الثلاثاء، 21 يونيو 2011

الحلقة الحادية عشرة من هو أبو ذر الغفاري الصحابي الجليل رضي الله عنه مقدمتي وتعقيبي الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي


من هو أبو ذر الغفاري الصحابي الجليل رضي الله عنه
ابوذر جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري

*****************************  


مقدمتي وتعقيبي الشيخ
 محمد حسني البيومي جودة
 الهاشمي

*****************************  
قال تعالى في علاه في محكم التنزيل :
{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً *  الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً }الفرقان33ــ 34


هامت روحي في الأمل لأكتب لأبي ذر الغفاري...
 الليلة وفي الفجر مقدمة في الثورة ...
فسألت الباري روحا متدفقة تبكي روحي بالحزن ...
الهي قلبي متوقف فتدفق عليه من قلب النور ... !!
لأسجل لحبيب لك في الكون مقدمة ...
من نورك يا صانع ثورة عمري ...
 ففتحت كتاب الهي بدعوة جدي محمد  ...
عليه صلوات الهي القدوس
 تسبقني فجائتني سورة فرقان ..
في نور من سورة فرقان فأعود لذاتي ...
لأسجل نور من الله عليا  في وجهي بازغ ...
ومن كتاب النور المكنون يحفني الساعة نورا يانع...
به روحي تستعلي من قوة روحي وبياني...
 تستلهم روعة نور من آيات القرآن ..
 يتسلل في عمقي روحا من نور الهي ..

 لأسجل روحا من قوة عزيز الكون الهي ...
لأبي ذر سيد في الكون من قلب العترة ...
 احتسبه رب الأكوان الهي نورا في العترة  ...
ما اجل الروعة بقرآني في هذا الفجر ...
ما اجل الروعة بقرآني في هذا العصر ...
 وأنا أتجلي بروح بياني لمقامي حبي في وجه القهر...
 لأعتلي في مكنون الحب الالهي لأسطع بالروح بياني ..
الهي ناجيتك بعزم النور حبيبي المعشوق في كل كياني  ..
 من روح الهي سيد كون الأكوان ..
 أنت حبي محمد ..
أنت أبي وأب لنا روحي من دونك في كل الأكوان ...
عليك سلامات الهي يا دولة عزي في الكون ..
 وهذا فيض أغزر حولي من روحي ينبع بون  ...
بون شاسع نورا في كل بلادي ثورة ..
من روح للنور استجلب ربي نوره ...
من نور سيد أكوان الهي ..
 ليصطفيه في الكون خليفة لالهي المعز الباري ...
 اليك أبا ذر يا حسن من نور الهي ...
بليغ بياني في هذا الفجر المتبتل يشرق بالروح ...
ويبتسم في وجهك بوح ..
فهذا نور الله يسطع على هامتك أبا ذر ...
على شيب بياض الروعة غسلته ملائكة الرحمن...
 غطاه الرحمان النور بكل الأنوار ..
 لم يسجد وعز الهي لصنم  الثوار ...
يشجو أزمة روح ويغرد بلغة الخزريين وعباد الأوثان ..
ولا لعتل بعد ذلك زنيم عبد الأوثان !!  
وقتل وليد الطهر حسين وقبس النور الأول ...
  سيد كل الأكوان محمد أنت  ..
ثورة  روحي ...
عليك صلوات الهي القدوس ..
ونور من رحمان ديان .. 


بها اسطع نحو الشمس في كل بلادي ...
وهذا النثر المدخل يتفجر للهائم بالروح ...
فيسأل في الساعة رب الأكوان ...
ليفتح على في سلسلتي البارة بي عنوانا في النور...
 الهي أسعدني الليلة لأوفي العهد بسلسلتي ...
لعبد حبيب خليل الرحمان ..

فجاء الرد الساطع في قلمي وفي بيان بالأمر...
 اكتب عبدي بالروح فأنت  ربيت في قلب الروح ...
 رباني جدي رسول الخلق ...
عليه صلوات الهي القدوس ..
 وعلمني له الهي رب الأكوان ..
جودا من قلب القرآن ...
اكتب يا ولدي المحبوب أنت دعوت إلهك وأجابك ...
من قلب القرآن لو أتوا لك بجبال ...
سرك في قلب القرآن هو الحسن الطالع ...
فكرك يا ولدي فأنت حقا وليد القرآن...
 ربيت بالروح ..

ولا يأتوك الناس برواية أو مثل ..
 الا جاء لك الرحمن  بخير منه ..

{ وجئناك بالحق وأحسن تفسيرا ..   } ..

شكرا يا جدي المعشوق لقلبي ...
عليك صلوات الهي القدوس ..

تكتب في روحي .. روحك تتكلم في قلبي ...
 فاكتب من شفتيك كلام المسك الخاتم في زمن الختم ..
فما كذبك سوى أحمق خسر الدنيا بتيه ..
 وهذا قول الحق الفصل يعلن ختم  ..

الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً }
الفرقان33ــ 34

فأكتب رسالة حبك لأبي ذر في البيداء غريبا ...
 وأنت الملهم ثورة في البيداء تنادي  ...
عبر سنين الظلم كفاكم يا دول الأعراب ...
ظلما على أبا ذر ولد الثورة ......
في حجر أبي رسول الخلق ...
عليه صلوات الهي القدوس الهي ..
تسطع في وجه الأعراب !!

وجاء بكل غفار تسلم فبشرها رسول الكون ...
جدي المعشوق بكل الخير ...
ومقام بجنان وأنت حبي المعشوق أبا ذر ..
 لازلت بقصيدتي ثورة عشقي  في الكون ...
في رأس بياني ولم اختم بعد في بحري ..
 وفي نثري البحر ..
 وأنت الهائم في حب الهي المعشوق ...
 قلت لك يا غريب في الداري....
 هذي داري رقم صعب في الثورة والروح...
 لك المسكن في القلب ....

وأنت لك داري الأولى وداري في زمن الختم ....
فاسكن في روحي وفي قلبي واختزني في الحب ..
 واذكرني رفيقا لك ثورة بزمان الختم .. !!
قالوا ما قالوا حبي عنك بروايات مذاهب مختلفة !!
 حشرت لي لأكتب عليها ومضات عن سيرة ذكرك ...
 وبتاريخ غطاءه الزيف في بحر الأعراب السوداوي ...
 وغدا بمشيئة ربي وحسب الوعد المكتوب في علم النور ...

 أنا الكاتب لك يا وردة عشقي ...
 كل تواريخي لتذهب ريح الأعراب !!!
كتبوا عنك مرة بالجهل ومرة غرقوا في الحب !!
وجذبتهم روح مذاهب معوجة ؟؟؟؟
ولم ينصفوا حتى للقلم بنظرة حب ..
 فزادوا الكيل وشتوا عن حقيقة حبي ...
وأعود اليك أسجل في دولة عشق ...
أنا يا أمة أعراب الجهل ..
أنا ابن العشق وليد محمد نبي الله الأسمى ..

عليه صلوات الهي القدوس الهي ...

 أنا الذي اكتب فقط وفقط وفقط عنك....
 ابا ذر ويا سلمان النور ومقداد الذهب الثوري..
 ولن نسمح بعد اليوم لأعرابيين مذاهب ... !!
أن يخطوا بالقلم السوداوي ..
وفي قول الهي الفصل الثوري ..

{لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ
 فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }الأنفال37

لا بارك في كل الأقلام الأعرابية  !!
نسجت بالزيف خريطة عمري ....
وفي القدس أبا ذر لك عمقي  !!!
وكل الدار في قصري بجنان الله المتعالي ...

 ربي اسأل هذي الساعة ربي أن يقطف لك من بستاني ...
 ثمرة تأتيك معلقة بالنور ...
وبالختم ومن روح الله المأمولة ...
آمل كل الكلم وكلام النور ..
 افتح فيك أبا ذر هذه حلو المسك ....

من حبك في القدس ...
وقلبه لك يا دار الثورة أنت من الساعة ....
لست بافك الغدر اسم في تاريخ العجب ...
فلست بسجن الترحيلات وقناطر خارج مكة ..

 سموها بالافك التاريخي ..
(  الربذة المغدورة )

مدينة شاهدة للظلم !!!

 قلبي يبغضها أنا عبد الله كاتب هذي سطور النثر ..
الرافض لكل الافك ومشاريع الظلم ...
وبيع بلاد النور لكل الأفاكين اليوم بمكة ...
وآل سعود الوثنيين الخونة .. !!
 وسواد البخت بعباد العجل بوثنية ...؟؟

مزروعة بعبادة عجل بالقدس ....
تنتظر الأمر بإبادة كل مشاريع الزيف ...
وكل سجون الترحيلات سامونا فيها الكذبة ...
بزيغ القول الوثني وكل ألوان التعذيب ..
(  الربذة المغدورة )
يسكن فيها لاله الزيف شعار للكفر ربيب
( سموه لله جنود من عسل )
قولوا ما شئتم يا أنوف استعلت بالغدر وبالتعذيب ..
وبالكفر وبالغدر.. صدروا لي أحكام بالكفر..

يا للعجب لماذا يستنكر الأعراب هذي اللغة الروحية ..
فانا من عمري كلم الرحمان يغزوني في الحب ...
 ولا اعرف للحب الغزلي طعم في النور...
 الا بأمي فاطمة الزهراء صاحبة الفضل المحبوب ....

عليها أنوار الهي في الكون ..

من روح الهي جائتي هذا ثورة روح ...
يا ولدي عشق الروح ...
 فاذهب واكتب بعد الساعة ما تشاء ... ؟؟
فهذي وعزة الهي يدي تتكلم قبل الكلم ...
ورأيت في عديد الساعات امسك قلمي ...
 يجري بي وهذي الساعة يكتب بكلام النور...

 لأبي ذر غفار النور من مداد الروح ...

 لأبي ذر الغفاري أنا خريطة عمرك في زمن آتي ...
 لا اسمح بدخول في روحي الا من لبس النور ...
دثار من روح الهي أو ختم له جدي علي ...
من روح الهي هذا لك مسموح في دارك ...
وهذا الذي يجري معي حقا يا سادة كون ..

فأنا عبد لله تعالى لم اعرف حيرة  ...
ولا حب إناث في العشق  ... !!
 الا ما كتب علي حلال من روح الهي ..
 اسكن بالطهر والشاهد ربي ...
فهذي مقدمتي أتوقف فيها برهة..

 حتى لا تزيد عن رسالة اردتها في كتابي عن قصد ؟؟؟

من روح الإلهام وغدا تكون مسجلة ...
مسجلة بكتابي مجلله بثورة نقدي ..
بثورة تقدس ملهمة من رب الأكوان ...
و من قلب جدي الولهان محمد ...

عليه صلوات الهي القدوس ..

وأنا انتظر الرد في الحب الروح الهي ...
في فصل القول من خطاب الهي في قلب القرآن :

{وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ }هود122
{وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ
فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ }يونس20
ويتوقف النثر للحلقة الآتية بمشيئة ربي من قلب القرآن
أعلن أعلنها بمجيد تليد من علياء النور وامجدد \لله المتعالي بتمجيد الروح يكسوني من فجري مجدا في كل تواريخي .
للممجد هذا الكون ..
وهذي نقطة في بحري أتوقف عند حدود الهي ..
 وغدا بمشيئة الهي  أبدأ بثورة من روح الهي ...
 آتية لأبي ذر الغفار ي ..
وشكري لكم يا سادة كون ويا كل القرائي ..

*******************************

الرسالة كما نشرت بالتمام حفظا للحقوق ومقام النشر
ابوذر جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري

*****************************

و في الاستيعاب
و يقال أبو الذر و الاول أكثر توفي بالربذة سنة 31 أو 32 و قيل سنة 24 و الأول أصح‏[صلى عليه‏] ابن مسعود و مات بعده في ذلك العام و قيل صلى عليه مالك بن الحارث الاشتر .

( و الربذة )
بفتح الراء المهملة و الباء الموحدة و الذال المعجمة على وزن قصبة في القاموس هي مدفن أبي ذر الغفاري قرب المدينة .
و في المصباح المنير :
هي قرية كانت عامرة في صدر الاسلام و بها قبر ابي ذر الغفاري و هي في وقتنا هذا دراسة لا يعرف لها رسم و هي من المدينة في جهة الشرق على طريق الحاج نحو ثلاثة أيام،هكذا اخبرني به جماعة من اهل المدينة 0 سنة 723 اه و في الخلاصة ( جندب )بالجيم المضمومة و النون الساكنة و الدال المهملة المفتوحة و الباء الموحدة(و جنادة )بالجيم المضمومة و النون و الدال المهملة بعد الالف اه (و الغفاري)بكسر الغين و تخفيف الفاء نسبة الى غفار قبيلة.

الخلاف في اسمه
في الاستيعاب:
اختلف في اسمه اختلافا كثيرا فقيل جندب بن جنادة و هو اكثر و أصح ما قيل فيه إن شاء الله تعالى و قيل بدر[ بدير] بن جندب و يقال برير بن عشرقة و برير بن جنادة و يقال برير[ بر] بن جنادة كذا قال ابن اسحاق و قيل بر[ برير] بن جندب ايضا عن ابن اسحاق و يقال جندب بن عبد الله (او جندب بن عبد) و يقال جندب بن سكن و المشهور المحفوظ جندب بن جنادة اه و زاد في باب الكنى و قيل برير بن عبد الله و في الطبقات الكبير لابن سعد بسنده عن عبد الله المجمر قال اسم أبي ذر جندب بن جنادة قال و كذلك قال محمد بن عمر (الواقدي) و هشام بن محمد بن السائب الكلبي و غيرهما من أهل العلم قال محمد بن عمر سمعت أبا معشر نجيحا يقول اسم ابي ذر برير بن جنادة اه و في رجال ابن داود قيل اسمه برير بالباء المفردة المفتوحة و الراء المكسورة و الياء المثناة تحت و الراء اخيرا اه و في اسد الغابة المشهور انه جندب بن حنادة[ جنادة[
و قيل اسمه بر و قيل بالتصغير و قيل اسمه السكن بن جنادة اه و في المستدرك للحاكم باسناده عن ابي عبيدة معمر بن المثنى ابو ذر الغفاري جندب بن جنادة الخ قال ابن سلام و يقال اسمه يزيد و بسنده عن محمد بن عبد الله بن نمير قال أبو ذر جندب بن جنادة الخ و أما ما ذكر من أن اسمه يزيد فقد روي أن النبي
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 سماه به اه و في الدرجات الرفيعة : أبو ذر الغفاري اسمه جندب بن جنادة على الأصح اه.

نسبــــــــــه
في الاستيعاب:
اختلف فيما بعد جنادة أيضا فقيل جندب بن جنادة ابن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن غفار و قيل جندب بن جنادة بن صعير بن عبيد بن حرام بن غفار و قيل جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار اه و زاد في الكنى:و قيل جندب بن سفيان بن جنادة بن عبيد بن الواقفة بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار الغفاري اه

و في طبقات ابن سعد الكبير
 أبو ذر و اسمه جندب بن جنادة بن كعيب بن صعير بن الوقعة بن حرام بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر اه و في أسد الغابة المشهور انه جندب بن جنادة بن سكن و قيل ابن عبد الله و الاختلاف في ابيه كالاختلاف في اسمه الا في السكن قيل يزيد بن عرفة(عشرقة) و قيل اسمه هو السكن بن جنادة بن قيس بن بياض بن عمرو بن مليل بلامين مصغرا ابن صعير بمهملتين مصغرا ابن حرام بمهملتين ابن غفار و قيل اسم جده سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار قال و وقع في رواية لابن ماجة ان رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 قال: لأبي ذر يا جنيدب بالتصغير و هذا الاختلاف في اسمه و اسم أبيه اسنده كله ابن عساكر إلى قائليه و قال هو ان بريرا تصحيف بريق و كذا زيد و يزيد و عرفة اه و لا وجود له في تاريخ ابن عساكر المطبوع مع انه ورد الشام و ذلك يدل على نقصان النسخة المطبوعة كما ذكرناه في جارية بن قدامة و غيره،و في المستدرك بسنده عن ابي عبيدة معمر بن المثنى قال أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة ابن سفيان بن عبيد بن حرام (و بسنده)عن محمد بن عبد الله بن نمير قال أبو ذر جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن صعير بن حرام بن غفار اه و في الدرجات الرفيعة اسمه جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن ربيعة ابن حرام بن غفار و قيل اسم ابيه برير بموحدة مصغرا و بكسر او عشرقة أو عبد الله أو السكن اه و ياتي ما ذكره أصحابنا من الخلاف في اسمه .

أمـــــــــــــه

في الاستيعاب:

" أمه رملة بنت الرفيعة ـاو الوقيعة ـمن بني غفار بن مليل أيضا اه و في الاصابة يقال انه اخو عمرو بن عبسة لامه اه و أسلمت امه معه لما اسلم و اخوه انيس .
و في المستدرك للحاكم :
 أمه رملة بنت الوقيعة من بني غفار اه .

صفته
في أسد الغابة في الاسماء:
" كان ابو ذر آدم طويلا أبيض الرأس و اللحية و في باب الكنى:
"  كان أبو ذر طويلا عظيما اخرجه أبو عمر اه ..

و لم اجده في الاستيعاب .و في الطبقات الكبير بسنده عن الاحنف بن قيس رأيت أبا ذر رجلا طويلا آدم البيض الرأس و اللحية و في الاصابة كان طويلا اسمر اللون نحيفا و فيها عن رجل من بني عامر دخلت مسجد منى فاذا شيخ معروق آدم عليه حلة قطري فعرفت انه ابو ذر بالنعت.

خبر إسلامه
في الاستيعاب في باب الكنى:
 له في إسلامه خبر حسن يروى من حديث ابن عباس عنه و من حديث عبد الله بن الصامت عنه ثم ذكر سنده من حديث ابن عباس انه قال لما بلغ أبا ذر مبعث رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 بمكة قال لأخيه انيس :
" اركب إلى هذا الوادي و اعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم انه ياتيه الخبر من السماء و اسمع من قوله ثم ائتني فانطلق الاخ حتى قدم مكة و سمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال رأيته يامر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يامر بمكارم الأخلاق و سمعت منه كلاما ما هو بالشعر فقال ما شفيتني فيما أردت فتزود و حمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 و لا يعرفه و كره أن يسال عنه حتى أدركه الليل فاضطجع فرآه علي بن
أبي طالب "رضي الله عنه"
فقال كان الرجل غريب
 " قال نعم قال انطلق إلى المنزل فانطلقت معه لا يسألني عن شي‏ء و لا أساله قال فلما أصبحت من الغد رجعت إلى المسجد فبقيت يومي حتى  
أمسيت و سرت إلى مضجعي فمر بي علي فقال :
 أ ما آن للرجل أن يعرف منزله فأقامه و ذهب به معه و ما يسال واحد منهما صاحبه عن شي‏ء حتى إذا كان اليوم الثالث فعل ذلك فأقامه علي معه ثم قال له أ لا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد قال ان أعطيتني عهدا و ميثاقا لترشدني فعلت ففعل فاخبره"
 علي رضي الله عنه"
انه نبي و إن ما جاء به حق و انه رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
فاذا أصبحنا فابتغي فاني رأيت شيئا قمت كاني أريق الماء فان مضيت فاتبعني حتى تدخل معي مدخلي.قال فانطلقت و دخلت معه و حييت رسول الله 
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 بتحية الاسلام فقلت السلام عليك يا رسول الله فكنت أول من حياه بتحية الاسلام فقال و عليك السلام :
" من أنت قلت رجل من بني غفار فعرض علي الاسلام فأسلمت 
و شهدت أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله فقال لي رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين

" راجع إلى قومك فاخبرهم و أكتم أمرك عن أهل مكة فاني أخشاهم عليك فقلت و الذي نفسي بيده لاصوتن بها بين ظهرانيهم فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا اله الا الله و أشهد أن محمدا رسول الله فثار القوم إليه و ضربوه حتى أضجعوه و اتى العباس فاكب عليه و قال ويلكم أ لستم تعلمون انه من بني غفار و ان طريق تجارتكم الى الشام عليهم و انقذه منهم ثم عاد من الغد الى مثلها و ثاروا عليه فضربوه فاكب عليه العباس فانقذه ثم لحق بقومه فكان هذا اول اسلام ابي ذر .
و رواه الحاكم في المستدرك بسنده نحوه ثم روى في الاستيعاب بسنده
  عن يزيد بن ابي حبيب قال:قدم أبو ذر على
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 و هو بمكة فاسلم ثم رجع الى قومه فكان يسخر بآلهتهم ثم انه قدم على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 المدينة "الحديث" و في المستدرك للحاكم بسنده عن ابي ذر قال كنت ربع الاسلام اسلم قبلي ثلاثة نفر و انا الرابع اتيت
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
فقلت السلام عليك يا رسول الله أشهد ان لا اله الا الله و أشهد ان 
محمدا رسول الله فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
اه .

مؤاخاتـــه
في الطبقات الكبير لابن سعد قال محمد بن اسحاق آخى رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
بين ابي ذر الغفاري و المنذر بن عمرو احد بني ساعدة و انكر محمد بن عمر.الواقدي ـهذه المؤاخاة بين أبي ذر و المنذر بن عمرو و قال لم تكن المؤاخاة الا قبل بدر فلما نزلت آية المواريث انقطعت المؤاخاة و أبو ذر حين اسلم رجع 
إلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر و أحد و الخندق ثم قدم 
على رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 المدينة بعد ذلك اه و في رجال بحر العلوم :

آخى رسول الله محمد
صلى الله عليه وآله الطاهرين
 بينه و بين المنذر بن عمرو في المؤاخاة الثانية و هي مؤاخاة الأنصار مع المهاجرين و كانت بعد الهجرة بثمانية أشهر اه و روى الكشي في ترجمة سلمان الفارسي بسنده عن جعفر عن أبيه في حديث ان رسول الله ص آخى بين ابي ذر و سلمان . و روى الكليني في روضة الكافي بسنده عن ابي عبد الله 
 عليه السلام 
انه قال آخى رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 بين سلمان و أبي ذر و اشترط على أبي ذر أن لا يعصي سلمان (اه( .

أقوال العلماء فيه ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 فقال: جندب بن جنادة الغفاري ابو ذر رحمه الله و قيل جندب بن السكن و قيل اسمه برير بن جنادة مهاجري مات في زمن عثمان بالربذة و ذكره في أصحاب علي  
عليه السلام
 فقال جندب بن جنادة و يقال جندب بن السكن يكنى أبا ذر احد الأركان الأربعة و في الفهرست جندب بن جنادة و يقال ابو ذر الغفاري رحمه الله احد الاركان الاربعة له خطبة يشرح فيها الأمور بعد النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
اخبرنا بها الحسين بن عبيد الله عن الدرري‏[ الدوري‏[ عن الحسن بن علي البصري عن العباس بن بكار عن الأشهب عن أبي رجاء العطاردي قال خطب ابو ذر و ذكرها بطولها اه و في الخلاصة جندب بن جنادة الغفاري أبو ذر و قيل جندب بن السكن و قيل اسمه يزيد بن جنادة مهاجري احد الاركان الاربعة روي عن الباقر
 عليه السلام
 انه لم يتغير مات في زمن عثمان بالربذة ،له خطبة يشرح فيها الأمور بعد النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
اه و قال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة قوله مات في زمن عثمان توفي أبو ذر سنة 32

و صلى عليه ابن مسعود و قدم المدينة فأقام عشرة ايام فمات عاشرها،قوله احد الأركان الأربعة و هم سلمان و المقداد و أبو ذر و حذيفة اه و 
قال ابن داود في رجاله جندب بضم الدال و فتحها ابن جنادة ابو ذر الغفاري و قيل جندب بن السكن بالفتحتين و قيل اسمه برير بالباء المفردة المفتوحة و الراء المكسورة و الياء المثناة تحت و الراء أخيرا اه و مراده بذلك الرد على العلامة في قوله ان جندب بفتح الدال و في قوله و قيل اسمه يزيد فان احدا لم يقل ان اسمه يزيد و انما قيل اسمه برير و في منهج المقال في رجال الكشي احاديث كثيرة في مدحه الا انه لشهرته بالكنية نذكره في باب الكنى إن شاء الله و نورد تلك الاحاديث هناك و قال في باب الكنى ابو ذر رحمه الله اسمه جندب و قيل برير تقدم اه فكانه لما وصل الى باب الكنى نسي انه لم يذكرها في باب الاسماء ففاته ذكرها في البابين،
و في الاستيعاب في باب الاسماء:
كان اسلام ابي ذر قديما يقال بعد ثلاثة و يقال بعد اربعة و قد روي 
عنه انه قال انا ربع الاسلام و قيل كان خامسا ثم رجع الى بلاد قومه بعد ما اسلم فاقام بها حتى مضت بدر و أحد و الخندق ثم قدم على النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
فصحبه إلى أن مات ثم خرج بعد وفاة أبي بكر إلى الشام فلم يزل بها حتى ولي عثمان ثم استقدمه عثمان لشكوى معاوية فنفاه و أسكنه الربذة فمات بها، روي عنه جماعة من الصحابة و كانوا أوعية العلم المبرزين في الزهد و الورع و القول بالحق.و في باب الكنى:كان من كبار الصحابة قديم الاسلام يقال اسلم بعد أربعة فكان خامسا ثم انصرف إلى بلاد قومه فأقام بها حتى قدم على النبي
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
المدينة اه و في أسد الغابة :هو أول من حيا رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
بتحية الاسلام و كان يعبد الله قبل مبعث النبي
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
بثلاث سنين و بايع النبي
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 على ان لا تاخذه في الله لومة لائم و على أن يقول الحق و إن كان مرا اه 
 و في الاصابة :
أبو ذر الغفاري الزاهد المشهور الصادق اللهجة كان من السابقين إلى الاسلام ثم ذكر خبر إسلامه عند مسلم من طريق عبد الله بن الصامت 
عن ابي ذر و في أوله صليت قبل ان يبعث النبي
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
حيث وجهني الله اه و هذا معنى ما مر عن اسد الغابة انه صلى قبل البعثة بثلاث سنين. و في الطبقات الكبير لابن سعد بسنده عن عبد الله بن الصامت الغفاري عن أبي ذر في حديث انه قال:و قد صليت يا ابن أخي قبل ان القى رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 ثلاث سنين فقالت‏[ فقلت‏] لمن قال لله فقلت اين توجه قال أتوجه حيث يوجهني الله اصلي عشاء حتى إذا كان من آخر السحر ألفيت كاني خفاء (1) الخفاء الكساء وزنا و معنى ـالمؤلفـ حتى تعلوني الشمس"الحديث"و رواه في حلية الأولياء بسنده عن ابي ذر مثله و روى في حلية الأولياء ايضا بسنده عن ابي ذر :صليت قبل الاسلام باربع سنين قيل له من كنت تعبد قال اله السماء قيل فاين كانت قبلتك قال حيث وجهني الله عز و جل .و روى ابن سعد في الطبقات ـبسنده كان ابو ذر رجلا يصيب الطريق و كان شجاعا يتفرد وحده بقطع الطريق و يغير على الصرم في عماية الصبح على ظهر فرسه او على قدميه كانه السبع فيطرق الحي و ياخذ ما اخذ ثم ان الله قذف في قلبه الاسلام "الحديث" (اقول)هذا ينافي ما ذكره ابن سعد في طبقاته ايضا قال اخبرنا محمد بن عمر حدثني نجي ابو معشر قال كان ابو ذر يتاله في الجاهلية و يقول لا اله الا الله و لا يعبد الاصنام الحديث فمن يكون متالها لا يكون من قطاع الطريق.نعم روى ابن سعد باسناده في حديث ان أبا ذر بعد ما اسلم قال يا رسول الله اني منصرف الى اهلي و ناظر متى يؤمر بالقتال فالحق بك فاني ارى قومك عليك جميعا،فقال رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 :أصبت! 
فانصرف فكان يكون بأسفل ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول :
" لا أرد إليكم منها شيئا حتى تشهدوا ان لا اله الا الله و إن محمدا رسول الله، فان فعلوا رد عليهم ما اخذ منهم و إن أبوا لم يرد عليهم شيئا،فكان على ذلك حتى هاجر رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
و مضى بدر و أحد ثم قدم فأقام بالمدينة مع النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين

و روى ايضا بسنده في آخر الحديث الذي فيه انه كان يتاله:
انه بعد ما اسلم رأى امرأة تطوف بالبيت و تدعو باحسن دعاء في الارض و تقول:

اعطني كذا و كذا، ثم قالت في آخر ذلك يا أساف و يا نائلة !
فقال ابو ذر انكحي احدهما صاحبه فتعلقت به
و قالت انت صابي‏ء،فجاء فتية من قريش فضربوه و جاء ناس من بني بكر فنصروه، فجاء إلى النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
فقال يا رسول الله أما قريش فلا أدعهم حتى أثار منهم ضربوني، فخرج حتى أقام بعسفان ، و كلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام ينفر بهم على ثنية غزال فتلقي أحمالها فجمعوا الحنط قال يقول أبو ذر لقومه
:
لا يمس احد حبة حتى يقولوا لا إله إلا الله، فيقولون لا اله إلا الله و ياخذون الغرائر.

و روى في الطبقات أيضا باسناده :
عن أبي ذر :
" كنت في الاسلام خامسا، و باسناده عن حكام بن أبي الوضاح البصري :
كان إسلام أبي ذر رابعا أو خامسا.
و بسنده عن أبي ذر في حديث انه قال:
ما زال في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر حتى ما ترك لي الحق صديقا . 
و في المستدرك للحاكم  : 
ذكر مناقب أبي ذر الغفاري ثم روى بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال أبو ذر جندب بن جنادة و قيل يزيد بن جنادة ، توفي بالربذة سنة32 و أختلفوا فيمن صلى عليه فقيل عبد الله بن مسعود و قيل جرير بن عبد الله البجلي اه .
و عن ابن حجر في التقريب :
تقدم إسلامه و تأخرت هجرته فلم يشهد بدرا ،و مناقبه كثيرة جدا اه
 .و في الدرجات الرفيعة :و قال غير ابن حجر اسلم خامس خمسة ثم رجع أي ارض قومه و قدم بعد الهجرة ، و كان من أكابر العلماء و الزهاد كبير الشأن،كان عطاؤه في السنة أربعمائة دينار، و كان لا يدخر شيئا اه.ثم قال:كان ابو ذر من أعاظم الصحابة و كبرائهم الذين اوفوا بما عاهدوا عليه الله و هو احد الأركان الأربعة و كفاه شرفا ما رواه في وصيته المشهورة التي أوصاه بها رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 حين قال له يا رسول الله بأبي انت و امي أوصني بوصية ينفعني الله بها!
فقال النبي محمد
صلى الله عليه وآله الطاهرين 
: نعم و أكرم بك يا أبا ذر !انك منا اهل البيت ،و اني موصيك بوصية فأحفظها، ثم ذكر الوصية قال:
و لو لا طولها و ما اشترطناه على أنفسنا من الاختصار
لاوردناها اه و سنذكرها بتمامها
"انشاء الله"عند ذكر وصايا النبي
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
له و في حلية الأولياء :
و منهم العابد الزهيد،القانت الوحيد، رابع الاسلام ، و رافض الأزلام قبل نزول الشرع و الأحكام، تعبد قبل الدعوة بالشهور و الأعوام، و أول من حيا الرسول بتحية الاسلام ، لم تكن تأخذه في الحق لائمة اللوام،
و لا تفزعه سطوة الولاة و الحكام أول من تكلم في علم البقاء و الفناء،و ثبت على المشقة و العناء،و حفظ العهود و الوصايا،و صبر على المحن و الرزايا،!

و اعتزل مخالطة البرايا، إلى أن حل بساحة المنايا. أبو ذر الغفاري
 رضي الله عنه .
خدم الرسول ، و تعلم الأصول، و نبذ الفضول.و قد قيل: ان التصوف التاله و التدله،عن غلبات التوله.ثم قال و كان أبو ذر
 رضي الله تعالى عنه للرسول
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
ملازما و جليسا،و على مسالته و الاقتباس منه حريصا، و للقيام على ما استفاد منه انيسا ساله عن الأصول و الفروع، و سأله عن الايمان و الاحسان،و ساله عن رؤية ربه تعالى،و ساله عن احب الكلام الى الله تعالى،و ساله عن ليلة القدر أ ترفع مع الأنبياء ام تبقى،و ساله عن كل شي‏ء حتى عن مس الحصا في الصلاة تخلى من الدنيا و تشمر للعقبى و عانق البلوى الى ان لحق بالمولى اه. 
و أراد بمس الحصا ما رواه هو بسنده عن أبي ذر :سالت رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 عن كل شي‏ء حتى سالته عن مس الحصا فقال :مسه أو دع اه
ثم روى بسنده عن أبي ذر كنت رابع الاسلام اسلم قبلي ثلاثة و انا الرابع اه .

و في رجال بحر العلوم :
جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري رابع الاسلام و خادم رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 و احد الحواريين الذين مضوا على منهاج سيد المرسلين ثم ذكر بدء إسلامه و ذهابه إلى بلاد قومه ثم هجرته إلى المدينة و مؤاخاته و قال ثم شهد مشاهد رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين

و لزم بعده أمير المؤمنين علي  
عليه السلام
و كان من المجاهرين بمناقب اهل البيت
 عليه السلام
و مثالب اعدائهم لم تاخذه في الله لومة لائم عند ظهور المنكر و انتهاك المحارم ثم ذكر ما قاله فيه النبي و الوصي
عليه السلام
 ثم قال و كان بينه و بين عثمان مشاجرة في مسالة من مسائل الزكاة فتحا كما عند رسول لله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
فحكم لأبي ذر على عثمان . قال و ذكر ابن شهرآشوب انه ثاني اثنين صنفا في الاسلام . قال:
" و روي انه لما اشتد إنكار أبي ذر على عثمان نفاه إلى الشام و اخذ في النكير عليه و على معاوية ، و كان يقول:
و الله اني لأرى حقا يطفئ و باطلا يحيى و صادقا مكذبا و أثرة بغير تقى و صالحا مستأثرا عليه،فكتب معاوية إلى عثمان :
أن أبا ذر قد صرف قلوب اهل الشام عنك و بغضك إليهم، فلا يستفتون غيره و لا يقضي بينهم الا هو.فكتب الى معاوية إن أحمل أبا ذر على ناب صعبة و قتب ثم ابعث به مع من ينخش به نخشا عنيفا حتى يقدم به علي.فلما قدم به على عثمان كان مما أنبه به ان قال انه يقول انه خير من الشيخين !فقال أبو ذر :اجل و الله لقد رأيتني رابع أربعة مع رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
ما اسلم غيرنا و لا اسلما!فقال علي :
و الله لقد رأيته و هو ربع الاسلام .ثم ان عثمان نفاه إلى الربذة فلم يزل بها حتى مات سنة 32 من الهجرة ، و قبره بالربذة معروف اه.

ما ورد فيه من الروايات قال الكشي في رجاله : أبو ذر أبو الحسن محمد بن سعد بن مزيد و محمد بن أبي عوف قالا حدثنا محمد بن أحمد بن حماد أبو علي المحمودي المروزي رفعه قال أبو ذر الذي قال رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 في شانه:
" ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر ،يعيش وحده و يموت وحده و يبعث وحده و يدخل الجنة وحده " 
و هو الهاتف بفضائل أمير المؤمنين
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
و وصي رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
و استخلافه إياه. فنفاه القوم عن حرم الله و حرم رسوله بعد حملهم إياه من الشام على قتب بلا وطاء(إلى أن قال):
فقتلوه فقرأ و جوعا و ذلا و ضمرا(و ضرا)و صبرا.

و في الاستيعاب في باب الاسماء:
" سئل علي رحمه الله عن ابي ذر فقال ذاك رجل وعى علما عجز عنه الناس ثم اوكا عليه و لم يخرج شيئا منه اه.

اقول:معنى قوله"عجز عنه الناس"  و الله اعلم   :
" انه وعى علما كثيرا عجز غيره عن ان يعي مثله لكثرته،و حاصله انه كان شديد الطلب للعلم و لم يقدر غيره ان يطلب من العلم و يحفظ منه بقدر ما طلب هو و حفظ من العلم لشدة رغبته في اخذ العلم و وعيه،

و قوله"ثم اوكا عليه و لم يخرج شيئا منه":
دال على أن ذلك العلم كان مما لا تطيق عقول الناس حمله و لا تقبل نفوسهم التصديق به،فلذلك كتمه عنهم،و اوكا عليه كالذي يوكي‏ء على مال او غيره.و الا فليس يخفي علي أبي ذر ما جاء من الذم في حق كاتم العلم،و يحتمل ان يراد بعجز الناس عنه عجز عقولهم عن حمله و قبوله و نفوسهم عن التصديق به،و ما في هذا الحديث يفسر ما في الحديث الذي
رواه ابن سعد في الطبقات بسنده عن زاذان قال :
" سئل علي عن أبي ذر فقال وعى علما عجز فيه و كان شحيحا حريصا شحيحا على دينه حريصا على العلم و كان يكثر السؤال فيعطى و يمنع اما انه قد ملى‏ء له في وعائه حتى امتلأ .فلم يدروا ما يريد بقوله"وعى علما عجز فيه:
اعجز عن كشف ما عنده من العلم أم عن طلب ما طلب من العلم إلى النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
) اه .

فان الحديث المروي في الاستيعاب :
" صريح في أن الناس عجزوا عن هذا العلم "
 لا هو،و حنئذ[ حينئذ[ فالظاهر ان يقرأ عجز فيه بالبناء للمجهول
اي عجز الناس فيه،و يمكن ان يكون اصله عجز عنه فصحف من النساخ، و قوله:"فلم يدروا الخ.."غير بعيد ان يكون المراد به ان من تاخر عن ذلك العصر لم يدر ما يريد به و لو كان الذين سمعوه لم يدروا ما اراد لسالوه عن مراده،و الله اعلم.و لا يخفى ما في هذه الاحاديث من المدح العظيم لابي ذر بالعلم من انه وعى من العلم ما عجز عنه الناس،و انه ملي‏ء له في وعائه حتى امتلأ، و أي فضل أفضل من العلم و اي درجة أعلى من درجة العلم.و في الاستيعاب في الأسماء: روي عن النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
انه قال : في أمتي أبو ذر شبيه عيسى بن مريم في زهده و بعضهم يرويه: 
من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر .
و من حديث ورقاء و غيره عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة 
قال رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
" ما أظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من ابي ذر و من سره ان ينظر الى تواضع عيسى بن مريم فلينظر الى أبي ذر اه .و في اسد الغابة :
 روي ان النبي
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين 

قال أبو ذر يمشي على الأرض في زهد عيسى بن مريم . و في الاستيعاب في الأسماء:و روى الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمان بن غنم قال :كنت عند أبي الدرداء إذ دخل رجل من أهل المدينة فسأله فقال أين تركت أبا ذر قال بالربذة فقال أبو الدرداء :
"  إنا لله و إنا إليه راجعون لو أن أبا ذر قطع مني عضوا ما هجته لما سمعت من رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول فيه (و فيه)في باب الكنى بسنده عن أبي الدرداء أن الرسول
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
قال :
" ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء اصدق لهجة من أبي ذر "
قال:
و قال أبو ذر لقد تركنا رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
ما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علما اه و في الاصابة اخرج الطبراني من حديث أبي الدرداء كان رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يبتدي‏ء أبا ذر إذا حضر و يتفقده إذا غاب اه

و روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن عبد الله بن عمر سمعت رسول الله  
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول ما أقلت الغبراء و لا أظلت الخضراء من رجل اصدق من أبي ذر .
و بسنده عن أبي هريرة قال رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين

 ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر .

و بسنده عن مالك بن دينار أن
  محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
" قال أيكم يلقاني على الحال التي أفارقه عليها "
 فقال أبو ذر أنا فقال له النبي
  محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين  
صدقت ثم قال :
" ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر من سره أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر "
  و بسنده عن أبي الدرداء قال رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر و 
بسنده عن محمد بن سيرين قال رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
ما أقلت الغبراء و لا أظلت الخضراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر ،
و بسنده عن علي أنه قال لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير 
أبي ذر و لا نفسي ثم ضرب بيده الى صدره (قوله)
 و لا نفسي ان صح حمل على التواضع و هضم النفس و الا فمن الذي لا يخشى في الله لومة لائم مثل علي عليه السلام
 . و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال:
قال رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
" ما تقل الغبراء و ما تظل الخضراء من ذي لهجة أصدق‏[ و[ لا أوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم فقام عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله فنعرف ذلك له قال نعم فاعرفوه له ، "
قال هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه،
و بسنده عن عبد الله بن عمر سمعت عن أبي الدرداء قال:قال سمعت النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول:
"  ما اظلت الخضراء و ما اقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر ،
و في الدرجات الرفيعة روي عن النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 من أراد أن ينظر الى زهد عيسى بن مريم فلينظر الى زهد أبي ذر قال:
و أخرج أبو نعيم في حلية الأولياء عن زيد بن وهب و أبو علي المحمودي
المروزي في أماليه أنه قال
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
" ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر 
و في رواية الترمذي :
" اصدق و أوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم ثم قال عمر بن الخطاب يا رسول الله أ فنعرف ذلك له فقال نعم فاعرفوه
و في رواية المحمودي يعيش وحده و يموت وحده و يبعث وحده و يدخل 
الجنة وحده .

( و روى) الصدوق في العيون باسناده عن الرضا عن آبائه عن علي
قال النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 قال: قال رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
أبو ذر صديق هذه الأمة اه و قال ابن أبي الحديد في شرح النهج :
قد جاء في الأخبار الصحيحة أن رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 قال إن الجنة لتشتاق إلى أربعة علي و عمار و أبي ذر و المقداد اه.

زهده
قال الكشي في رجاله : حدثني علي بن محمد القثيبي‏[ القتيبي‏[ حدثنا الفضل ابن شاذان حدثني أبي عن علي بن الحكم عن موسى بن بكير قال:قال أبو الحسن 
عليه السلام
 قال أبو ذر من جزى الله عنه الدنيا خيرا فجزاها الله عني مذمة بعد رغيفي شعير أتغدى باحدهما و أتعشى بالآخر و بعد شملتي صوف اتزر باحداهما و ارتدي بالأخرى قال و قال ان أبا ذر بكى من خشية الله حتى اشتكى عينيه فخافوا عليهما فقيل له يا أبا ذر لو دعوت الله في عينيك فقال اني عنهما لمشغول و ما عناني اكثر فقيل له و ما شغلك عنهما قال العظيمتان الجنة و النار قال و قيل له عند الموت يا أبا ذر ما مالك قال عملي قالوا أنا نسالك عن الذهب و الفضة قال ما أصبح فلا أمسى و ما أمسى فلا أصبح لنا كندوج (1) الكندوج بفتح الكاف و سكون النون و ضم الدال المهملة و بعد الواو جيم شبه المخزن لفظ معرب .ـ المؤلفـ ندع فيه خير(حر)متاعنا سمعت حبيبي رسول الله
 ) يقول كندوج المرء قبره ،و في الطبقات الكبير لابن سعد بسنده عن عبد الله بن خراش رأيت أبا ذر في مظلة و في رواية في مظلة شعراء و تحته امرأة سحماء .

و بسنده عن محمد سالت ابن أخت لأبي ذر ما ترك أبو ذر فقال ترك تانين و عفوا و أعنزا و ركائب فقال العفو الحمار الذكر و بسنده عن جعفر بن برقان عن غالب بن عبد الرحمن لقيت رجلا قال كنت أصلي مع أبي ذر في بيت المقدس فكان إذا دخل خلع خفيه فاذا بزق أو تنخع تنخع عليهما و لو جمع ما في بيته لكان رداء هذا الرجل أفضل من جميع ما في بيته قال جعفر فذكرت هذا الحديث لمهران بن ميمون فقال ما أراه كان ما في بيته يسوى درهمين و في الاستيعاب روى ابراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال كان قوتي على عهد رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 صاعا من تمر فلست بزائد عليه حتى القى الله (و في الطبقات )بسنده عن عطاء بن أبي مروان أنه رأى أبا ذر في نمرة مؤتزرا بها قائما يصلي قال فقلت يا أبا ذر أ مالك ثوب غير هذه النمرة قال لو كان لي لرأيته علي قال فاني رأيت عليك منذ أيام ثوبين فقال يا بن أخي أعطيتهما من هو أحوج اليهما مني قلت و الله انك لمحتاج إليهما قال اللهم غفرا انك لمعظم الدنيا أ ليس ترى علي هذه البردة و لي أخرى للمسجد و لي أعنز نحلبها و لي أحمرة نحتمل عليها ميرتنا و عندنا من يخدمنا و يكفينا مهنة طعامنا فاي نعمة أفضل مما نحن فيه(و بسنده)عن أبي شعبة قال جاء رجل من قومنا أبا ذر يعرض عليه نفقة فابى أبو ذر أن ياخذ و قال لنا أحمرة نحتمل عليها و أعنز نحلبها و محررة تخدمنا و فضل عباءة عن كسوتنا و اني لأخاف ان احاسب بالفضل .و بسنده عن عيسى بن عميلة الفزاري قال اخبرني من رأى أبا ذر يحلب غنيمة له فيبدأ بجيرانه و أضيافه قبل نفسه و لقد رأيته ليلة حلب حتى ما بقي في ضروع غنمه شي‏ء الا مصره و قرب اليهم تمرا و هو يسير ثم تعذر اليهم و قال لو كان عندنا ما هو أفضل من هذا لجئنا به قال:

و ما رأيته ذاق تلك الليلة شيئا.و بسنده عن خالد بن حيان قال:كان أبو ذر و أبو الدرداء في مظلتين من شعر بدمشق .و بسنده عن عبد الله بن خراش الكعبي قال:
" وجدت أبا ذر في مظلة شعر بالربذة تحته امرأة سحماء فقلت يا أبا ذر تزوج سحماء قال اتزوج من تضعني أحب الي ممن ترفعنيـ الحديث.و بسنده:كسي أبو ذر بردتين فائتزر باحداهما و ارتدى بشملة و كسا احداهما غلامه ثم خرج على القوم فقالوا له:
لو كنت لبستهما جميعا كان أجمل! قال أجل،و لكني سمعت رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 يقول :اطعموهم مما تأكلون و ألبسوهم مما تكسون .
 و في حلية الأولياء بسنده عن عبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذر 
قال:دخلت مع عمي على عثمان ! إلى إن قال:

ثم قامـيعني أبا ذر ـفقال اعزموا دنياكم و دعونا و ربنا و ديننا،و كانوا يقتسمون مال عبد الرحمن بن عوف ،و كان عنده كعب ،فقال عثمان لكعب :ما تقول فيمن جمع هذا المال فكان يتصدق منه و يعطي في السبل و يفعل و يفعل قال اني لأرجو له خيرا.فغضب أبو ذر و رفع العصا على كعب و قال:و ما يدريك يا ابن اليهودية!
ليودن صاحب هذا المال يوم القيامة لو كانت عقارب تلسع السويداء من قلبه اه .
و في الدرجات الرفيعة :
روي أنه لما توفي عبد الرحمن بن عوف قال أناس من أصحاب رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 إنا نخاف على عبد الرحمن فيما ترك!فقال كعب :
" و ما تخافون عليه كسب طيبا و أنفق طيبا.فبلغ ذلك أبا ذر رحمة الله عليه، فخرج مغضبا يريد كعبا فمر فلحق عظم بعير فأخذه بيده ثم انطلق يطلب كعبا فقيل لكعب أن أبا ذر يطلبك فخرج هاربا حتى دخل على عثمان يستغيث به و أخبره الخبر فاقبل أبو ذر يقتص الخبر في طلب كعب حتى انتهى الى دار عثمان فلما دخل قام كعب فجلس خلف عثمان هاربا من أبي ذر رحمه الله فقال أبو ذر ههنه يا ابن اليهودية
 تزعم أنه لا باس بما ترك عبد الرحمن لقد خرج رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 نحو أحد و إنا معه فقال:
"  يا أبا ذر فقلت لبيك يا رسول الله فقال الأكثرون هم الأقلون يوم القيامة الا من قال هكذا و هكذا عن يمينه و شماله و فوقه و خلفه و قدامه و قليل ما هم ثم قال يا أبا ذر قلت نعم يا رسول الله بأبي أنت و أمي قال ما سرني أن لي مثل أحد أنفقه في سبيل الله أموت ثم أموت و لا أترك منه قيراطين ثم قال يا أبا ذر أنت تريد الأكثر و أنا أريد الأقل فرسول الله محمد
صلى الله عليه وآله الطاهرين
   يريد هذا و أنت تقول يا ابن اليهودية لا باس بما ترك عبد الرحمن بن عوف كذبت و كذب من قال فلم يرد عليه حرفا حتى خرج
( و في حلية الأولياء ) 
بسنده عن عبد الله ابن خراش :رأيت أبا ذر بالربذة في ظلة له سوداء،له امرأة سحماء،و هو جالس على قطعة جوالق فقيل له انك امرؤ ما يبقى لك ولد.فقال:الحمد لله الذي يأخذهم في دار الفناء و يدخرهم في دار البقاء.قالوا يا أبا ذر لو اتخذت امرأة غير هذه قال:
" لأن أتزوج امرأة تضعني أحب إلي من امرأة ترفعني.
فقالوا له لو اتخذت بساطا الين من هذا،قال اللهم غفرا،خذ مما خولت ما بدا لك و بسنده عن أبي أسماء الرحبي أنه دخل على أبي ذر و هو بالربذة ، و عنده امرأة له سوداء شعثة ليس عليها أثر المجاسد و الخلوق،قال فقال أ لا تنظرون إلى ما تأمرني به هذه السوداء تامرني أن آتي العراق ،فاذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم،و ان خليلي عهد الي ان دون جسر جهنم طريقا ذا دحض و مزلة،و انا أن ناتي عليه و في احمالنا اقتدار،احرى ان ننجو من ان ناتي عليه و نحن مواقير،و بسنده عن أبي بكر بن المنكدر قال بعث حبيب بن مسلمة ـو هو أمير الشام ـالى أبي ذر بثلاثمائة دينار و قال استعن بها على حاجتك.فقال أبو ذر :ارجع بها اليه،أ ما وجد أحدا أغر بالله منا،ما لنا الا ظل نتوارى به،و ثلة من غنم تروح علينا،و مولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها ثم اني لاتخوف الفضل
(و بسنده)عن محمد بن سيرين .قال:بلغ الحارث ـرجلا كان بالشام ـمن قريش ـ ان أبا ذر به عوز،فبعث اليه بثلثمائة دينار.فقال:ما وجد عبد الله تعالى هو أهون عليه مني سمعت رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 يقول:"من سال و له أربعون فقد الحف"

و لآل أبي ذر أربعون درهما و أربعون شاة(و بسنده)
عن أبي ذر قال:كان قوتي على عهد رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 صاعا،فلا أزيد عليه حتى القى الله عز و جل (و بسنده)
عن أبي ذر قيل له أ لا تتخذ ضيعة كما اتخذ فلان و فلان قال و ما أصنع بان اكون أميرا،و إنما يكفيني كل يوم شربة ماءـأو لبنـو في الجمعة قفيز من قمح(و بسنده)عن ثابت ان أبا ذر مر بأبي الدرداء و هو يبني بيتا له.فقال:لقد حملت الصخر على عواتق الرجال فقال:إنما هو بيت ابنيه.فقال له أبو ذر رضي الله تعالى عنه:مثل ذلك،فقال يا أخي لعلك وجدت علي في نفسك من ذلك.قال :لو مررت بك و أنت في عذرة أهلك كان أحب إلي مما رأيتك فيه(و بسنده)عن أبي ذر انه قال يولدون للموت، و يعمرون للخراب و يحرصون على ما يفنى،و يتركون ما يبقى،الا حبذا المكروهان الموت و الفقر.و بسنده عن أبي ذر انه قال:في المال ثلاثة شركاء:

القدر لا يستامرك أن يذهب بخيرها أو شرها من هلاك أو موت،و الوارث ينتظر أن تضع رأسك ثم يستاقها و أنت ذميم.فان استطعت أن لا تكون أعجز 
الثلاثة فلا تكونن فان الله عز و جل يقول:
"لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما] مما  ] تحبون"

 الا و ان هذا الجمل مما كنت أحب من مالي، فأحببت ان أقدمه لنفسي.
و بسنده عن أبي السليل قال:جاءت ابنة أبي ذر و عليها مجنبتا صوف سفعاء الخدين و معها قفة لها،فمثلت بين يديه و عنده أصحابه فقالت:يا أبتاه زعم الحراثون و الزراعون أن أفلسك هذه بهرجة!فقال:يا بنية ضعيها فان أباك أصبح بحمد الله ما يملك من صفراء و لا بيضاء الا أفلسه هذه.و بسنده عن أبي ذر قال:ذو الدرهمين أشد حسابا من ذي الدرهم .و روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن أبي ذر انه قال :اني لاقربكم مجلسا من رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 يوم القيامة،و ذلك اني سمعته يقول:

" أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهياة ما تركته فيها ،و انه و الله ما منكم من أحد الا و قد تشبث منها بشي‏ء غيري. "
 و في البحار عن كتاب الحسين بن سعيد عن حنان بن سدير عن أبيه عن
  أبي جعفر عليه السلام

قال :أتى أبا ذر رجل يبشره بغنم له قد ولدت فقال:
يا أبا ذر أبشر فقد ولدت غنمك و كثرت !فقال:ما يسرني كثرتها و ما أحب ذلك،فما قل و كفى أحب الي مما كثر و إلهي!اني سمعت رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 يقول على حافتي الصراط يوم القيامة الرحم و الأمانة، فإذا مر عليه
الوصول للرحم المؤدي للأمانة لم يتكفا به في النار اه.

عبادته
روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن أبي عثمان النهدي قال رأيت أبا ذر يميد على راحلته و هو مستقبل مطلع الشمس فظننته نائما فدنوت منه فقلت أ نائم انت يا أبا ذر قال لا بل كنت أصلي
 (و في حلية الأولياء )
بسنده عن محمد بن واسع ان رجلا من البصرة ركب الى أم ذر بعد وفاة أبي ذر يسالها عن عبادة أبي ذر فقال جئتك لتخبريني عن عبادة أبي ذر قالت كان النهار أجمع خاليا يتفكر.
و روى الصدوق في الخصال بسنده عن الصادق
عليه السلام
 قال كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر .

شدة خوفه من الله
في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر قال :
" و الله لو تعلمون ما أعلم ما انبسطتم الى نسائكم و لا تقاررتم على فرشكم، و الله لوددت أن الله عز و جل خلقني يوم خلقني شجرة تعضد و يؤكل ثمرها. "
و روى الصدوق في الخصال بسنده عن الصادق عن أبيه
عليه السلام
 قال :بكى أبو ذر من خشية الله عز و جل حتى اشتكى بصره،فقيل له يا أبا ذر لو دعوت الله ان يشفي بصرك!فقال:اني عنه لمشغول و ما هو من أكبر همي!
قالوا و ما يشغلك عنه قال:العظيمان الجنة و النار اه .
و في البحار عن كتاب الحسين بن سعيد عن ابن محبوب عن الثمالي 
عن أبي جعفر و أبي عبد الله
 عليه السلام
 قال :إن أبا ذر عير رجلا على عهد النبي
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
بامه فقال له:

يا ابن السوداء ـ و كانت أمه سوداءـ فقال له رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
تعيره بأمه يا أبا ذر ! فلم يزل أبو ذر يمرغ وجهه في التراب و رأسه
حتى رضي رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
عنه اه .  

******************************************
ملاحظة من موقع الثورة الخاتمة 
الرواية السابقة نتحفظ عليها ونؤكد ما ذكرناه في وجهتنا أن أبا ذر لا يمكن بالقطع ان يكون فيه جاهلية وانما هذه الروايات نرى في نقولها تكريسا لوجهة بني امية ، وحتى ولو جائت في مصادر مذهبية شيعية وغيرها فهي من نقول البشر !!
وهذا الصحابي الجليل الذي لم تتكرر شخصيته في التاريخ ..؟؟
شبهه النبي محمد
صلى الله عليه وآله وسلم 
بعبادة عيسى المسيح عليه السلام ..
فاذا كان السيد المسيح وأمه عليهما السلام فيهما عيب فأبي ذر يكون فيه عيبا ..
وكفى لهذه الروايات الخارجه عن حدود النبوة أن يكون لها سبيلا في ثقافتنا ولن ولن تكون ؟؟ وأما الاصرار على الروايات المخالفة لا نراه سوى درب من دروب الاسرائيليات التي غزت ثقافتنا ..  " والاصرار على انماط هذه الروايات فيها تشكيك بروح النبي  فكيف الحال والناس يقولوا الصحابة عدول ؟؟  هذا وبالله التوفيق " 
" نفصل الموضوع في حلقة أبي ذر ليس قاطع طريق : انتهى

******************************************
بعض فتاواه 

في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر أن رجلا أتاه فقال:
" ان مصدقي عثمان ازدادوا علينا أ نغيب عنهم بقدر ما ازدادوا علينا فقال لا قف ما لك و قل ما كان لكم من حق فخذوه،  و ما كان باطلا فذروه، فما تعدوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة و على رأسه فتى من قريش .فقال:أ ما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا فقال:
 أرقيب أنت علي، فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الصمصمامة ههنا،
ثم ظننت اني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
قبل أن تحتزوا لأنقذتها اه .

موالاته لعلي عليه السلام
في كشف الغمة عن أحمد بن مردويه في كتاب المناقب عن محمد بن علي بن رحيم عن الحسن بن الحكم الخيري عن سعد بن عثمان الخزاز عن أبي مريم عن داود بن أبي عوف عن معاوية بن ثعلبة الليثي قال:
أ لا احدثك بحديث لم يختلط قلت بلى!قال:
مرض أبو ذر فأوصى إلى علي
عليه السلام
 فقال بعض من يعوده لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عثمان كان أجمل لوصيتك من علي !
قال و الله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حق أمير المؤمنين!

و الله انه للربيع الذي يسكن إليه و لو قد فارقكم،لقد أنكرتم الناس و انكرتم الأرض، قال قلت يا أبا ذر انا لنعلم ان احبهم الى رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 أحبهم اليك! قال اجل!  قلنا فأيهم أحب إليك قال هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقه، يعني علي بن أبي طالب .

و في شرح النهج لابن أبي الحديد عن أبي جعفر الاسكافي قال روى محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال أتيت أبا ذر بالربذة أودعه،فلما أردت الانصراف قال لي و لأناس معي:ستكون فتنة فاتقوا الله و عليكم بالشيخ: علي بن أبي طالب فاتبعوه .

بعض اخباره
روى الكليني في روضة الكافي عن شعيب العقرقوفي قلت لأبي عبد الله 
عليه السلام
 شي‏ء يروى عن أبي ذر رضي الله عنه انه كان يقول ثلاث يبغضها الناس و أنا أحبها أحب الموت و أحب الفقر و أحب البلاء.فقال ان هذا ليس على ما ترون انما عنى بالموت في طاعة الله أحب الي من الحياة في معصية الله،و البلاء في طاعة الله أحب الي من الصحة في معصية الله، و الفقر في طاعة الله أحب الي من الغنى في معصية الله اه.

و روى الكليني في روضة الكافي بسنده عن أبي عبد الله
 عليه السلام
قال :

كان رجل بالمدينة يدخل مسجد الرسول
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 فقال:اللهم آنس وحشتي و صل وحدتي و ارزقني جليسا صالحا فاذا هو برجل في أقصى المسجد فسلم عليه و قال له من أنت يا عبد الله فقال أنا أبو ذر فقال الرجل الله أكبر الله أكبر فقال أبو ذر و لم تكبر يا عبد الله فقال إني دخلت المسجد فدعوت الله عز و جل أن يؤنس وحشتي و أن يصل وحدتي و ان يرزقني جليسا صالحا فقال له أبو ذر أنا أحق بالتكبير منك إذا كنت ذلك الجليس فاني سمعت رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول انا و انتم على ترعة يوم القيامة حتى يفرغ الناس من الحساب ثم يا عبد الله فقد نهى السلطان عن مجالستي اه. و في لباب الآداب :أورد الامام أبو الحسن يحيى بن نجاح في كتاب سبل الخيرات ان عثمان بن عفان أرسل الى أبي ذر الغفاري صبرة فيها نفقة على يد عبد له و قال ان قبلها فانت حر فاتاه بها فلم يقبلها فقال اقبلها يرحمك الله فان فيها عتقي فقال ان كان فيها عتقك فان فيها رقي و أبي أن يقبلها اه و روى الحميري في المحاسن بسنده عن الصادق
عليه السلام
 و قال رؤي أبو ذر يسقي حمارا له بالربذة فقال له بعض الناس أ ما لك يا أبا ذر من يسقي لك هذا الحمار فقال سمعت رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 يقول ما من دابة الا و هي تسال كل صباح اللهم ارزقني مليكا صالحا 
يشبعني من العلف و يرويني من الماء و لا يكلفني فوق طاقتي فانا أحب أن أسقيه بنفسي اه .

خبره في غزوة تبوك
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الله بن مسعود قال لما سار رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 الى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه ان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم و ان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر و أبطا به بعيره فقال رسول الله ص دعوه ان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم و ان يك غير ذلك فقد اراحكم الله منه فتلوم أبو ذر على بعيره فلما أبطا عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره فخرج يتبع رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
ماشيا و نزل رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 في بعض منازله و نظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله هذا رجل يمشي على الطريق فقال رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
كن أبا ذر فلما تامله القوم قالوا يا رسول الله هو و الله أبو ذر
فقال رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 رحم الله أبا ذر يمشي وحده و يموت وحده و يبعث وحده .
 و في تفسير علي بن ابراهيم :كان أبو ذر تخلف عن رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 ثلاثة أيام و ذلك ان جمله كان اعجف فلحق بعد ثلاثة أيام و وقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه و حمل ثيابه على ظهره فلما ارتفع النهار نظر المسلمون الى شخص مقبل فقال رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
كن أبا ذر فقالوا هو أبو ذر فقال رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
أدركوه بالماء فانه عطشان فادركوه بالماء و وافى أبو ذر رسول الله 
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
و معه أداوة فيها ماء فقال رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يا أبا ذر معك ماء و عطشت فقال نعم يا رسول الله بأبي أنت و أمي انتهيت الى صخرة و عليها ماء السماء فذقته فاذا هو عذب بارد فقلت لا أشربه حتى يشربه حبيبي رسول الله فقال رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 يا أبا ذر رحمك الله تعيش وحدك و تموت وحدك و تبعث وحدك و تدخل الجنة وحدك يسعد بك قوم يتولون غسلك و تجهيزك و دفنك (الحديث)

ما روي عنه من الأخبار
في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر قال:
"  لياتين عليكم زمان يغبط الرجل فيه بخفة الحاذ كما يغبط اليوم فيكم أبو عشرة اه.
الحاذ الظهر كني به عن قلة المال و الولد .
و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن المنتصر بن عمارة بن أبي ذر 
الغفاري عن أبيه عن جده عن رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 قال إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة و كثرت التجارة و كثر المال و عظم رب المال بماله و كثرت الفاحشة و كانت امارة الصبيان و كثر النساء و جار السلطان و طفف في المكيال و الميزان و يربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولدا له و لا يوقر كبير و لا يرحم صغير و يكثر أولاد الزنا حتى أن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق فيقول أمثلهم في ذلك الزمان لو اعتزلتما عن الطريق و يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك الزمان المداهن. ما رواه من المواعظ و الحكم (عن رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين

في أسد الغابة بسنده عن ابي ذر عن رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 عن جبريل عليه السلام
عن الله تبارك و تعالى انه قال :
" يا عبادي اني قد حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظلموا يا عبادي إنكم تخطئون بالليل و النهار و أنا الذي أغفر الذنوب و لا أبالي‏[ أبالى‏]  فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي كلكم جائع الا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم.يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني أكسكم،يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و انسكم و جنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم و آخركم و انسكم و جنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و انسكم و جنكم كانوا في صعيد واحد فسالوني فاعطيت كل إنسان ما سال لم ينقص ذلك من ملكي شيئا الا كما ينقص البحر ان يغمس فيه المحيط غمسة واحدة يا عبادي انما هي اعمالكم احفظها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه اه  "
(و روى) الحاكم في المستدرك بسنده
عن ابي ذر عن رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 خالقوا الناس بأخلاقهم و خالفوهم في أعمالهم . (و بسنده)عن صدقة بن ابي عمران بن حطان قال أتيت أبا ذر فوجدته في المسجد محتبئا بكساء اسود وحده فقلت يا أبا ذر ما هذه الوحدة فقال سمعت رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول الوحدة خير من جليس السوء و الجليس الصالح خير من الوحدة و املاء الخير خير من السكوت و السكوت خير من إملاء الشر .

و في الطبقات الكبير بسنده عن أبي ذر :
أوصاني خليلي بسبع أمرني بحب المساكين و الدنو منهم و أمرني ان انظر الى من هو دوني و لا انظر إلى من هو فوقي و أمرني إن لا أسال احدا شيئا و أمرني إن أصل الرحم و إن أدبرت و أمرني إن أقول الحق و ان كان مرا و أمرني إن لا أخاف في الله لومة لائم و أمرني أن أكثر من لا حول و لا قوة الا بالله فانهن من كنز تحت العرش .

و بسنده عن أبي ذر قال :
" ان خليلي عهد إلي أن اي مال ذهب أو فضة أو كي عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله . "
و بسنده عن ابي ذر انه قال ليس من وعى ذهبا او فضة يوكي عليه الا و هو يتلظى على صاحبه و في حلية الأولياء بسنده
 عن أبي ذر إن خليلي
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
"  عهد إلي أنه أيما ذهب أو فضة او كي‏ء عليه فهو جمر على صاحبه حتى
ينفقه في سبيل الله عز و جل .

و بسنده عن أبي ذر :
نبي الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 يتلو علي هذه الآية: 
(و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب) 
عن ابي ذر قال رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يا أبا ذر اني لأعلم آية لو اخذ الناس بها لكفتهم 
(و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب)
فما زال يقولها و يعيدها علي.

وصايا النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 لأبي ذر
روى الصدوق في الخصال و معاني الأخبار بسنده
 عن عتبة بن عمير الليثي عن ابي ذر ،
و رواه ابو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء بأسانيده عن ابي إدريس الخولاني 
عن أبي ذر و اللفظ بحلية الأولياء قال أبو ذر دخلت المسجد و إذا رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 جالس وحده فجلست إليه فقال :
" يا أبا ذر إن للمسجد تحية و إن تحيته ركعتان فقم فاركعهما"
فقال فقمت فركعتهما ثم عدت فجلست إليه فقلت يا رسول الله انك أمرتني بالصلاة 
فما الصلاة قال"خير موضوع استكثر او استقل"
قلت يا رسول الله فاي الأعمال أفضل قال:
"إيمان بالله عز و جل، و جهاد في سبيله "
قال قلت يا رسول الله فاي المؤمنين أكملهم إيمانا قال:
" أحسنهم خلقا  "
قال قلت يا رسول الله فاي المؤمنين اسلم قال
"من سلم الناس من لسانه و يده"
قال:قلت يا رسول الله فاي الهجرة أفضل قال:
"من هجر السيئات"
قال:قلت يا رسول الله فاي الصلاة أفضل قال
: "طول القنوت"
قال قلت يا رسول الله فما الصيام :
قال"فرض مجز و عند الله اضعاف كثيرة"
قال:قلت يا رسول الله فاي الجهاد أفضل قال"من عقر جواده و أهريق دمه"
قال:قلت يا رسول الله فاي الرقاب أفضل قال :
"أغلاها ثمنا و أنفسها عند ربها"
قال:

قلت يا رسول الله فاي الصدقة أفضل قال:
"جهد من مقل يسر الى فقير"

قلت يا رسول الله أوصني!قال :
" أوصيك بتقوى الله فانه رأس الأمر كله"

قلت يا رسول الله زدني! قال  :
"عليك بتلاوة القرآن فان‏[ فانه  ]
نور لك في الأرض و ذكر لك في السماء
"قلت يا رسول الله زدني!قال :
"اياك و كثرة الضحك فانه يميت القلب و يذهب بنور الوجه"
قلت يا رسول الله زدني! قال :
"عليك بالجهاد فانه رهبانية أمتي" 
قلت يا رسول الله زدني !قال :
"أحب المساكين و جالسهم"قلت:يا رسول الله زدني!
قال :
"انظر إلى من تحتك و لا تنظر الى من فوقك فانه أجدر ان لا تزدري 
نعمة الله عندك"
قلت زدني يا رسول الله !قال :
"صل قرابتك و ان قطعوك"قلت يا رسول الله زدني قال  :
"لا تخف في الله تعالى لومة لائم"
قلت يا رسول الله زدني قال:
"قل الحق و ان كان مرا"
قلت يا رسول الله زدني،قال:
"يردك عن الناس ما تعرف من نفسك،و لا تجد عليهم فيما تاتي،و كفى به عيبا ان تعرف من الناس ما تجهل من نفسك،او تجد عليهم فيما تاتي".ثم ضرب بيده على صدري فقال"يا أبا ذر !لا عقل كالتدبير،و لا ورع كالكف،و لا حسب كحسن الخلق" . و روى الحميري في قرب الاسناد  
بسنده عن أبي ذر قال :أوصاني رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 بسبع:أوصاني أن لا انظر إلى من هو فوقي،و أوصاني بحب المساكين و الدنو منهم، و أوصاني أن لا أسال أحدا شيئا، و أوصاني أن أقول الحق و ان كان مرا،و أوصاني أن أصل رحمي و أن أدبرت، و أوصاني ان لا اخاف في الله لومة لائم،و أوصاني ان استكثر من قول لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم فانها من كنوز الجنة .

وصية النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
الطويلة لأبي ذر
و هذه الوصية رواها الطبرسي في مكارم الأخلاق و الشيخ الطوسي في اماليه باسنادهما الى ابي حرب بن ابي الأسود الدؤلي عن أبيه،و أوردها ورام في مجموعته مرسلة عن ابي حرب عن ابيه،و قد كرر لفظ يا أبا ذر في اول كل جملة من هذه الوصية و نحن حذفناه اختصارا فليعلم ذلك. قال
ابو الأسود الدؤلي :
قدمت الربذة فدخلت على ابي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه فحدثني ابو ذر قال:دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
في مسجده فلم ار في المسجد أحدا من الناس الا رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
و علي إلى جانبه،فاغتنمت خلوة المسجد فقلت يا رسول الله بأبي أنت و امي أوصني بوصية ينفعني الله بها !
" فقال نعم و أكرم بك يا أبا ذر انك من أهل البيت و اني موصيك بوصية فاحفظها فإنها جامعة لطرق الخير و سبله فانك إن حفظتها كان لك بها كفل:
اعبد الله كأنك تراه فان كنت لا تراه فانه يراك،و اعلم أن أول عبادة الله المعرفة به انه الله الأول قبل كل شي‏ء فلا شي‏ء قبله و الفرد فلا ثاني له و الباقي لا إلى غاية فاطر السماوات و الأرض و ما فيهما و ما بينهما من شي‏ء و هو الله اللطيف الخبير و هو على كل شي‏ء قدير،ثم الايمان به و الاقرار بان الله تعالى أرسلني الى كافة الناس بشيرا و نذيرا و داعيا الى الله باذنه و سراجا منيرا،ثم حب اهل بيتي الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و اعلم ان الله عز و جل جعل اهل بيتي في امتي كسفينة نوح من ركبها نجا و من رغب عنها غرق و مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله كان آمنا.احفظ ما اوصيك به تكن سعيدا في الدنيا و الآخرة.نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ.اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك و صحتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك.
اياك و التسويف باملك فانك بيومك و لست بما بعده فان يكن غد لك فكن في الغد كما كنت في اليوم و ان لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم،كم مستقبل يوما لا يستكمله و منتظر غدا لا يبلغه،لو نظرت الى الأجل و مصيره لا بغضت الأمل و غروره،كن كأنك في الدنيا كعابر سبيل و عد نفسك من أصحاب القبور .إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء و إذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح و خذ من صحتك قبل سقمك و من حياتك قبل موتك فانك لا تدري ما اسمك غدا،اياك ان تدركك الصرعة عند العثرة فلا تقال العثرة و لا تمكن من الرجعة و لا يحمدك من خلفت بما تركت و لا يعذرك من تقدم عليه بما اشتغلت به،كن على عمرك اشح منك على درهمك و دينارك،هل ينتظر احدكم الا غنى مطغيا او فقرأ منسيا او مرضا مفسدا او هرما منفذا او موتا محيرا او الدجال فانه شر غائب ينتظر او الساعة فالساعة أدهى و امر،ان شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه و من طلب علما ليصرف به وجوه الناس اليه لم يجد ريح الجنة،من ابتغى العلم ليخدع به الناس لم يجد ريح الجنة،إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل لا اعلمه تنج من تبعته و لا تفت بما لا علم لك به تنج من عذاب الله يوم القيامة.يطلع قوم من اهل الجنة الى قوم من اهل النار فيقولون ما ادخلكم النار و قد دخلنا الجنة لفضل تاديبكم و تعليمكم فيقولون انا كنا نامر بالخير و لا نفعله.ان حقوق الله جل ثناؤه اعظم من ان يقوم بها العباد و ان نعم الله اكثر من ان يحصيها العباد و لكن امسوا و أصبحوا تائبين.انكم في ممر الليل و النهار في آجال منقوصة و اعمال محفوظة و الموت ياتي بغتة من يزرع خيرا يوشك ان يحصد خيرا و من يزرع شرا يوشك ان يحصد ندامة و لكل زارع مثل ما زرع،و لا يسبق بطي‏ء بحظه و لا يدرك حريص ما لم يقدر له،و من اعطي خيرا فان الله اعطاه و من وقي شرا فان الله وقاه.المتقون سادة و الفقهاء قادة و مجالسهم زيادة،ان المؤمن ليرى ذنبه كانه تحت صخرة يخاف ان تقع عليه،و ان الكافر ليرى ذنبه كانه ذباب مر على انفه.ان الله تبارك و تعالى إذا اراد بعبد خيرا جعل الذنوب بين عينيه ممثلة الاثم عليه ثقيلا وبيلا و إذا اراد بعبد شرا انساه ذنوبه.لا تنظر الى صغر الخطيئة و لكن انظر الى من عصيت،ان نفس المؤمن اشد ارتكاضا من الخطيئة من العصفور حين يقذف به في شركه.من وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه،و من خالف قوله فعله فانما يوبخ نفسه.

ان الرجل ليحرم رزقه بالذنب يصيبه.دع ما لست منه في شي‏ء و لا تنطق فيما لا يعنيك،و اخزن لسانك كما تخزن ورقك.ان الله جل ثناؤه ليدخل قوما الجنة فيعطيهم حتى يملوا و فوقهم قوم في الدرجات العلى فاذا نظروا اليهم عرفوهم فيقولون ربنا إخواننا كنا معهم في الدنيا فبم فضلتهم علينا فيقال هيهات هيهات إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون و يظماون حين تروون و يقومون حين تنامون و يشخصون حين تحفظون.جعل الله ثناءه قرة عينى في الصلاة و حبب الي الصلاة كما حبب الى الجائع الطعام و الى الظمان الماء و ان الجائع إذا اكل شبع و ان الظمان إذا شرب روي و انا لا اشبع من الصلاة.ايما رجل تطوع في يوم و ليلة اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة كان له حقا واجبا بيت في الجنة.ما دمت في الصلاة فانك تقرع باب الملك الجبار و من يكثر قرع باب الملك يفتح له.ما من مؤمن يقوم مصليا الا تناثر عليه البر ما بينه و بين العرش و وكل به ملك ينادي:يا بن آدم لو تعلم ما لك في الصلاة و من تناجي ما انفتلت،طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة يحملونها فيسبقون الناس الى الجنة الا و هم السابقون الى المساجد بالأسحار و غير الأسحار.الصلاة عماد الدين و اللسان اكبر.

و الصدقة تمحو الخطيئة و اللسان اكبر و الصوم جنة من النار و الجهاد نباهة و اللسان اكبر.الدرجة في الجنة كما بين السماء و الأرض و ان العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره فيفزع لذلك فيقول ما هذا فيقال هذا نور أخيك فيقول أخي فلان كنا نعمل جميعا في الدنيا و قد فضل علي هكذا فيقال له انه كان أفضل منك عملا ثم يجعل في قلبه الرضى حتى يرضى.

الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر و ما أصبح فيها مؤمن الا حزينا فكيف لا يحزن المؤمن و قد اوعده الله جل ثناؤه انه وارد جهنم و لم يعده انه صادر عنها و ليقين امراضا و مصيبات و أمورا تغيظه و ليظلمن فلا ينتصر يبتغي ثوابا من الله تعالى فما يزال فيها حزينا حتى يفارقها فاذا 
 فارقها أفضى إلى الراحة و الكرامة.ما عبد الله عز و جل بمثل طول الحزن .من أوتي من العلم ما لا يبكيه لحقيق أن يكون قد أوتي علم ما لا ينفعه لأن الله نعت العلماء فقال جل و عز:
(ان الذين اوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا و يقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا و يخرون للأذقان يبكون و يزيدهم خشوعا ) .
من استطاع أن يبكي فليبك و من لم يستطع فليشعر قلبه الحزن و ليتباك ان القلب القاسي بعيد من الله تعالى و لكن لا تشعرون.ما من خطيب الا عرضت عليه خطبته يوم القيامة و ما أراد بها.

يقول الله تبارك و تعالى:لا اجمع على عبدي خوفين و لا اجمع له امنين فاذا امنني في الدنيا اخفته يوم القيامة و إذا خافني في الدنيا امنته يوم القيامة.
لو ان رجلا كان له كعمل سبعين نبيا لاحتقره و خشى ان لا ينجو من شر يوم القيامة.ان العبد ليعرض عليه ذنوبه يوم القيامة فيمر بذنب من ذنوبه فيقول اما اني كنت مشفقا فيغفر له.ان الرجل يعمل الحسنة فيتكل عليها و يعمل المحقرات حتى ياتي الله عليه و هو عليه غضبان،و ان الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها فياتي الله تعالى عز و جل آمنا يوم القيامة.ان العبد ليذنب فيدخل بذنبه ذلك الجنة،فقلت و كيف ذلك بأبي انت و أمي يا رسول الله قال يكون الذنب ذلك نصب عينيه تائبا منه فارا الى الله عز و جل حتى يدخل الجنة.ان الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد و العاجز من اتبع نفسه هواها و تمنى على الله عز و جل الأماني.اول شي‏ء يرفع من هذه الأمة الأمانة و الخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا،و الذي نفس محمد بيده لو ان الدنيا كانت تعدل عند الله جناح بعوضة او ذباب ما سقى الكافر و الفاجر منها شربة من ماء.الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ما ابتغى به وجه الله،
ما من شي‏ء ابغض الى الله تعالى من الدنيا خلقها ثم اعرض عنها فلم ينظر اليها و لا ينظر اليها حتى تقوم الساعة،و ما من شي‏ء احب الى الله تعالى من ايمان به و ترك ما امر بتركه.ان الله تبارك و تعالى اوحى الى اخي عيسى
عليه السلام :
" يا عيسى لا تحب الدنيا فاني لست احبها و احب الآخرة فانما هي دار القرار.ان جبرائيل اتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء فقال لي يا محمد هذه خزائن الدنيا و لا ينقصك من حظك عند ربك!فقلت يا حبيبي جبرائيل لا حاجة لي فيها إذا شبعت شكرت ربي و إذا جعت سالته . إذا أراد الله عز و جل بعبد خيرا فقهه في الدين و زهده في الدنيا و بصره بعيوب نفسه،ما زهد عبد في الدنيا الا اثبت الله الحكمة في قلبه و انطق بها لسانه و بصره عيوب الدنيا و داءها و دواءها و أخرجه منها سالما الى دار السلام.
إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا فاستمع منه فانه يلقي إليك الحكمة،فقلت يا رسول الله من ازهد الناس قال من لم ينس المقابر و البلى و ترك فضل زينة الدنيا و آثر ما يبقى على ما يفنى و لم يعد غدا من ايامه و عد نفسه في الموتى.ان الله تبارك و تعالى لم يوح الي ان اجمع المال و لكن اوحى الي ان سبح بحمد ربك و كن من الساجدين و اعبد ربك حتى ياتيك اليقين.اني البس الغليظ و أجلس على الأرض و ألعق أصابعي و اركب الحمار بغير سرج و اردف خلفي،فمن رغب عن سنتي فليس مني.حب المال و الشرف اذهب لدين الرجل من ذئبين ضاريين في زربة الغنم فاغارا فيها حتى أصبحا فما ذا ابقيا منها!قلت يا رسول الله الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيرا هم يسبقون الناس الى الجنة فقال لا و لكن فقراء المسلمين فانهم يتخطون رقاب الناس فيقول لهم خزنة الجنة كما انتم تحاسبون فيقولون بم نحاسب فوالله ما ملكنا فنجور و نعدل و لا افيض علينا فنقبض و نبسط،و لكنا عبدنا ربنا حتى دعانا فاجبنا.ان الدنيا مشغلة للقلوب و الأبدان و ان الله تبارك و تعالى سائلنا عما نعمنا في حلاله فكيف بما نعمنا في حرامه .اني قد دعوت الله جل ثناؤه ان يجعل رزق من يحبني الكفاف و ان يعطي من يبغضني كثرة المال و الولد.طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة الذين اتخذوا ارض الله بساطا و ترابها فراشا و ماءها طيبا،و اتخذوا كتاب الله شعارا و دعاءه دثارا يقرضون الدنيا قرضا .حرث الآخرة العمل الصالح و حرث الدنيا المال و البنون.ان ربي اخبرني فقال:و عزتي و جلالي ما أدرك العابدون درك البكاء و اني لأبني لهم في الرفيق الأعلى قصرا لا يشاركهم فيه احد،قال قلت يا رسول الله اي المؤمنين اكيس قال:اكثرهم للموت ذكرا و اكثرهم له استعدادا .إذا دخل النور القلب انفسح القلب و استوسع،قلت:فما علامة ذلك بأبي انت و أمي يا رسول الله قال:الإنابة الى دار الخلود و التجافي عن دار الغرور و الاستعداد للموت قبل نزوله .اتق الله و لا تر الناس انك تخشى الله فيكرموك و قلبك فاجر.ليكن لك في كل شي‏ء نية حتى في النوم و الأكل.ليعظم جلال الله في صدرك فلا تذكره كما يذكره الجاهل عند الكلب اللهم اخزه و عند الخنزير اللهم اخزه ان لله ملائكة قياما من خيفته ما رفعوا رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة فيقولون جميعا:

سبحانك و بحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك ان تعبد و لو كان لرجل عمل سبعين نبيا لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ،و لو ان دلوا صبت من غسلين في مطلع الشمس لغلت منه جماجم من في مغربها،و لو زفرت جهنم زفرة لم يبق ملك مقرب و لا نبي مرسل الا خر جاثيا لركبتيه يقول رب نفسي نفسي حتى ينسى ابراهيم اسحاق ع يقول:يا رب انا خليلك ابراهيم فلا تنسني .لو ان المرأة من نساء اهل الجنة اطلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضي‏ء القمر ليلة البدر،و لوجد ريح نشرها جميع اهل الأرض،و لو ان ثوبا من ثياب اهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر اليه و ما حملته ابصارهم.اخفض صوتك عند الجنائز و عند القتال و عند القرآن .إذا اتبعت جنازة فليكن عقلك فيها التفكر و الخشوع و اعلم انك لاحق به.اعلم ان كل شي‏ء إذا فسد فالملح دواؤه و إذا فسد الملح فليس له دواء .(قال الشيخ هذا المثل لعلماء السوء)و اعلم ان فيكم خصلتين الضحك من غير عجب و الكسل من غير سهر.ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة و القلب ساه.الحق ثقيل مر و الباطل خفيف حلو،و رب شهوة ساعة تورث حزنا طويلا.لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس كلهم في جنب الله تبارك و تعالى امثال الأباعر ثم يرجع الى نفسه فيكون هو احقر حاقر لها.لا تصيب حقيقة الايمان حتى ترى الناس كلهم حمقى في دينهم عقلاء في دنياهم.

حاسب نفسك قبل ان تحاسب فهو اهون لحسابك غدا و زن نفسك قبل ان توزن و تجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفي على الله خافية.استح من الله فاني و الذي نفسي بيده لأظل حين اذهب الى الغائط متقنعا بثوبي استحي من الملكين اللذين معي.أ تحب ان تدخل الجنة قلت نعم فداك ابي!قال:فاقصر الأمل و اجعل الموت نصب عينيك،و استح من الله حق الحياء،قال:قلت يا رسول الله كلنا نستحي من الله،فقال ليس كذلك الحياء،و لكن الحياء ان لا تنسى المقابر و البلى و الجوف و ما وعى و الرأس و ما حوى،و من اراد كرامة الاخرة فليدع زينة الدنيا فاذا كنت كذلك أصبت ولاية الله.يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح.مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر.ان الله يصلح بصلاح العبد ولده و ولد ولده و يحفظه في دويرته و الدور حوله ما دام فيهم.ان ربك عز و جل يباهي الملائكة بثلاثة نفر رجل في ارض قفر فيؤذن ثم يقيم ثم يصلي،فيقول ربك للملائكة:انظروا الى عبدي يصلي و لا يراه احد غيري،فينزل سبعين ألف ملك يصلون وراءه و يستغفرون له الى الغد من ذلك اليوم،و رجل قام من الليل فصلى وحده فسجد و نام و هو ساجد فيقول الله تعالى انظروا الى عبدي روحه عندي و جسده في طاعتي ساجد، و رجل في زحف يفر أصحابه و ثبت و هو يقاتل حتى يقتل.ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض الا شهدت له بها يوم القيامة،و ما منزل ينزله قوم الا و أصبح ذلك المنزل يصلي عليهم او يلعنهم.ما من صباح و لا رواح الا و بقاع الأرض ينادي بعضها بعضا:يا جارتي هل مر بك ذاكر لله تعالى او عبد وضع جبهته عليك ساجدا لله،فمن قائلة لا و من قائلة نعم،فاذا قالت نعم اهتزت و انشرحت و ترى ان لها الفضل على جارتها .ان الأرض لتبكي على المؤمن إذا مات اربعين صباحا.إذا كان العبد في ارض قيـيعني قفرـ فتوضا او تيمم ثم أذن فاقام و صلى امر الله عز و جل الملائكة فصفوا خلفه صفا لا يري طرفاه يركعون بركوعه و يسجدون بسجوده و يؤمنون على دعائه.من اقام و لم يؤذن لم يصل معه الا ملكاه اللذان معه.ما من شاب يدع لله الدنيا و لهوها و أهرم شبابه في طاعة الله الا اعطاه الله اجر اثنين و سبعين صديقا.الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارين.الجليس الصالح خير من الوحدة و الوحدة خير من جليس السوء و املاء الخير خير من السكوت و السكوت خير من املاء الشر.لا تصاحب الا مؤمنا و لا ياكل طعامك الا تقي و لا تاكل طعام الفاسقين أطعم طعامك من تحبه في الله و كل طعام من يحبك في الله عز و جل.ان الله عز و جل عند لسان كل قائل فليتق الله امرؤ و ليعلم ما يقول.اترك فضول الكلام،و حسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك.

كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما يسمع.ما من شي‏ء احق بطول السجن من اللسان.ان من اجلال الله تعالى اكرام ذي الشيبة المسلم و اكرام حملة القرآن العاملين و اكرام السلطان المقسط .ما عمل من لم يحفظ لسانه.لا يزال العبد يزداد من الله بعدا ما سي‏ء خلقه.الكلمة الطيبة صدقة و كل خطوة تخطوها الى الصلاة صدقة.من اجاب داعي الله و احسن عمارة مساجد الله كان ثوابه من الله الجنة،فقلت بأبي انت و امي يا رسول الله كيف تعمر مساجد الله قال:لا ترفع فيها الأصوات و لا يخاض فيها بالباطل و لا يشترى فيها و لا يباع،و اترك اللغو ما دمت فيها،فان لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة الا نفسك ان الله تعالى يعطيك ما دمت جالسا في المسجد بكل نفس تتنفس فيه درجة في الجنة،و تصلي عليك الملائكة و تكتب لك بكل نفس تنفست فيه عشر حسنات،و يمحى عنك عشر سيئات.أ تعلم في اي شي‏ء انزلت الآية "اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون" قلت:لا فداك ابي و امي!قال في انتظار الصلاة خلف الصلاة(كذا)
اسباغ الوضوء في المكاره من الكفارات و كثرة الاختلاف الى المساجد فذلكم الرباط.يقول الله تبارك و تعالى :

" إن أحب العباد إلي المتحابون بجلالي المتعلقة قلوبهم بالمساجد و المستغفرون بالأسحار أولئك إذا أردت بأهل الأرض عقوبة ذكرتهم فصرفت العقوبة عنهم.كل جلوس في المسجد لغو الا ثلاثة:قراءة مصل او ذاكر لله أو سائل عن علم.كن بالعمل بالتقوى اشد اهتماما منك بالعمل فانه لا يقبل عملا الا بالتقوى،
و كيف تقل عمل يتقبل يقول الله عز و جل إنما يتقبل الله من المتقين . لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه اشد من محاسبة الشريك شريكه فيعلم من أين مطعمه و من أين مشربه و من أين ملبسه أ من حل ذلك أم من حرام.
من لم يبال من أين اكتسب المال لم يبال الله عز و جل من اين ادخله النار . "

من سره أن يكون أكرم الناس فليثق‏[  فليتق‏]

 الله عز و جل.إن أحبكم إلى الله جل ثناؤه أكثركم ذكرا له و أكرمكم عند الله عز و جل اتقاكم له و أنجاكم من عذاب الله أشدكم له خوفا.إن المتقين الذين يتقون الله عز و جل من الشي‏ء الذي لا يتقى منه خوفا من الدخول في الشبهة.من اطاع الله عز و جل فقد ذكر الله و إن قلت صلاته و صيامه و تلاوته القرآن .أصل الدين الورع و رأسه الطاعة.
كن ورعا تكن اعبد الناس و خير دينكم الورع.
فضل العلم خير من فضل العبادة و اعلم إنكم لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا و صمتم حتى تكونوا كالأوتار ما ينفعكم الا بورع.  إن أهل الورع و الزهد في الدنيا هم أولياء الله حقا.
من لم يأت يوم القيامة بثلاث فقد خسر قلت و ما الثلاث فداك أبي و أمي قال ورع يحجزه عن ما حرم الله عز و جل عليه و حلم يرد به جهل السفيه و خلق يداري به الناس.ان سرك أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله و إن سرك أن تكون أكرم الناس فاتق الله و ان سرك ان تكون أغنى الناس فكن بما في يد الله عز و جل أوثق منك بما في يديك.
لو ان الناس كلهم اخذوا بهذه الآية لكفتهم و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره .يقول الله جل ثناؤه و عزتي و جلالي لا يؤثر عبدي هواي على هواه الا جعلت غناه في نفسه و همومه في آخرته و ضمنت السماوات و الأرض رزقه و كففت عليه ضيعة(كذا) و كنت له من وراء تجارة كل تاجر.لو ان ابن آدم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت.الا أعلمك كلمات ينفعك الله عز و جل بهن قلت بلى يا رسول الله !قال احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، و إذا سالت فأسال الله عز و جل و إذا استعنت فاستعن بالله فقد جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فلو أن الخلق كلهم جهدوا ان ينفعوك بشي‏ء لم يكتب لك ما قدروا عليه،و لو جهدوا ان يضروك بشي‏ء لم يكتبه الله عليك ما قدروا عليه،فان استطعت ان تعمل لله عز و جل بالرضى و اليقين فافعل و ان لم تستطع فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا،و ان النصر مع الصبر و الفرج مع الكرب و ان مع العسر يسرا.استغن بغنى الله يغنك الله، فقلت ما هو يا رسول الله قال غداء يوم و عشاء ليلة فمن قنع بما رزقه الله فهو أغنى الناس .

إن الله عز و جل يقول:
" اني لست كلام الحكيم أتقبل و لكن همه و هواه فان كان همه و هواه فيما أحب و ارضى جعلت صمته حمدا لي و وقارا و إن لم يتكلم.إن الله تبارك و تعالى لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أموالكم و لكن ينظر إلى قلوبكم و اعمالكم.التقوى ههنا التقوى ههنا  و أشار إلى صدره.أربع لا يصيبهن إلا مؤمن:الصمت و هو أول العبادة،و التواضع لله سبحانه،و ذكر الله تعالى على كل حال،و قلة الشي‏ءـ يعني قلة المالـهم بالحسنة و ان لم تعملها لكي لا تكتب من الغافلين.من ملك ما بين فخذيه و بين لحييه دخل الجنة،قلت:يا رسول الله انا لنؤخذ بما تنطق به ألسنتنا!

فقال و هل يكب الناس على مناخرهم في النار الا حصايد ألسنتهم،انك لا تزال سالما ما سكت فاذا تكلمت كتب لك او عليك.ان الرجل يتكلم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها فيهوي في جهنم ما بين السماء و الأرض.ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له.

من صمت نجا فعليك بالصدق و لا تخرجن من فيك كذبة ابدا،قلت يا رسول الله فما توبة الرجل الذي يكذب متعمدا فقال:الاستغفار و صلاة الخمس تغسل ذلك.ايا[ اياك‏[ و الغيبة فان الغيبة اشد من الزنا،قلت يا رسول الله و لم ذاك بأبي انت و امي قال لأن الرجل يزني فيتوب الى الله فيتوب الله عليه،و الغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها.سباب المسلم فسوق و قتاله كفر و اكل لحمه من معاصي الله و حرمة ماله كحرمة دمه،قلت يا رسول الله و ما الغيبة قال ذكرك اخاك بما يكره!قلت يا رسول الله فان كان فيه ذاك الذي يذكر به قال اعلم انك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته و إذا ذكرته بما ليس فيه بهته.من ذب عن اخيه المسلم الغيبة كان حقا على الله عز و جل ان يعتقه من النار.من اغتيب عنده اخوه المسلم و هو يستطيع نصره فنصره نصره الله عز و جل في الدنيا و الآخرة،فان خذلهـو هو يستطيع نصرهـخذله الله في الدنيا و الآخرة.لا يدخل الجنة قتات،قلت و ما القتات قال النمام .صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عز و جل في الآخرة.من كان ذا وجهين و لسانين في الدنيا فهو ذو لسانين في النار.

المجالس بالأمانة و إفشاء سر اخيك خيانة فاجتنب ذلك و اجتنب مجلس العشيرة(الشعيرة).تعرض اعمال اهل الدنيا على الله من الجمعة الى الجمعة في يوم الاثنين و الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن الا عبدا كان بينه و بين اخيه شحناء،فيقال:اتركوا عمل هذين حتى يصطلحا.ايا[ اياك‏[

و هجران اخيك فان العمل لا يتقبل مع الهجران.انهاك عن الهجران و ان كنت لا بد فاعلا فلا تهجره ثلاثة ايام كملا فمن مات فيها مهاجرا لأخيه كانت النار اولى به.من احب ان يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار.و من مات و في قلبه مثقال ذرة من كبر لم يجد رائحة الجنة الا ان يتوب قبل ذلك،فقال رجل:يا رسول الله اني ليعجبني الجمال حتى وددت ان علاقة سوطي و قبال نعلي حسن فهل يرهب علي ذلك قال كيف تجد قلبك قال اجده عارفا للحق مطمئنا اليه،قال:ليس ذلك بالكبر، و لكن الكبر ان تترك الحق و تتجاوزه الى غيره و تنظر الى الناس و لا ترى ان احدا عرضه كعرضك و لا دمه كدمك.أكثر من يدخل النار المستكبرون، فقال رجل و هل ينجو من الكبر احد يا رسول الله قال نعم من لبس الصوب
‏[ الصوف‏ ] و ركب الحمار و حلب العنز و جالس المساكين.و من حمل بضاعته فقد بري‏ء من الكبرـيعني ما يشتري من السوقـ.من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله عز و جل اليه يوم القيامة.من كان له قميصان فليلبس احدهما و ليكس الآخر اخاه.سيكون ناس من امتي يولدون في النعيم و يغذون به همتهم الوان الطعام و الشراب و يمدحون بالقول أولئك شرار 
 امتي.من ترك لبس الجمالـو هو يقدر عليه تواضعا لله عز و جل فقد لبس حلة الكرامة.طوبى لمن تواضع لله تعالى في غير منقصة و أذل نفسه في غير مسكنة و انفق مالا جمعه في غير معصية و رحم أهل الذل و المسكنة و خالط اهل الفقه و الحكمة،طوبى لمن صلحت سريرته و حسنت علانيته و عزل عن الناس شره،طوبى لمن عمل بعمله [ بعلمه ] و انفق الفضل من ماله و امسك الفضل من قوله.البس الخشن من اللباس و الصفيق من الثياب لئلا يجد الفخر فيك مسلكا.يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف صيفهم و شتاءهم يرون ان لهم الفضل بذلك على غيرهم اولئك يلعنهم ملائكة السماوات و الارض.أ لا أخبرك باهل الجنة قلت بلى يا رسول الله قال كل أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه به لو اقسم على الله لأبره.

مواعظه و حكمه

في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر انه قال:
من اراد الجنة فليصمد صمدها(و بسنده)
عن ابي ذر هل ترى الناس ما اكثرهم ما فيهم خير الا تقي او تائب.(و بسنده)ان رجلا رأى أبا ذر و هو يتبوء مكانا فقال له ما تريد يا أبا ذر فقال اطلب موضعا انام فيه نفسي هذه مطيتي ان لم ارفق بها لم تبلغني(و من مواعظه)ما في حلية الأولياء و الدرجات الرفيعة و بينهما شي‏ء من التفاوت و نحن نجمع بين لفظي الروايتين فنذكر ما في الحلية و نزيد عليه ما في الدرجات و ما لا يمكن جمعه نذكره في الحاشية(ففي الحلية )بسنده المتصل الى سفيان الثوري قال قام ابو ذر الغفاري عند الكعبة فقال(و في الدرجات الرفيعة
روي عن ابي جعفر
عليه السلام
 قال قام ابو ذر بباب الكعبة فقال أيها الناس انا جندب بن جنادة الغفاري هلموا الى الأخ الناصح الشفيق فاكتنفه الناس(فقالوا دعوتنا فانصح لنا)فقال أ رأيتم لو ان احدكم اراد سفرا أ ليس يتخذ من الزاد ما يصلحه و يبلغه قالوا بلى،قال فسفر طريق القيامة ابعد ما تريدون فما بالكم لا تتزودون له ما يصلحكم فيه قالوا و ما يصلحنا (1)
قالوا و كيف نتزود لذلك "د".المؤلف قال حجوا حجة (2)
يحج الرجل منكم حجة.المؤلف لعظام الأمور صوموا يوما شديدا حره لطول يوم النشور (3)و يصوم يوما شديدا الحر للنشورـدـ.المؤلف صلوا (4)و يصلىـ دـ .المؤلف ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور (5)
و يتصدق بصدقة على مسكين للنجاة من يوم عسير و يتكلم بكلمة حق فيجيره الله بها يوم يستجير و يسكت عن كلمة باطل ينجو بذلك من عذاب السعير"د".المؤلف كلمة خير تقولها او كلمة سوء تسكت عنها لوقوف يوم عظيم تصدق بما لك لعلك تنجو من عسيرها اجعل الدنيا مجلسين مجلسا في طلب الآخرة و مجلسا في طلب الحلال و الثالث يضرك و لا ينفعك لا تريده (6)

مجلسا في طلب الحلال و مجلسا للآخرة،و لا ترد الثالث فانه لا ينفعك"د"المؤلف (و اجعل الكلام كلمتين كلمة للآخرة و كلمة في التماس الحلال و الثالثة تضرك)اجعل المال درهمين درهما تنفقه على عيالك من حله و درهما تقدمه لآخرتك و الثالث يضرك و لا ينفعك لا تريده..
(و اجعل الدنيا ساعة من ساعتين ساعة مضت بما فيها فلست قادرا على ردها و ساعة آتية لست على ثقة من ادراكها و الساعة التي انت فيها ساعة عملك فاجتهد فيها لنفسك و اصبر فيها عن معاصي ربك فان لم تفعل فقد هلكت)ثم نادى باعلى صوته يا أيها الناس قد قتلكم حرص لا تدركونه(و في رواية الدرجات )قتلني هم يوم لا أدركه اه)

و في الدرجات الرفيعة : 
(روي انه قال قتلني هم يوم لا أدركه قيل و كيف ذلك يا أبا ذر قال ان املي جاوز اجلي). قال و عن ابي عبد الله عن ابيه
 عليه السلام
 انه قال في خطبة ابي ذر رضي الله عنه يا مبتغي العلم لا يشغلك اهل و مال عن نفسك انت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت الى غيرهم.الدنيا و الآخرة كمنزل تحولت منه الى غيره و ما بين البعث و الموت الا كنومة نمتها ثم استيقظت منها يا جاهل العلم تعلم العلم فان قلبا ليس فيه شرف العلم كالبيت الخراب الذي لا عامر له (قال)
و عن ابي جعفر عليه السلام
  عن أبي ذر رضي الله عنه انه قال يا باغي العلم قدم لمقامك بين يدي الله فانك مرتهن بعملك كما تدين تدان يا باغي العلم صل قبل ان لا تقدر على ليل و لا نهار تصلي فيه انما مثل الصلاة لصاحبها كمثل رجل دخل على ذي سلطان فانصت له حتى فرغ من حاجته و كذلك المرء المسلم باذن الله عز و جل ما دام في الصلاة لم يزل الله عز و جل ينظر اليه حتى يفرغ من صلاته يا باغي العلم تصدق من قبل ان لا تعطى شيئا و لا جمعه انما مثل الصدقة و صاحبها مثل رجل طلبه قوم بدم فقال لهم لا تقتلوني اضربوا لي اجلا اسعى في رجالكم كذلك المرء المسلم باذن الله تعالى كلما تصدق بصدقة حل بها عقدة من رقبته حتى يتوفى الله عز و جل اقواما و هو عنهم راض و من رضي الله عز و جل عنه فقد امن من النار يا باغي العلم ان هذا اللسان مفتاح خير و مفتاح شر فاختم على فمك كما تختم على ذهنك و على ورقك يا باغي العلم ان هذه الأمثال ضربها الله عز و جل للناس و ما يعقلها الا العالمون اه (و في حلية الأولياء )بسنده كان ابو ذر يقول يا أيها الناس اني لكم ناصح،اني عليكم شفيق،صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور، صوموا في الدنيا لحر يوم النشور،تصدقوا مخافة يوم عسير.يا أيها الناس اني لكم ناصح،اني عليكم شفيق (و في الدرجات) من كلام ابي ذر :

الدنيا ثلاث ساعات ساعة مضت،و ساعة انت فيها،و ساعة لا تدري أ تدركها ام لا فلست تملك بالحقيقة الا ساعة واحدة إذ الموت من ساعة الى ساعة، و روى الكليني في الكافي بسنده عن ابي عبد الله
 عليه السلام
 قال كان ابو ذر يقول في خطبته يا مبتغي العلم كان شيئا من الدنيا لم يكن شيئا الا ما ينفع خيره و يضر شره الا من رحم الله يا مبتغي العلم لا يشغلك اهل و لا مال عن نفسك انت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم الى غيرهم و الدنيا و الآخرة كمنزل تحولت منه الى غيره و ما بين الموت و البعث الا كنومة نمتها ثم استيقظت منها يا مبتغي العلم قدم لمقامك بين يدي الله عز و جل فانك مثاب بعملك كما تدين تدان يا مبتغي العلم (و بسنده)عن أبي عبد الله
عليه السلام
 قال :جاء رجل الا أبي ذر فقال يا أبا ذر
" ما لنا نكره الموت فقال:
"  لأنكم عمرتم الدنيا و خربتم الآخرة فتكرهون أن تنتقلوا من عمران  الى خراب !فقال له:كيف ترى قدومنا على الله فقال اما المحسن منكم فكالغائب يقدم على اهله و اما المسي‏ء فكالآبق يرد على مولاه!قال:فكيف ترى حالنا عند الله قال اعرضوا اعمالكم على الكتاب،ان الله يقول :
 (ان الأبرار لفي نعيم و ان الفجار لفي جحيم)
قال فقال الرجل:فاين رحمة الله قال رحمة الله قريب من المحسنين . "
 قال أبو عبد الله 
عليه السلام
 :و كتب رجل إلى أبي ذر رضي الله عنه يا أبا ذر اطرفني بشي‏ء من العلم فكتب اليه:ان العلم كثير و لكن ان قدرت على ان لا تسي‏ء الى من تحبه فافعل!فقال له الرجل:و هل رأيت احدا يسي‏ء الى من يحبه فقال:نعم نفسك احب الأنفس اليك فان انت عصيت الله فقد أسات اليها . و روى الشيخ في الأمالي باسناده انه قيل لأبي ذر :كيف أصبحت يا صاحب رسول الله قال أصبحت بين نعمتين بين ذنب مستور و ثناء من اغتر به فهو مغرور. و في كتاب البخلاء :قال ابو ذر لمن بذل
من أصحاب رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 :يخضمون و نقضم و الموعد الله ان الله قد فضلك فجعلك انسانا فلا تجعل نفسك بهيمة و لا سبعا،و احذر سرعة الكظة و سرف البطنة اه .

كلامه لما مات ابنه روى الكليني في الكافي بسنده عن علي بن ابراهيم رفعه قال: 
" لما مات ذر بن أبي ذر مسح أبو ذر القبر بيده ثم قال:

رحمك الله يا ذر و الله إن كنت بي بارا و لقد قبضت و اني عنك لراض،أما و الله ما بي فقدك و ما علي من غضاضة،و ما لي إلى سوى الله من حاجة،و لو لا هول المطلع لسرني ان أكون مكانك،و لقد شغلني الحذر لك عن الحذر عليك،و الله ما بكيت لك،و لكن بكيت عليك،فليت شعري ما ذا قلت و ما ذا قيل لك.

ثم قال:
اللهم اني قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي فهب له ما افترضت عليه من حقك،فانت احق بالحق مني.
و رواه علي بن ابراهيم في تفسيره نحوه فقاله :
"  لما سير أبو ذر إلى الربذة مات بها ابنه ذر ، فوقف على قبره فقال:رحمك الله يا ذر لقد كنت كريم الخلق بارا بالوالدين و ما علي في موتك من غضاضة،و ما بي الى غير الله من حاجة،و قد شغلني الاهتمام لك عن الاغتمام بك،و لو لا هول المطلع لأحببت ان أكون مكانك، فليت شعري ما قالوا لك و ما قلت لهم.ثم قال:
" اللهم انك فرضت لك عليه حقوقا و فرضت لي عليه حقوقا،فاني قد وهبت له ما فرضت عليه من حقوقي فهب له ما فرضت عليه من حقوقك فانك اولى بالحق و أكرم (و الكرم)مني اه .

نفيه إلى الشام

قال الحاكم في المستدرك :
محنة أبي ذر .قد صحت الرواية من أوجه عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن أبيه عن النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
انه قال :اشد الناس بلاء الأنبياء ثم العلماء ثم الأمثل فالأمثل .ثم روى الحاكم بسنده عن ابي عثمان النهدي عن ابي ذر رضي الله عنه قال :
قال لي رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يا أبا ذر كيف انت إذا كنت في حثالة و شبك بين أصابعه قلت يا رسول الله فما تامرني قال:اصبر اصبر اصبر،خالقوا الناس باخلاقهم و خالفوهم في اعمالهم ـهذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه اه .و روى ابو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن ابي ذر قال:

بينا انا واقف مع رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
فقال لي :يا أبا ذر انت رجل صالح و سيصيبك بلاء بعدي،فقلت في الله ان بني امية تهددني بالفقر و القتل، و لبطن الأرض أحب إلي من ظهرها و للفقر احب الي من الغنى فقال له رجل:يا أبا ذر ما لك إذا جلست إلى قوم قاموا
انتهت الحلقة بحمد الله تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق