً منه... "
-
وروى عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم

 أنه قال:
"  أبو ذر في أمتي شبيه عيسى بن مريم في زهده ... "
وبعضهم يرويه :
" من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر ."
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
 : " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، ومن سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر ."

-
وروى إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: كان قوتي على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
صاعاً من التمر فلست بزائد عليه حتى ألقى الله تعالى.
-
روى الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن ابن غنم قال: كنت عند أبي الدرداء إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فسأله فقال: أين تركت أبا ذر ؟ قال : بالربذة ...
فقال أبو الدرداء :
إنا لله وإنا إليه راجعون ، لو أن أبا ذر قطع مني عضواً لما هجته لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول فيه ... / بتصرف يسير /

***وفي سير أعلام النبلاء = أبو ذر الغفاري، أحد السابقين الاولين، من نجباء أصحاب محمد

صلى الله عليه وآله وسلم ...

كان آدم ضخما جسيما، كث اللحية...وكان رأسا في الزهد، والصدق، والعلم والعمل، قوالا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، على حدة فيه... وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر...

*** وفي الإصابة في معرفة الصحابة
 كان أبو ذر من السابقين إلى الإسلام ، وقصة إسلامه في الصحيحين على صفتين بينهما اختلاف ظاهر ؛
 فعندا لبخاري من طريق أبي حمزة عن ابن عباس قال:
لما بلغ أبا ذر مبعثَ النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
قال لأخيه :
" اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء واسمع من قوله ثم ائتني ... " 
فانطلق الأخ حتى قدم وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال له : رأيته يأمر بمكارم الأخلاق ، ويقول كلاماً ما هو بالشعر ...
فقال ما شفيتني مما أردت ... فتزود وحمل شنة فيها ماء حتى قدم مكة ، فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو لا يعرفه، وكره أن يسأل عنه ، حتى أدركه بعض الليل فاضطجع فرآه عليّ فعرف أنه غريب ، فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد ، وظل ذلك اليوم ولا يرى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
حتى أمسى فعاد إلى مضجعه ، فمر به عليّ فقال : أما آن للرجل أن يعرف منزله ؟ فأقامه فذهب به معه لا يسأل أحدهما صاحبه عن شيء حتى كان اليوم الثالث ففعل مثل ذلك فأقامه فقال: ألا تحدثني ما الذي أقدمك ؟ قال: إن أعطيتني عهداً وميثاقاً أن ترشدني فعلت...
 ففعل ، فأخبره ، فقال: إنه حق وإنه رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
، فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت شيئاً أخافه عليك قمت كأني أريق الماء ،فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ... ففعل ، فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي
 صلى الله عليه وآله وسلم
 ودخل معه وسمع من قوله فأسلم مكانه ، فقال له النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
: ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري .
 فقال: والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم "
 ، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته :
" أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ... "
فقام القوم إليه فضربوه حتى أضجعوه ، وأتى العباس فأكب عليه وقال: ويلكم ، ألستم تعلمون أنه من غفار وأنه من طريق تجارتكم إلى الشام ؟ فأنقذه منهم ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه فأكب العباس عليه....
وعندمسلم من طريق عبد الله بن الصامت عن أبي ذر في قصة إسلامه: وفي أوله صليت قبل أن يبعث النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
حيث وجهني الله ، وكنا نزلاً مع أمنا على خال لنا فأتاه رجل فقال له إن أنيساً يخلفك في أهلك ، فبلغ أخي فقال: والله لا أساكنك فارتحلنا فانطلق أخي فأتى مكة ثم قال لي: أتيت مكة فرأيت رجلاً يسميه الناس الصابىء هو أشبه الناس بك... قال :
فأتيت مكة فرأيت رجلاً فقلت: أين الصابىء ؟ فرفع صوته علي فقال :صابىء.. صابىء ..! فرماني الناس حتى كأني نصب أحمر ، فاختبأت بين الكعبة وبين أستارها ، ولبثت فيها بين خمس عشرة من يوم وليلة ما لي طعام ولا شراب إلا ماء زمزم... قال : ولقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وقد دخلا المسجد فوالله إني لأول الناس حياه بتحية الإسلام ، فقلت : السلام عليك يا رسول الله ... فقال: وعليك السلام ورحمة الله... من أنت ؟ فقلت: رجل من بني غفار... فقال صاحبه: ائذن لي يا رسول الله في ضيافته الليلة... فانطلق بي إلى دار في أسفل مكة فقبض لي قبضات من زبيب ؛ قال : فقدمت على أخي فأخبرته أني أسلمت ... قال: فإني على دينك...
فانطلقنا إلى أمنا فقالت:  فإني على دينكما... قال :
 وأتيت قومي فدعوتهم ، فتبعني بعضهم...

 يقال إن إسلامه كان بعد أربعة وانصرف إلى بلاد قومه فأقام بها حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة ومضت بدر وأحد ولم تتهيأ له الهجرة إلا بعد ذلك ، وكان طويلاً أسمر اللون نحيفاً ...وقال أبو قلابة عن رجل من بني عامر: دخلت مسجد منى فإذا شيخ معروق آدم عليه حلة قطري فعرفت أنه أبو ذر بالنعت.

  وأخرج الطبراني من حديث أبي الدرداء قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
يبتدىء أبا ذر إذا حضر ويتفقده إذا غاب.

  وقال الإمام أحمد في كتاب الزهد: حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو سمعت عراك بن مالك يقول قال أبو ذر :
" إني لأقربكم مجلساً من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وذلك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
 أقربكم مني مجلساً يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته فيها ... وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد نشب فيها بشيء غيري... "

وهكذا أورده في المسند، وأظنه منقطعاً لأن عراكاً لم يسمع من أبي ذر.

 روى أبو ذر عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
، وروى عنه خلق كثير...

  قال أبو إسحاق السبيعي عن هانئ بن هانئ عن علي عليه السلام :
" أبو ذر وعاء ملىء علماً ثم أوكىء عليه. "
 أخرجه أبو داود بسند جيد ؛ وأخرج أبو داود أيضاً وأحمد عن عبد الله بن عمرو: سمعت رسول الله
 صلى الله عليه وآله وسلم
 يقول: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر .

+
وقال الآجري عن أبي داود:
لم يشهد بدراً ولكن عمر ألحقه بهم وكان يوازي ابن مسعود في العلم....

+
وفي غِفار – قبيلة أبي ذر - قال النبيُّ
صلى الله عليه وآله وسلم
: غِفار غفر اللهُ له ... / مسلم
 وفي رواية عنده : - عن أبي ذرٍّ قال: لي رسول الله عليه السلام: " إئتِ قومك فقل: إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال: أسلمُ سلمَها اللهُ، وغِفار غفر اللهُ لها " . مُسلم .

+
وفي " السيرة النبوية " لابن إسحاق بسند ضعيف عن ابن مسعود قال كان لا يزال يتخلف الرجل في تبوك فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول: " دعوه فإن يكن فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه " . فتلوم أبو ذر على بعيره فأبطأ عليه فأخذ متاعه على ظهره ثم خرج ماشياً فنظر ناظر من المسلمين فقال إن هذا الرجل يمشي على الطريق فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله الطاهرين  عليه وآله وسلم :
 " كن أبا ذر " فلما تأملت القوم قالوا يا رسول الله هو والله أبو ذر فقال: " يرحم الله أبا ذر يعيش وحده ويموت وحده ويحشر وحده
 " . فذكر قصة موته

***
وكانت وفاته بالربذة سنة إحدى وثلاثين وقيل في التي بعدها وعليه الأكثر ويقال إنه
صلى الله عليه وآله الطاهرين  عليه وآله وسلم
عبد الله بن مسعود في قصة رويت بسند لا بأس به وقال المدائني: إنه صلى عليه ابن مسعود بالربذة ثم قدم المدينة فمات بعده بقليل./ والربذة من قرى المدينة ، قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة، وبهذا الموضع قبر أبيذر الغفاري ، جندب بن جنادة رضي الله عنه

انتهت المقالة فجزى الله تعالى صاحبها خير الجزاء












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق