الأحد، 19 يونيو 2011

بقية الحلقة الثامنة أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري رضوان الله عليه بقلم السيد محسن الأمين – تعقيب الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي


           مقدمتي وتعقيبي على الرسالة نشر على
           موقع الثورة الخاتمة           http://althoraalkhatma.blogspot.com/2011/06/blog-post_18.html

 بقية الحلقة الثامنة أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري  رضوان الله

و في الاستيعاب و يقال أبو الذر و الاول اكثر توفي بالربذة سنة 31 أو 32 و قيل سنة 24 و الأول أصح‏[صلى عليه‏] ابن مسعود و مات بعده في ذلك العام و قيل صلى عليه مالك بن الحارث الاشتر .

( و الربذة ) بفتح الراء المهملة و الباء الموحدة و الذال المعجمة على وزن قصبة في القاموس هي مدفن ابي ذر الغفاري قرب المدينة .و في المصباح المنير :هي قرية كانت عامرة في صدر الاسلام و بها قبر ابي ذر الغفاري و هي في وقتنا هذا دراسة لا يعرف لها رسم و هي من المدينة في جهة الشرق على طريق الحاج نحو ثلاثة ايام،هكذا اخبرني به جماعة من اهل المدينة 0 سنة 723 اه و في الخلاصة
( جندب )بالجيم المضمومة و النون الساكنة و الدال المهملة المفتوحة و الباء الموحدة(و جنادة )بالجيم المضمومة و النون و الدال المهملة بعد الالف اه 
(و الغفاري)بكسر الغين و تخفيف الفاء نسبة الى غفار قبيلة.

الخلاف في اسمه رضوان الله عليه
في الاستيعاب:
اختلف في اسمه اختلافا كثيرا فقيل جندب بن جنادة و هو اكثر و أصح ما قيل فيه إن شاء الله تعالى و قيل بدر[ بدير] بن جندب و يقال برير بن عشرقة و برير بن جنادة و يقال برير[ بر] بن جنادة كذا قال ابن اسحاق و قيل بر[ برير] بن جندب ايضا عن ابن اسحاق و يقال جندب بن عبد الله (او جندب بن عبد) و يقال جندب بن سكن و المشهور المحفوظ جندب بن جنادة اه و زاد في باب الكنى و قيل برير بن عبد الله و في الطبقات الكبير لابن سعد بسنده عن عبد الله المجمر
 قال اسم ابي ذر جندب بن جنادة قال و كذلك قال
محمد بن عمر الواقدي " 
   و هشام بن محمد بن السائب الكلبي و غيرهما من أهل العلم قال محمد بن عمر سمعت أبا معشر نجيحا يقول اسم ابي ذر برير بن جنادة اه و في رجال ابن داود قيل اسمه برير بالباء المفردة المفتوحة و الراء المكسورة و الياء المثناة تحت و الراء أخيرا اه و في اصد الغابة المشهور انه جندب بن حنادة
.. و قيل اسمه بر و قيل بالتصغير و قيل اسمه السكن بن جنادة اه و في المستدرك للحاكم باسناده عن ابي عبيدة معمر بن المثنى ابو ذر الغفاري جندب بن جنادة الخ قال ابن سلام و يقال اسمه يزيد و بسنده عن محمد بن عبد الله بن نمير قال أبو ذر جندب بن جنادة الخ و اما ما ذكر من ان اسمه يزيد فقد روي ان النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
سماه به اه و في الدرجات الرفيعة : أبو ذر الغفاري اسمه جندب بن جنادة على الاصح اه.

نسبــــه رضوان الله عليه

في الاستيعاب:اختلف فيما بعد جنادة أيضا فقيل جندب بن جنادة ابن قيس 
بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن غفار و قيل جندب بن جنادة بن صعير بن عبيد بن حرام بن غفار و قيل جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار اه و زاد في الكنى:و قيل جندب بن سفيان بن جنادة بن عبيد بن الواقفة بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار الغفاري اه

و في طبقات ابن سعد الكبير أبو ذر و اسمه جندب بن جنادة بن كعيب بن صعير بن الوقعة بن حرام بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر اه و في اسد الغابة المشهور انه جندب بن جنادة بن سكن و قيل ابن عبد الله و الاختلاف في ابيه كالاختلاف في اسمه الا في السكن قيل يزيد بن عرفة ( عشرقة ) و قيل اسمه هو السكن بن جنادة بن قيس بن بياض بن عمرو بن مليل بلامين مصغرا ابن صعير بمهملتين مصغرا ابن حرام بمهملتين ابن غفار و قيل اسم جده سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار قال و وقع في رواية لابن ماجة ان رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 قال: لأبي ذر يا جنيدب بالتصغير و هذا الاختلاف في اسمه و اسم ابيه اسنده كله ابن عساكر الى قائليه و قال هو ان بريرا تصحيف بريق و كذا زيد و يزيد و عرفة اه و لا وجود له في تاريخ ابن عساكر المطبوع مع انه ورد الشام و ذلك يدل على نقصان النسخة المطبوعة كما ذكرناه في جارية بن قدامة و غيره،و في المستدرك بسنده عن ابي عبيدة معمر بن المثنى قال أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة ابن سفيان بن عبيد بن حرام (و بسنده)عن محمد بن عبد الله بن نمير قال ابو ذر جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن صعير بن حرام بن غفار اه و في الدرجات الرفيعة 
 اسمه جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن ربيعة ابن حرام بن غفار و 
قيل اسم ابيه برير بموحدة مصغرا و بكسر او عشرقة أو عبد الله او السكن اه و ياتي ما ذكره أصحابنا من الخلاف في اسمه .

أمـــه رضوان الله عليه
في الاستيعاب:
امه رملة بنت الرفيعة ـاو الوقيعة ـمن بني غفار بن مليل ايضا اه و في الاصابة يقال انه اخو عمرو بن عبسة لامه اه و أسلمت امه معه لما اسلم و اخوه انيس .و في المستدرك للحاكم امه رملة بنت الوقيعة من بني غفار اه .

صفته رضوان الله عليه

في أسد الغابة في الأسماء :

كان أبو ذر آدم طويلا أبيض الرأس و اللحية و في باب الكنى كان أبو ذر طويلا عظيما أخرجه أبو عمر اه و لم أجده في الاستيعاب .و في الطبقات الكبير بسنده عن الاحنف بن قيس رأيت أبا ذر رجلا طويلا آدم البيض الرأس و اللحية و في الاصابة كان طويلا اسمر اللون نحيفا و فيها عن رجل من بني عامر دخلت مسجد منى فاذا شيخ معروق آدم عليه حلة قطري فعرفت انه ابو ذر بالنعت.

خبر إسلامه رضوان الله عليه ..

في الاستيعاب في باب الكنى: له في اسلامه خبر حسن يروى من حديث ابن عباس عنه و من حديث عبد الله بن الصامت عنه ثم ذكر سنده من حديث ابن عباس انه قال لما بلغ أبا ذر مبعث رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 بمكة قال لأخيه أنيس :اركب إلى هذا الوادي و اعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم انه يأتيه الخبر من السماء و اسمع من قوله ثم ائتني فانطلق الاخ حتى قدم مكة و سمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال رأيته يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يامر بمكارم الأخلاق و سمعت منه كلاما ما هو بالشعر فقال ما شفيتني فيما اردت فتزود و حمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة فاتى المسجد فالتمس النبي محمد
صلى الله عليه وآله الطاهرين ..

  و لا يعرفه و كره ان يسال عنه حتى أدركه الليل فاضطجع فرآه علي بن أبي طالب "رضي الله عنه"فقال كان الرجل غريب قال نعم قال انطلق الى المنزل فانطلقت معه لا يسألني عن شي‏ء و لا أساله قال فلما أصبحت من الغد رجعت الى المسجد فبقيت يومي حتى أمسيت و سرت الى مضجعي فمر بي علي فقال أ ما آن للرجل ان يعرف منزله فأقامه و ذهب به معه و ما يسال واحد منهما صاحبه عن شي‏ء حتى إذا كان اليوم الثالث فعل ذلك فاقامه علي معه ثم قال له أ لا تحدثني ما الذي اقدمك هذا البلد قال ان اعطيتني عهدا و ميثاقا لترشدني فعلت ففعل فاخبره" علي رضي الله عنه"انه نبي و ان ما جاء به حق و انه رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
فاذا أصبحنا فابتغي فاني رأيت شيئا قمت كاني أريق الماء فان مضيت فاتبعني حتى تدخل معي مدخلي.قال فانطلقت و دخلت معه و حييت رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
بتحية الاسلام فقلت السلام عليك يا رسول الله فكنت اول من حياه بتحية الاسلام فقال و عليك السلام من انت قلت رجل من بني غفار فعرض علي الاسلام فأسلمت و شهدت ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله فقال لي رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
راجع الى قومك فاخبرهم و أكتم امرك عن اهل مكة فاني اخشاهم عليك فقلت و الذي نفسي بيده لاصوتن بها بين ظهرانيهم فخرج حتى اتى المسجد فنادى باعلى صوته أشهد ان لا اله الا الله و أشهد أن محمدا رسول الله فثار القوم اليه و ضربوه حتى اضجعوه و اتى العباس فاكب عليه و قال ويلكم أ لستم تعلمون انه من بني غفار و ان طريق تجارتكم الى الشام عليهم و انقذه منهم ثم عاد من الغد الى مثلها و ثاروا عليه فضربوه فاكب عليه العباس فأنقذه ثم لحق بقومه
 فكان هذا أول إسلام ابي ذر .

و رواه الحاكم في المستدرك بسنده نحوه ثم روى في الاستيعاب بسنده عن يزيد بن أبي حبيب قال:قدم ابو ذر على النبي
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
و هو بمكة فاسلم ثم رجع الى قومه فكان يسخر بالهتهم ثم انه قدم على رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
المدينة "الحديث" و في المستدرك للحاكم بسنده عن ابي ذر قال كنت ربع الاسلام اسلم قبلي ثلاثة نفر و انا الرابع اتيت النبي (ص) فقلت السلام عليك يا رسول الله أشهد ان لا اله الا الله و أشهد ان محمدا رسول الله فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين  
مؤاخاته رضوان الله عليه
في الطبقات الكبير لابن سعد قال محمد بن اسحاق آخى رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
بين ابي ذر الغفاري و المنذر بن عمرو احد بني ساعدة و انكر محمد بن عمر.الواقدي ـهذه المؤاخاة بين ابي ذر و المنذر بن عمرو و قال لم تكن المؤاخاة الا قبل بدر فلما نزلت آية المواريث انقطعت المؤاخاة و أبو ذر حين اسلم رجع إلى بلاد قومه فاقام بها حتى مضت بدر و أحد و الخندق ثم قدم على رسول الله محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 المدينة بعد ذلك اه و في رجال بحر العلوم :

آخى رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
بينه و بين المنذر بن عمرو في المؤاخاة الثانية و هي مؤاخاة الأنصار مع المهاجرين و كانت بعد الهجرة بثمانية أشهر اه و روى الكشي في ترجمة سلمان الفارسي بسنده عن جعفر عن ابيه في حديث ان رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 آخى بين ابي ذر و سلمان . و روى الكليني في روضة الكافي بسنده عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال آخى رسول الله 
 صلى الله عليه وآله وسلم 
بين سلمان و ابي ذر و اشترط على ابي ذر ان لا يعصي سلمان (اه) .

أقوال العلماء فيه ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 فقال: جندب بن جنادة الغفاري ابو ذر رحمه الله و قيل جندب بن السكن و قيل اسمه برير بن جنادة مهاجري مات في زمن عثمان بالربذة و ذكره في أصحاب علي عليه السلام فقال جندب بن جنادة و يقال جندب بن السكن يكنى أبا ذر احد الاركان الأربعة و في الفهرست جندب بن جنادة و يقال ابو ذر الغفاري رحمه الله احد الاركان الأربعة له خطبة يشرح فيها الأمور بعد النبي
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
اخبرنا بها الحسين بن عبيد الله عن الدرري‏[ الدوري‏] عن الحسن بن علي البصري عن العباس بن بكار عن الاشهب عن ابي رجاء العطاردي قال خطب ابو ذر و ذكرها بطولها اه و في الخلاصة جندب بن جنادة الغفاري أبو ذر و قيل جندب بن السكن و قيل اسمه يزيد بن جنادة مهاجري احد الاركان الاربعة روي عن الباقر عليه السلام انه لم يتغير مات في زمن عثمان بالربذة ،له خطبة يشرح فيها الأمور بعد النبي
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
اه و قال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة قوله مات في زمن عثمان توفي أبو ذر سنة 32

و صلى عليه ابن مسعود و قدم المدينة فاقام عشرة ايام فمات عاشرها،قوله احد الاركان الاربعة و هم سلمان و المقداد و أبو ذر و حذيفة اه و قال ابن داود في رجاله جندب بضم الدال و فتحها ابن جنادة ابو ذر الغفاري و قيل جندب بن السكن بالفتحتين و قيل اسمه برير بالباء المفردة المفتوحة و الراء المكسورة و الياء المثناة تحت و الراء اخيرا اه و مراده بذلك الرد على العلامة في قوله ان جندب بفتح الدال و في قوله و قيل اسمه يزيد فان احدا لم يقل ان اسمه يزيد و انما قيل اسمه برير و في منهج المقال في رجال الكشي احاديث كثيرة في مدحه الا انه لشهرته بالكنية نذكره في باب الكنى إن شاء الله و نورد تلك الاحاديث هناك و قال في باب الكنى ابو ذر رحمه الله اسمه جندب و قيل برير تقدم اه فكانه لما وصل الى باب الكنى نسي انه لم يذكرها في باب الاسماء ففاته ذكرها في البابين،و في الاستيعاب في باب الاسماء:كان اسلام ابي ذر قديما يقال بعد ثلاثة و يقال بعد اربعة و قد روي عنه انه قال انا ربع الاسلام و قيل كان خامسا ثم رجع الى بلاد قومه بعد ما اسلم فاقام بها حتى مضت بدر و أحد و الخندق ثم قدم على النبي محمد
صلى الله عليه وآله الطاهرين 
فصحبه الى ان مات ثم خرج بعد وفاة ابي بكر الى الشام فلم يزل بها حتى ولي عثمان ثم استقدمه عثمان لشكوى معاوية فنفاه و أسكنه الربذة فمات بها،روي عنه جماعة من الصحابة و كانوا اوعية العلم المبرزين في الزهد و الورع و القول بالحق.و في باب الكنى:كان من كبار الصحابة قديم الاسلام يقال اسلم بعد اربعة فكان خامسا ثم انصرف الى بلاد قومه فاقام بها حتى قدم على النبي محمد 
صلى الله عليه وآله الطاهرين
 المدينة اه و في اسد الغابة :هو اول من حيا رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
بتحية الاسلام و كان يعبد الله قبل مبعث النبي
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 بثلاث سنين و بايع النبي
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
  على ان لا تاخذه في الله لومة لائم و على ان يقول الحق و إن كان مرا اه و في الاصابة : أبو ذر الغفاري الزاهد المشهور الصادق اللهجة كان من السابقين الى الاسلام ثم ذكر خبر اسلامه عند مسلم من طريق عبد الله بن الصامت عن ابي ذر و في أوله صليت قبل ان يبعث النبي
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
حيث وجهني الله اه و هذا معنى ما مر عن أسد الغابة
انه صلى قبل البعثة بثلاث سنين.
 و في الطبقات الكبير لابن سعد بسنده عن عبد الله بن الصامت الغفاري عن ابي ذر في حديث انه قال:و قد صليت يا ابن أخي قبل أن القي رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين

ثلاث سنين فقالت‏[ فقلت‏[ لمن قال لله فقلت اين توجه قال
اتوجه حيث يوجهني الله أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر السحر ألفيت كاني خفاء (1)
 الخفاء الكساء وزنا و معنى ـالمؤلفـ حتى تعلوني الشمس"الحديث"و رواه في حلية الأولياء بسنده عن ابي ذر مثله و روى في حلية الأولياء ايضا بسنده عن ابي ذر :صليت قبل الاسلام بأربع سنين قيل له من كنت تعبد قال اله السماء قيل فأين كانت قبلتك قال حيث
وجهني الله عز و جل .
و روى ابن سعد في الطبقات ـبسنده كان ابو ذر رجلا يصيب الطريق و كان شجاعا يتفرد وحده بقطع الطريق و يغير على الصرم في عماية الصبح على ظهر فرسه او على قدميه كانه السبع فيطرق الحي و ياخذ ما اخذ ثم إن الله قذف في قلبه الاسلام "الحديث"
 (أقول)هذا ينافي ما ذكره ابن سعد في طبقاته أيضا قال اخبرنا محمد بن عمر حدثني نجي ابو معشر قال كان ابو ذر يتاله في الجاهلية و يقول:

لا اله الا الله و لا يعبد الاصنام الحديث فمن يكون متالها لا يكون من قطاع الطريق...
نعم روى ابن سعد باسناده في حديث ان أبا ذر بعد ما اسلم قال يا رسول الله اني منصرف الى اهلي و ناظر متى يؤمر بالقتال فالحق بك فاني ارى قومك عليك جميعا،فقال رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
:أصبت!فانصرف فكان يكون باسفل ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول : لا ارد اليكم منها شيئا حتى تشهدوا أن لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله،فان فعلوا رد عليهم ما اخذ منهم و ان أبوا لم يرد عليهم شيئا،فكان على ذلك حتى هاجر رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
و مضى بدر و أحد ثم قدم فاقام بالمدينة مع النبي
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين


و روى ايضا بسنده في آخر الحديث الذي فيه انه كان يتاله:
انه بعد ما اسلم رأى امرأة تطوف بالبيت و تدعو باحسن دعاء في الارض و تقول:

أعطني كذا و كذا، ثم قالت في آخر ذلك يا اساف و يا نائلة !
فقال أبو ذر انكحي احدهما صاحبه فتعلقت به و قالت انت صابي‏ء، فجاء فتية من قريش فضربوه و جاء ناس من بني بكر فنصروه، فجاء الى النبي
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين  
فقال يا رسول الله اما قريش فلا أدعهم حتى اثار منهم ضربوني،فخرج حتى اقام بعسفان ،و كلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام ينفر بهم على ثنية غزال فتلقي احمالها فجمعوا الحنط قال يقول أبو ذر لقومه:لا يمس احد حبة حتى يقولوا لا إله إلا الله،فيقولون لا اله إلا الله و ياخذون الغرائر.

و روى في الطبقات أيضا باسناده عن أبي ذر :
كنت في الاسلام خامسا،و باسناده عن حكام بن أبي الوضاح البصري :
كان اسلام ابي ذر رابعا او خامسا.و بسنده عن ابي ذر في حديث انه قال:ما زال في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر حتى ما ترك لي الحق صديقا .
و في المستدرك للحاكم :
ذكر مناقب ابي ذر الغفاري ثم روى بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال أبو ذر جندب بن جنادة و قيل يزيد بن جنادة ، توفي بالربذة سنة32 و أختلفوا فيمن صلى عليه فقيل عبد الله بن مسعود و قيل جرير بن عبد الله البجلي اه .و عن ابن حجر في التقريب :تقدم اسلامه و تأخرت هجرته فلم يشهد بدرا ،و مناقبه كثيرة جدا اه .و في الدرجات الرفيعة :و قال غير ابن حجر اسلم خامس خمسة ثم رجع أي ارض قومه و قدم بعد الهجرة ،و كان من أكابر العلماء و الزهاد كبير الشأن،كان عطاؤه في السنة أربعمائة دينار،و كان لا يدخر شيئا اه.ثم قال :
كان أبو ذر من أعاظم الصحابة و كبرائهم الذين أوفوا بما عاهدوا عليه الله و هو احد الاركان الأربعة و كفاه شرفا ما رواه في وصيته المشهورة التي أوصاه بها رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
حين قال له يا رسول الله بأبي أنت و أمي أوصني بوصية ينفعني الله بها! فقال 
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
: نعم و أكرم بك يا أبا ذر !انك منا أهل البيت ، و إني موصيك بوصية فأحفظها، ثم ذكر الوصية قال:و لو لا طولها و ما اشترطناه على أنفسنا من الاختصار لاوردناها اه و سنذكرها بتمامها "انش"عند ذكر وصايا النبي
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
له و في حلية الأولياء :
و منهم العابد الزهيد،القانت الوحيد،رابع الاسلام ،و رافض الأزلام قبل نزول الشرع و الأحكام،تعبد قبل الدعوة بالشهور و الأعوام، و أول من حيا الرسول بتحية الاسلام ، لم تكن تأخذه في الحق لائمة اللوام، و لا تفزعه سطوة الولاة و الحكام اول من تكلم في علم البقاء و الفناء، و ثبت على المشقة و العناء،و حفظ العهود و الوصايا،و صبر على المحن و الرزايا،!

و اعتزل مخالطة البرايا،الى ان حل بساحة المنايا. أبو ذر الغفاري رضي الله عنه.خدم الرسول ،و تعلم الأصول، و نبذ الفضول.و قد قيل:ان التصوف التأله و التدله،عن غلبات التوله.ثم قال و كان أبو ذر رضي الله تعالى عنه للرسول
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
ملازما و جليسا،و على مسألته و الاقتباس منه حريصا،و للقيام على ما استفاد منه انيسا سأله عن الأصول و الفروع، و سأله عن الايمان و الاحسان،و ساله عن رؤية ربه تعالى،و سأله عن أحب الكلام إلى الله تعالى،و ساله عن ليلة القدر أ ترفع مع الأنبياء أم تبقى، و سأله عن كل شي‏ء حتى عن مس الحصا في الصلاة تخلى من الدنيا و تشمر للعقبى و عانق البلوى إلى ان لحق بالمولى اه.و أراد بمس الحصا ما رواه هو بسنده عن أبي ذر :سالت رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
عن كل شي‏ء حتى سألته عن مس الحصا فقال :مسه او دع اه ثم روى بسنده عن أبي ذر كنت رابع الاسلام اسلم قبلي ثلاثة و انا الرابع اه .

و في رجال بحر العلوم : جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري رابع الاسلام و خادم رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
و احد الحواريين الذين مضوا على منهاج سيد المرسلين ثم ذكر بدء إسلامه و ذهابه إلى بلاد قومه ثم هجرته الى المدينة و مؤاخاته و قال ثم شهد مشاهد رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 و لزم بعده أمير المؤمنين عليه السلام و كان من المجاهرين بمناقب اهل البيت (عليهم السلام ) و مثالب أعدائهم لم تاخذه في الله لومة لائم عند ظهور المنكر و انتهاك المحارم ثم ذكر ما قاله فيه النبي و الوصي عليه السلام ثم قال و كان بينه و بين عثمان مشاجرة في مسالة من مسائل الزكاة فتحا كما عند رسول لله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
فحكم لأبي ذر على عثمان .قال و ذكر ابن شهرآشوب انه ثاني اثنين صنفا في الاسلام .قال:و روي انه لما اشتد إنكار أبي ذر على عثمان نفاه الى الشام و اخذ في النكير عليه و على معاوية ،و كان يقول:
و الله اني لأرى حقا يطفى و باطلا يحيى و صادقا مكذبا و أثرة بغير تقى و صالحا مستاثرا عليه،
فكتب معاوية إلى عثمان :أن أبا ذر قد صرف قلوب أهل الشام عنك و بغضك إليهم،فلا يستفتون غيره و لا يقضي بينهم الا هو.فكتب الى معاوية ان أحمل أبا ذر على ناب صعبة و قتب ثم ابعث به مع من ينخش به نخشا عنيفا حتى يقدم به علي.فلما قدم به على عثمان كان مما انبه به ان قال انه يقول انه خير من الشيخين ! فقال أبو ذر :
اجل و الله لقد رأيتني رابع أربعة مع رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
ما اسلم غيرنا و لا اسلما! فقال علي : و الله لقد رأيته و هو ربع الاسلام .ثم ان عثمان نفاه الى الربذة فلم يزل بها حتى مات سنة 32 من الهجرة ،و قبره بالربذة معروف اه.

ما ورد فيه من الروايات قال الكشي في رجاله : ابو ذر أبو الحسن محمد بن سعد بن مزيد و محمد بن ابي عوف قالا حدثنا محمد بن أحمد بن حماد أبو علي المحمودي المروزي رفعه قال ابو ذر الذي قال رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
في شانه

ما أظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر ،يعيش وحده و يموت وحده و يبعث وحده و يدخل الجنة وحده ،و هو الهاتف بفضائل أمير المؤمنين عليه السلام  ، و وصي رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
و استخلافه اياه.فنفاه القوم عن حرم الله و حرم رسوله بعد حملهم اياه من الشام على قتب بلا وطاء(إلى أن قال): فقتلوه فقرأ و جوعا و ذلا و ضمرا(و ضرا) و صبرا.

و في الاستيعاب في باب الأسماء:
 سئل علي رحمه الله عن أبي ذر فقال ذاك رجل وعى علما عجز عنه الناس ثم اوكا عليه و لم يخرج شيئا منه اه.

اقول: معنى قوله : " عجز عنه الناس" هـو الله اعلم  :انه وعى علما كثيرا عجز غيره عن ان يعي مثله لكثرته،و حاصله انه كان شديد الطلب للعلم و لم يقدر غيره ان يطلب من العلم و يحفظ منه بقدر ما طلب هو و حفظ من العلم لشدة رغبته في اخذ العلم و وعيه،و قوله"ثم اوكا عليه و لم يخرج شيئا منه":
دال على ان ذلك العلم كان مما لا تطيق عقول الناس حمله و لا تقبل نفوسهم التصديق به، فلذلك كتمه عنهم، و اوكا عليه كالذي يوكي‏ء على مال او غيره.و الا فليس يخفي علي أبي ذر ما جاء من الذم في حق كاتم العلم،و يحتمل ان يراد بعجز الناس عنه عجز عقولهم عن حمله و قبوله و نفوسهم عن التصديق به،و ما في هذا الحديث يفسر ما في الحديث الذي رواه ابن سعد في الطبقات بسنده عن زاذان قال :سئل علي عن أبي ذر فقال وعى علما عجز فيه و كان شحيحا حريصا شحيحا على دينه حريصا على العلم و كان يكثر السؤال فيعطى و يمنع أما انه قد ملى‏ء له في وعائه حتى امتلأ .فلم يدروا ما يريد بقوله" وعى علما عجز فيه:اعجز عن كشف ما عنده من العلم أم عن طلب ما طلب من العلم إلى النبي
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 اه .

فان الحديث المروي في الاستيعاب صريح في ان الناس عجزوا عن هذا العلم لا هو،و حنئذ[ حينئذ ] فالظاهر ان يقرأ عجز فيه بالبناء للمجهول أي عجز الناس فيه،و يمكن ان يكون اصله عجز عنه فصحف من النساخ، و قوله:"فلم يدروا الخ.."غير بعيد ان يكون المراد به ان من تاخر عن ذلك العصر لم يدر ما يريد به و لو كان الذين سمعوه لم يدروا ما اراد لسألوه عن مراده،و الله اعلم.و لا يخفى ما في هذه الأحاديث من المدح العظيم لابي ذر بالعلم من انه وعى من العلم ما عجز عنه الناس،و انه ملي‏ء له في وعائه حتى امتلأ،و أي فضل أفضل من العلم و اي درجة اعلى من درجة العلم.و في الاستيعاب في الاسماء: روي عن النبي
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
انه قال : في امتي ابو ذر شبيه عيسى بن مريم في زهده و بعضهم يرويه: من سره ان ينظر الى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر .و من حديث ورقاء و غيره عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال رسول الله 
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
" ما اظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من ابي ذر و من سره ان ينظر الى تواضع عيسى بن مريم فلينظر الى ابي ذر اه  
و في اسد الغابة :
 روي ان النبي محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
قال أبو ذر يمشي على الأرض في زهد عيسى بن مريم .
 و في الاستيعاب في الأسماء:
و روى الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمان بن غنم قال :كنت عند أبي الدرداء إذ دخل رجل من أهل المدينة فساله فقال أين تركت أبا ذر قال بالربذة فقال أبو الدرداء :
 إنا لله و إنا إليه راجعون لو أن أبا ذر قطع مني عضوا ما هجته لما سمعت من رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 يقول فيه (و فيه)في باب الكنى بسنده عن أبي الدرداء أن الرسول
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
قال :ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء اصدق لهجة من أبي ذر قال:
و قال أبو ذر لقد تركنا رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
ما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علما اه
و في الاصابة اخرج الطبراني من حديث أبي الدرداء كان رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
يبتدي‏ء أبا ذر إذا حضر و يتفقده إذا غاب اه

و روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن عبد الله بن عمر:

 سمعت رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول " ما اقلت الغبراء و لا اظلت الخضراء من رجل اصدق من أبي ذر .
و بسنده عن أبي هريرة قال رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
" ما اظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر من سره أن ينظر الى تواضع عيسى بن مريم فلينظر الى أبي ذر .  "

و بسنده عن مالك بن دينار أن النبي
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
" قال أيكم يلقاني على الحال التي أفارقه عليها فقال أبو ذر أنا فقال له النبي
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
صدقت ثم قال ما أظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر من سره أن ينظر الى زهد عيسى بن مريم فلينظر الى أبي ذر

و بسنده عن أبي الدرداء قال رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
"  ما اظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر و
  بسنده عن محمد بن سيرين
 قال رسول الله محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
" ما اقلت الغبراء و لا اظلت الخضراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر ،و بسنده عن علي أنه قال لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر و لا نفسي ثم ضرب بيده الى صدره (قوله)و لا نفسي ان صح حمل على التواضع و هضم النفس و الا فمن الذي لا يخشى في الله لومة لائم مثل علي(عليه السلام ) .
 و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال: قال رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
ما تقل الغبراء و ما تظل الخضراء من ذي لهجة أصدق‏[ و] لا أوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم فقام عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله فنعرف ذلك له قال نعم فاعرفوه له ،
قال هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه، و بسنده عن عبد الله بن عمر سمعت عن أبي الدرداء قال:
قال سمعت النبي
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 يقول: " ما اظلت الخضراء و ما اقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر ، "
و في الدرجات الرفيعة روي
عن النبي محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
" من أراد أن ينظر الى زهد عيسى بن مريم فلينظر الى زهد أبي ذر"

 قال:و أخرج أبو نعيم في حلية الأولياء
عن زيد بن وهب و أبو علي المحمودي المروزي في أماليه أنه
 قال محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
" ما اظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر و في رواية الترمذي :
" اصدق و أوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم "
ثم قال عمر بن الخطاب يا رسول الله أ فنعرف ذلك له فقال نعم فاعرفوه و في رواية المحمودي يعيش وحده و يموت وحده و يبعث وحده و يدخل الجنة وحده .

( و روى) الصدوق في العيون باسناده عن الرضا عن آبائه عن علي  
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
قال :قال رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
" أبو ذر صديق هذه الأمة اه
و قال ابن أبي الحديد في شرح النهج :قد جاء في الاخبار الصحيحة أن رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 قال إن الجنة لتشتاق الى أربعة علي و عمار و أبي ذر و المقداد اه.

زهده
قال الكشي في رجاله :
حدثني علي بن محمد القثيبي‏[ القتيبي‏[ حدثنا الفضل ابن شاذان حدثني أبي عن علي بن الحكم عن موسى بن بكير قال:قال أبو الحسن
عليه السلام
قال أبو ذر من جزى الله عنه الدنيا خيرا
 فجزاها الله عني مذمة بعد رغيفي شعير أتغدى باحدهما و أتعشى بالآخر و بعد شملتي صوف اتزر باحداهما و ارتدي بالأخرى قال و قال ان أبا ذر بكى من خشية الله حتى اشتكى عينيه فخافوا عليهما فقيل له يا أبا ذر لو دعوت الله في عينيك فقال اني عنهما لمشغول و ما عناني اكثر فقيل له و ما شغلك عنهما قال العظيمتان الجنة و النار قال و قيل له عند الموت يا أبا ذر ما مالك قال عملي قالوا أنا نسالك عن الذهب و الفضة قال ما أصبح فلا أمسى و ما أمسى فلا أصبح لنا كندوج (1) الكندوج بفتح الكاف و سكون النون و ضم الدال المهملة و بعد الواو جيم شبه المخزن لفظ معرب .ـالمؤلفـ ندع فيه خير(حر) متاعنا سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول كندوج المرء قبره ،و في الطبقات الكبير لابن سعد بسنده عن عبد الله بن خراش رأيت أبا ذر في مظلة و في رواية في مظلة شعراء و تحته امرأة سحماء .

و بسنده عن محمد سالت ابن أخت لأبي ذر ما ترك أبو ذر فقال ترك تانين و عفوا و أعنزا و ركائب فقال العفو الحمار الذكر و بسنده عن جعفر بن برقان عن غالب بن عبد الرحمن لقيت رجلا قال كنت أصلي مع أبي ذر في بيت المقدس فكان إذا دخل خلع خفيه فاذا بزق أو تنخع تنخع عليهما و لو جمع ما في بيته لكان رداء هذا الرجل أفضل من جميع ما في بيته قال جعفر فذكرت هذا الحديث لمهران بن ميمون فقال ما أراه كان ما في بيته يسوى درهمين و في الاستيعاب روى ابراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال كان قوتي على عهد رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 صاعا من تمر فلست بزائد عليه حتى القى الله
(و في الطبقات )بسنده عن عطاء بن أبي مروان :
أنه رأى أبا ذر في نمرة مؤتزرا بها قائما يصلي قال فقلت يا أبا ذر أ مالك ثوب غير هذه النمرة قال لو كان لي لرأيته علي قال فاني رأيت عليك منذ أيام ثوبين فقال يا بن أخي أعطيتهما من هو أحوج إليهما مني قلت و الله انك لمحتاج أليهما قال اللهم غفرا انك لمعظم الدنيا أ ليس ترى علي هذه البردة و لي أخرى للمسجد و لي أعنز نحلبها و لي أحمرة نحتمل عليها ميرتنا و عندنا من يخدمنا و يكفينا مهنة طعامنا فأي نعمة أفضل مما نحن فيه(و بسنده)عن أبي شعبة قال جاء رجل من قومنا أبا ذر يعرض عليه نفقة فابى أبو ذر أن يأخذ و قال لنا أحمرة نحتمل عليها و أعنز نحلبها و محررة تخدمنا و فضل عباءة عن كسوتنا و اني لأخاف أن أحاسب بالفضل .و بسنده عن عيسى بن عميلة الفزاري قال اخبرني من رأى أبا ذر يحلب غنيمة له فيبدأ بجيرانه و أضيافه قبل نفسه و لقد رأيته ليلة حلب حتى ما بقي في ضروع غنمه شي‏ء إلا مصره و قرب اليهم تمرا و هو يسير ثم تعذر اليهم و قال لو كان عندنا ما هو أفضل من هذا لجئنا به قال:

و ما رأيته ذاق تلك الليلة شيئا. و بسنده عن خالد بن حيان قال:كان أبو ذر و أبو الدرداء في مظلتين من شعر بدمشق .و بسنده عن عبد الله بن خراش الكعبي قال:وجدت أبا ذر في مظلة شعر بالربذة تحته امرأة سحماء فقلت يا أبا ذر تزوج سحماء قال أتزوج من تضعني أحب الي ممن ترفعنيـ الحديث.و بسنده:كسي أبو ذر بردتين فائتزر باحداهما و ارتدى بشملة و كسا احداهما غلامه ثم خرج على القوم فقالوا له:لو كنت لبستهما جميعا كان أجمل!قال أجل،و لكني سمعت رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 يقول : أطعموهم مما تأكلون و ألبسوهم مما تكسون .
 و في حلية الأولياء بسنده عن عبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذر 
 قال: دخلت مع عمي على عثمان !الى ان قال:

ثم قام يعني أبا ذر ـفقال اعزموا دنياكم و دعونا و ربنا و ديننا،و كانوا يقتسمون مال عبد الرحمن بن عوف ،و كان عنده كعب ،فقال عثمان لكعب :ما تقول فيمن جمع هذا المال فكان يتصدق منه و يعطي في السبل و يفعل و يفعل قال اني لارجو له خيرا.فغضب أبو ذر و رفع العصا على كعب و قال: و ما يدريك يا ابن اليهودية ! ليودن صاحب هذا المال يوم القيامة لو كانت عقارب تلسع السويداء من قلبه اه .
و في الدرجات الرفيعة :
روي أنه لما توفي عبد الرحمن بن عوف قال أناس من أصحاب رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
انا نخاف على عبد الرحمن فيما ترك!فقال كعب :و ما تخافون عليه كسب طيبا و أنفق طيبا.فبلغ ذلك أبا ذر رحمة الله عليه، فخرج مغضبا يريد كعبا فمر فلحق عظم بعير فاخذه بيده ثم انطلق يطلب كعبا فقيل لكعب أن أبا ذر يطلبك فخرج هاربا حتى دخل على عثمان يستغيث به و أخبره الخبر فاقبل أبو ذر يقتص الخبر في طلب كعب حتى انتهى الى دار عثمان فلما دخل قام كعب فجلس خلف عثمان هاربا من أبي ذر رحمه الله
فقال أبو ذر ههنه يا ابن اليهودية تزعم أنه لا باس بما ترك عبد الرحمن لقد خرج رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
نحو أحد و انا معه فقال:
 يا أبا ذر فقلت لبيك يا رسول الله فقال الأكثرون هم الاقلون يوم القيامة الا من قال هكذا و هكذا عن يمينه و شماله و فوقه و خلفه و قدامه و قليل ما هم ثم قال يا أبا ذر قلت نعم يا رسول الله بأبي أنت و أمي قال ما سرني أن لي مثل أحد أنفقه في سبيل الله أموت ثم أموت و لا أترك منه قيراطين ثم قال يا أبا ذر أنت تريد الأكثر و أنا أريد الأقل فرسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
يريد هذا و أنت تقول يا ابن اليهودية لا باس بما ترك عبد الرحمن بن عوف كذبت و كذب من قال فلم يرد عليه حرفا حتى خرج ..

(و في حلية الأولياء) بسنده عن عبد الله ابن خراش :

رأيت أبا ذر بالربذة في ظلة له سوداء، له امرأة سحماء،و هو جالس على قطعة جوالق فقيل له انك امرؤ ما يبقى لك ولد. فقال : الحمد لله الذي يأخذهم في دار الفناء و يدخرهم في دار البقاء .
قالوا يا أبا ذر لو اتخذت امرأة غير هذه قال:

لأن أتزوج امرأة تضعني أحب إلي من امرأة ترفعني.فقالوا له لو اتخذت بساطا الين من هذا، قال اللهم غفرا، خذ مما خولت ما بدا لك و بسنده عن أبي أسماء الرحبي أنه دخل على أبي ذر و هو بالربذة ، و عنده امرأة له سوداء شعثة ليس عليها أثر المجاسد و الخلوق، قال فقال ألا تنظرون الى ما تأمرني به هذه السوداء تأمرني أن آتي العراق ، فاذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم،

و أن خليلي عهد إلي أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض و مزلة، و انا ان ناتي عليه و في أحمالنا اقتدار،أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه و نحن مواقير،

 و بسنده عن أبي بكر بن المنكدر قال بعث حبيب بن مسلمة ـو هو أمير الشام إلى أبي ذر بثلاثمائة دينار و قال استعن بها على حاجتك.
فقال أبو ذر :ارجع بها إليه،أ ما وجد أحدا أغر بالله منا، ما لنا الا ظل نتوارى به، و ثلة من غنم تروح علينا، و مولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها ثم اني لاتخوف الفضل(و بسنده)
عن محمد بن سيرين .قال: بلغ الحارث ـرجلا كان بالشام ـمن قريش ـان أبا ذر به عوز، فبعث إليه بثلثمائة دينار.فقال:ما وجد عبد الله تعالى هو أهون عليه مني سمعت رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين يقول:
"من سال و له أربعون فقد الحف"


و لآل أبي ذر أربعون درهما و أربعون شاة(و بسنده)عن أبي ذر قال:
كان قوتي على عهد رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
صاعا، فلا أزيد عليه حتى ألقى الله عز و جل (و بسنده)عن أبي ذر قيل له أ لا تتخذ ضيعة كما اتخذ فلان و فلان قال و ما أصنع بان أكون أميرا، و إنما يكفيني كل يوم شربة ماءـ أو لبنـو في الجمعة قفيز من قمح(و بسنده)عن ثابت ان أبا ذر مر بأبي الدرداء و هو يبني بيتا له.فقال:لقد حملت الصخر على عواتق الرجال فقال:إنما هو بيت ابنيه.فقال له أبو ذر رضي الله تعالى عنه :
مثل ذلك،فقال يا أخي لعلك وجدت علي في نفسك من ذلك.قال :لو مررت بك و أنت في عذرة أهلك كان أحب إلي مما رأيتك فيه(و بسنده)عن أبي ذر انه قال يولدون للموت، و يعمرون للخراب و يحرصون على ما يفنى،و يتركون ما يبقى،الا حبذا المكروهان الموت و الفقر.و بسنده عن أبي ذر انه قال:في المال ثلاثة شركاء:

القدر لا يستامرك أن يذهب بخيرها أو شرها من هلاك أو موت،و الوارث ينتظر أن تضع رأسك ثم يستاقها و أنت ذميم.فان استطعت أن لا تكون أعجز الثلاثة فلا تكونن فان الله عز و جل يقول: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما[ مما ] تحبون" الا و إن هذا الجمل مما كنت احب من مالي،فأحببت ان أقدمه لنفسي .و بسنده عن أبي السليل قال:
جاءت ابنة أبي ذر و عليها مجنبتا صوف سفعاء الخدين و معها قفة لها،فمثلت بين يديه و عنده أصحابه فقالت:يا أبتاه زعم الحارثون و الزراعون أن أفلسك هذه بهرجة!فقال:يا بنية ضعيها فان أباك أصبح بحمد الله ما يملك من صفراء و لا بيضاء الا أفلسه هذه.و بسنده عن أبي ذر قال:ذو الدرهمين أشد حسابا من ذي الدرهم .و روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن أبي ذر انه قال :اني لاقربكم مجلسا من رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
يوم القيامة،و ذلك اني سمعته يقول :


أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيأة ما تركته فيها ،و انه و الله ما منكم من أحد الا و قد تشبث منها بشي‏ء غيري.
و في البحار عن كتاب الحسين بن سعيد عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفرعليه السلام


قال :أتى أبا ذر رجل يبشره بغنم له قد ولدت فقال:يا أبا ذر أبشر فقد ولدت غنمك و كثرت !فقال:ما يسرني كثرتها و ما أحب ذلك،فما قل و كفى أحب الي مما كثر و إلهي!اني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول على حافتي الصراط يوم القيامة الرحم و الأمانة،فاذا مر عليه الوصول للرحم المؤدي للامانة لم يتكفا به في النار اه.

عبادته رضوان الله عليه
روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن أبي عثمان النهدي:
قال رأيت أبا ذر يميد على راحلته و هو مستقبل مطلع الشمس فظننته نائما فدنوت منه فقلت أ نائم أنت يا أبا ذر قال لا بل كنت أصلي
 (و في حلية الأولياء )
بسنده عن محمد بن واسع ان رجلا من البصرة ركب الى أم ذر بعد وفاة أبي ذر يسألها عن عبادة أبي ذر فقال جئتك لتخبريني عن عبادة أبي ذر قالت كان النهار أجمع خاليا يتفكر. و روى الصدوق في الخصال بسنده عن الصادق عليه السلام  قال كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر .

شدة خوفه من الله رضوان الله عليه

في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر قال :
" و الله لو تعلمون ما أعلم ما انبسطتم الى نسائكم و لا تقاررتم على فرشكم، و الله لوددت أن الله عز و جل خلقني يوم خلقني شجرة تعضد و يؤكل ثمرها.
 و روى الصدوق في الخصال بسنده عن الصادق عن أبيه (ع) قال :بكى أبو ذر من خشية الله عز و جل حتى اشتكى بصره،فقيل له يا أبا ذر لو دعوت الله ان يشفي بصرك! فقال:اني عنه لمشغول و ما هو من أكبر همي!قالوا و ما يشغلك عنه قال:العظيمان الجنة و النار اه .و في البحار عن كتاب الحسين بن سعيد عن ابن محبوب عن الثمالي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (ع) قال :إن أبا ذر عير رجلا على عهد النبي
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
بامه فقال له:


يا ابن السوداءـ و كانت أمه سوداءـ فقال له رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
تعيره بامه يا أبا ذر !فلم يزل أبو ذر يمرغ وجهه في التراب و رأسه حتى رضي رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
عنه اه .


في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر ان رجلا أتاه فقال:ان مصدقي عثمان ازدادوا علينا أ نغيب عنهم بقدر ما ازدادوا علينا فقال لا قف ما لك و قل ما كان لكم من حق فخذوه،و ما كان باطلا فذروه،فما تعدوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة و على رأسه فتى من قريش .فقال:أ ما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا فقال:أ رقيب انت علي، فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الصمصمامة ههنا،ثم ظننت اني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله
صلى الله عليه وآله الطاهرين
قبل ان تحتزوا لأنفذتها .

بعض فتاواه رضوان الله عليه

في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر ان رجلا أتاه فقال :
ان مصدقي عثمان ازدادوا علينا أ نغيب عنهم بقدر ما ازدادوا علينا فقال لا قف ما لك و قل ما كان لكم من حق فخذوه، و ما كان باطلا فذروه،فما تعدوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة و على رأسه فتى من قريش .فقال:أ ما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا فقال :
أ رقيب انت علي، فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الصمصمامة ههنا،ثم ظننت اني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
قبل ان تحتزوا لأنفذتها اه .

موالاته لأمير المؤمنين علي عليه السلام
 في كشف الغمة عن أحمد بن مردويه في كتاب المناقب عن محمد بن علي بن رحيم عن الحسن بن الحكم الخيري عن سعد بن عثمان الخزاز عن أبي مريم عن داود بن أبي عوف عن معاوية بن ثعلبة الليثي قال:
أ لا احدثك بحديث لم يختلط قلت بلى! قال: مرض أبو ذر فأوصى إلى علي عليه السلام
فقال بعض من يعوده لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عثمان كان أجمل لوصيتك من علي !
قال و الله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين
 حق أمير المؤمنين!  

و الله انه للربيع الذي يسكن إليه و لو قد فارقكم، لقد أنكرتم الناس و أنكرتم الأرض، قال قلت يا أبا ذر إنا لنعلم أن أحبهم إلى رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين

 أحبهم إليك! قال اجل! قلنا فأيهم أحب إليك قال هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقه،يعني علي بن أبي طالب .

و في شرح النهج لابن أبي الحديد عن أبي جعفر الاسكافي قال روى
محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال:

 " أتيت أبا ذر بالربذة أودعه، فلما أردت الانصراف قال لي و لأناس معي:
" ستكون فتنة فاتقوا الله و عليكم بالشيخ :
 علي بن أبي طالب فاتبعوه " .

بعض اخباره رضوان الله عليه

روى الكليني في روضة الكافي عن شعيب العقرقوفي قلت لأبي عبد الله عليه السلام
 شي‏ء يروى عن أبي ذر رضي الله عنه انه
 كان يقول ثلاث يبغضها الناس و أنا أحبها أحب الموت و أحب الفقر و أحب البلاء. فقال إن هذا ليس على ما ترون إنما عنى بالموت في طاعة الله أحب الي من الحياة في معصية الله،و البلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله، و الفقر في طاعة الله أحب الي من الغنى في معصية الله اه.

و روى الكليني في روضة الكافي بسنده عن أبي عبد اللهعليه السلام قال :

كان رجل بالمدينة يدخل مسجد الرسول
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
فقال: اللهم آنس وحشتي و صل وحدتي و ارزقني جليسا صالحا فاذا هو برجل في أقصى المسجد فسلم عليه و قال له من أنت يا عبد الله فقال أنا أبو ذر فقال الرجل الله أكبر الله أكبر فقال أبو ذر و لم تكبر يا عبد الله فقال إني دخلت المسجد فدعوت الله عز و جل أن يؤنس وحشتي و ان يصل وحدتي و ان يرزقني جليسا صالحا فقال له أبو ذر انا احق بالتكبير منك إذا كنت ذلك الجليس فاني سمعت رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول أنا و انتم على ترعة يوم القيامة حتى يفرغ الناس من الحساب ثم يا عبد الله فقد نهى السلطان عن مجالستي اه. و في لباب الآداب :أورد الامام أبو الحسن يحيى بن نجاح في كتاب سبل الخيرات ان عثمان بن عفان أرسل الى أبي ذر الغفاري صبرة فيها نفقة على يد عبد له و قال ان قبلها فانت حر فاتاه بها فلم يقبلها فقال اقبلها يرحمك الله فان فيها عتقي فقال ان كان فيها عتقك فان فيها رقي و أبي أن يقبلها اه و روى الحميري في المحاسن بسنده عن الصادق
عليه السلام
و قال رؤي أبو ذر يسقي حمارا له بالربذة فقال له بعض الناس :
" أ ما لك يا أبا ذر من يسقي لك هذا الحمار "
فقال سمعت رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول ما من دابة الا و هي تسال كل صباح اللهم ارزقني مليكا صالحا يشبعني من العلف و يرويني من الماء و لا يكلفني فوق طاقتي فانا أحب أن أسقيه بنفسي اه .

خبره في غزوة تبوك رضوان الله عليه

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الله بن مسعود قال لما سار رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 إلى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه ان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم و ان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر و أبطا به بعيره فقال رسول الله ص دعوه ان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم و ان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه فتلوم أبو ذر على بعيره فلما أبطا عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره فخرج يتبع رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 ماشيا و نزل رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 في بعض منازله و نظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله هذا رجل يمشي على الطريق فقال رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
"  كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا يا رسول الله هو و الله أبو ذر فقال رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 " رحم الله أبا ذر يمشي وحده و يموت وحده و يبعث وحده . "
و في تفسير علي بن ابراهيم :كان أبو ذر تخلف عن رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 ثلاثة أيام و ذلك ان جمله كان أعجف فلحق بعد ثلاثة أيام و وقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه و حمل ثيابه على ظهره فلما ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخص مقبل فقال رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
"  كن أبا ذر فقالوا هو أبو ذر فقال رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
أدركوه بالماء فانه عطشان فأدركوه بالماء و وافى أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين
 و معه أداوة فيها ماء فقال رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين

يا أبا ذر معك ماء و عطشت فقال نعم يا رسول الله بأبي أنت و أمي انتهيت الى صخرة و عليها ماء السماء فذقته فاذا هو عذب بارد فقلت لا أشربه حتى يشربه حبيبي رسول الله فقال رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
يا أبا ذر رحمك الله تعيش وحدك و تموت وحدك و تبعث وحدك و تدخل الجنة وحدك يسعد بك قوم يتولون غسلك و تجهيزك و دفنك(الحديث) .

ما روي عنه من الأخبار رضوان الله عليه
في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر قال :
"  لياتين عليكم زمان يغبط الرجل فيه بخفة الحاذ كما يغبط اليوم فيكم أبو عشرة اه. الحاذ الظهر كني به عن قلة المال و الولد . "
و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن المنتصر بن عمارة بن أبي ذر الغفاري عن أبيه عن جده عن رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 " قال إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة و كثرت التجارة و كثر المال و عظم رب المال بماله و كثرت الفاحشة و كانت امارة الصبيان و كثر النساء و جار السلطان و طفف في المكيال و الميزان و يربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولدا له و لا يوقر كبير و لا يرحم صغير و يكثر أولاد الزنا حتى أن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق فيقول أمثلهم في ذلك الزمان لو اعتزلتما عن الطريق و يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك الزمان المداهن. "

ما رواه من المواعظ و الحكم:
 عن رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين

في أسد الغابة بسنده عن ابي ذر عن رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
عن جبريل (عليه السلام )
عن الله تبارك و تعالى انه قال :
" يا عبادي اني قد حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظلموا يا عبادي إنكم تخطئون بالليل و النهار و انا الذي أغفر الذنوب و لا أبالي‏[ أبالى‏ ] فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي كلكم جائع الا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم.
يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني أكسكم،يا عبادي لو ان اولكم و آخركم و أنسكم و جنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو ان أولكم و آخركم و انسكم و جنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو ان أولكم و آخركم و انسكم و جنكم كانوا في صعيد واحد فسالوني فأعطيت كل انسان ما سال لم ينقص ذلك من ملكي شيئا الا كما ينقص البحر ان يغمس فيه المخيط غمسة واحدة يا عبادي إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه  " ..انتهى
(و روى) الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي ذر عن رسول الله
صلى الله عليه وآله الطاهرين
خالقوا الناس بأخلاقهم و خالفوهم في أعمالهم . (و بسنده)عن صدقة بن أبي عمران بن حطان قال أتيت أبا ذر فوجدته في المسجد محتبئا بكساء اسود وحده فقلت يا أبا ذر ما هذه الوحدة فقال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول الوحدة خير من جليس السوء و الجليس الصالح خير من الوحدة و إملاء الخير خير من السكوت و السكوت خير من إملاء الشر .

و في الطبقات الكبير بسنده عن أبي ذر :
أوصاني خليلي بسبع أمرني بحب المساكين و الدنو منهم و أمرني ان انظر إلى من هو دوني و لا انظر الى من هو فوقي و أمرني ان لا أسال أحدا شيئا و أمرني ان أصل الرحم و ان أدبرت و أمرني ان أقول الحق و ان كان مرا و أمرني ان لا أخاف في الله لومة لائم و أمرني ان أكثر من لا حول و لا قوة الا بالله فأنهن من كنز تحت العرش .

و بسنده عن أبي ذر قال:
"  ان خليلي عهد إلي أن اي مال ذهب او فضة أو كي عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله .
و بسنده عن أبي ذر انه قال ليس من وعى ذهبا او فضة يوكي عليه إلا و هو يتلظى على صاحبه و في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر ان خليلي
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 عهد الي أنه ايما ذهب او فضة او كي‏ء عليه فهو جمر على صاحبه حتى ينفقه في سبيل الله عز و جل .

و بسنده عن أبي ذر : نبي الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 يتلو علي هذه الآية:
 (و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب)
 عن أبي ذر قال رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 يا أبا ذر اني لأعلم آية لو اخذ الناس بها لكفتهم
(و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب)
 فما زال يقولها و يعيدها علي.

وصايا النبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين  
لأبي ذر رضوان الله عليه

روى الصدوق في الخصال و معاني الأخبار بسنده عن عتبة بن عمير الليثي عن أبي ذر ،و رواه ابو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء بأسانيده عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر و اللفظ بحلية الأولياء قال ابو ذر
  دخلت المسجد و إذا رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
جالس وحده فجلست إليه فقال " يا أبا ذر إن للمسجد تحية و إن تحيته ركعتان فقم فأركعهما " فقال فقمت فركعتهما ثم عدت فجلست إليه فقلت
يا رسول الله انك أمرتني بالصلاة فما الصلاة قال"خير موضوع استكثر أو استقل"قلت يا رسول الله فأي الأعمال أفضل قال:
" إيمان بالله عز و جل، و جهاد في سبيله "
قال قلت يا رسول الله فأي المؤمنين أكملهم إيمانا قال:
"أحسنهم خلقا "
قال قلت يا رسول الله فأي المؤمنين اسلم قال :
"من سلم الناس من لسانه و يده"

قال:قلت يا رسول الله فأي الهجرة أفضل قال:
"من هجر السيئات"
قال:قلت يا رسول الله فأي الصلاة أفضل قال :
"  طول القنوت "
قال قلت يا رسول الله فما الصيام قال :
"فرض مجز و عند الله أضعاف كثيرة"
قال:قلت يا رسول الله فاي الجهاد أفضل قال :
"من عقر جواده و أهريق دمه"
قال:قلت يا رسول الله فاي الرقاب أفضل قال"أغلاها ثمنا و أنفسها عند ربها"
قال:

قلت يا رسول الله فأي الصدقة أفضل قال:
"جهد من مقل يسر إلى فقير"

قلت يا رسول الله أوصني! قال :
" أوصيك بتقوى الله فانه رأس الأمر كله"

قلت يا رسول الله زدني! قال "عليك بتلاوة القرآن فان‏[ فانه‏] 
نور لك في الأرض و ذكر لك في السماء"قلت يا رسول الله زدني!
قال
"إياك و كثرة الضحك فانه يميت القلب و يذهب بنور الوجه"
قلت يا رسول الله زدني!قال :
"عليك بالجهاد فانه رهبانية امتي"
قلت يا رسول الله زدني !قال :
"أحب المساكين و جالسهم"
قلت:يا رسول الله زدني!قال :
"انظر إلى من تحتك و لا تنظر إلى من فوقك فانه أجدر ان لا تزدري نعمة الله عندك" قلت زدني يا رسول الله ! قال " صل قرابتك و ان قطعوك
"قلت يا رسول الله زدني قال :
"لا تخف في الله تعالى لومة لائم"قلت يا رسول الله زدني قال:
"قل الحق و ان كان مرا" 
قلت يا رسول الله زدني،قال:
"يردك عن الناس ما تعرف من نفسك،و لا تجد عليهم فيما تأتي، و كفى به عيبا ان تعرف من الناس ما تجهل من نفسك،
 او تجد عليهم فيما تأتي".
ثم ضرب بيده على صدري فقال"يا أبا ذر !لا عقل كالتدبير،و لا ورع كالكف،و لا حسب كحسن الخلق" . و روى الحميري في قرب الاسناد بسنده عن ابي ذر قال :أوصاني رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 بسبع:أوصاني ان لا انظر الى من هو فوقي،و أوصاني بحب المساكين و الدنو منهم،و أوصاني ان لا أسال أحدا شيئا، و أوصاني أن أقول الحق و ان كان مرا،
و أوصاني ان أصل رحمي و ان أدبرت، و أوصاني ان لا أخاف في الله لومة لائم،و أوصاني ان استكثر من قول لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم فانها من كنوز الجنة .

وصية النبي الطويلة لأبي ذر رضوان الله عليه

و هذه الوصية رواها الطبرسي في مكارم الأخلاق و الشيخ الطوسي في اماليه باسنادهما الى ابي حرب بن ابي الأسود الدؤلي عن ابيه،و أوردها ورام في مجموعته مرسلة عن ابي حرب عن ابيه،و قد كرر لفظ يا أبا ذر في اول كل جملة من هذه الوصية و نحن حذفناه اختصارا فليعلم ذلك.

قال ابو الأسود الدؤلي :قدمت الربذة فدخلت على ابي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه فحدثني ابو ذر قال:
" دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله
 محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 في مسجده فلم ار في المسجد احدا من الناس الا رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
و علي إلى جانبه،فاغتنمت خلوة المسجد فقلت يا رسول الله بأبي انت و أمي اوصني بوصية ينفعني الله بها!فقال نعم و أكرم بك يا أبا ذر انك من أهل البيت و اني موصيك بوصية فأحفظها فانها جامعة لطرق الخير و سبله فانك ان حفظتها كان لك بها كفل:

" اعبد الله كأنك تراه فان كنت لا تراه فانه يراك،و اعلم ان اول عبادة الله المعرفة به انه الله الأول قبل كل شي‏ء فلا شي‏ء قبله و الفرد فلا ثاني له و الباقي لا الى غاية فاطر السماوات و الأرض و ما فيهما و ما بينهما من شي‏ء و هو الله اللطيف الخبير و هو على كل شي‏ء قدير،ثم الايمان به و الإقرار بان الله تعالى أرسلني الى كافة الناس بشيرا و نذيرا و داعيا الى الله بإذنه و سراجا منيرا،ثم حب اهل بيتي الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و اعلم ان الله عز و جل جعل اهل بيتي في امتي كسفينة نوح من ركبها نجا و من رغب عنها غرق و مثل باب حطة في بني اسرائيل من دخله كان آمنا.احفظ ما اوصيك به تكن سعيدا في الدنيا و الآخرة.نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ.اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك و صحتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك.اياك و التسويف باملك فانك بيومك و لست بما بعده فان يكن غد لك فكن في الغد كما كنت في اليوم و ان لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم،كم مستقبل يوما لا يستكمله و منتظر غدا لا يبلغه،لو نظرت الى الأجل و مصيره لا بغضت الأمل و غروره،كن كانك في الدنيا كعابر سبيل و عد نفسك من أصحاب القبور .إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء و إذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح و خذ من صحتك قبل سقمك و من حياتك قبل موتك فانك لا تدري ما اسمك غدا،اياك ان تدركك الصرعة عند العثرة فلا تقال العثرة و لا تمكن من الرجعة و لا يحمدك من خلفت بما تركت و لا يعذرك من تقدم عليه بما اشتغلت به،كن على عمرك اشح منك على درهمك و دينارك،هل ينتظر احدكم الا غنى مطغيا او فقرأ منسيا او مرضا مفسدا او هرما منفذا او موتا محيرا او الدجال فانه شر غائب ينتظر او الساعة فالساعة أدهى و امر،ان شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه و من طلب علما ليصرف به وجوه الناس اليه لم يجد ريح الجنة،من ابتغى العلم ليخدع به الناس لم يجد ريح الجنة،إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل لا اعلمه تنج من تبعته و لا تفت بما لا علم لك به تنج من عذاب الله يوم القيامة.يطلع قوم من اهل الجنة الى قوم من اهل النار فيقولون ما ادخلكم النار و قد دخلنا الجنة لفضل تاديبكم و تعليمكم فيقولون انا كنا نامر بالخير و لا نفعله.ان حقوق الله جل ثناؤه اعظم من ان يقوم بها العباد و ان نعم الله اكثر من ان يحصيها العباد و لكن امسوا و أصبحوا تائبين.انكم في ممر الليل و النهار في آجال منقوصة و اعمال محفوظة و الموت ياتي بغتة من يزرع خيرا يوشك ان يحصد خيرا و من يزرع شرا يوشك ان يحصد ندامة و لكل زارع مثل ما زرع،و لا يسبق بطي‏ء بحظه و لا يدرك حريص ما لم يقدر له،و من اعطي خيرا فان الله اعطاه و من وقي شرا فان الله وقاه.المتقون سادة و الفقهاء قادة و مجالسهم زيادة،ان المؤمن ليرى ذنبه كانه تحت صخرة يخاف ان تقع عليه،و ان الكافر ليرى ذنبه كانه ذباب مر على انفه.ان الله تبارك و تعالى إذا اراد بعبد خيرا جعل الذنوب بين عينيه ممثلة الاثم عليه ثقيلا وبيلا و إذا اراد بعبد شرا انساه ذنوبه.لا تنظر الى صغر الخطيئة و لكن انظر الى من عصيت،ان نفس المؤمن اشد ارتكاضا من الخطيئة من العصفور حين يقذف به في شركه.من وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه،و من خالف قوله فعله فانما يوبخ نفسه.

ان الرجل ليحرم رزقه بالذنب يصيبه.دع ما لست منه في شي‏ء و لا تنطق فيما لا يعنيك،و اخزن لسانك كما تخزن ورقك.ان الله جل ثناؤه ليدخل قوما الجنة فيعطيهم حتى يملوا و فوقهم قوم في الدرجات العلى فاذا نظروا اليهم عرفوهم فيقولون ربنا اخواننا كنا معهم في الدنيا فبم فضلتهم علينا فيقال هيهات هيهات انهم كانوا يجوعون حين تشبعون و يظماون حين تروون و يقومون حين تنامون و يشخصون حين تحفظون.جعل الله ثناءه قرة عينى في الصلاة و حبب إلي الصلاة كما حبب الى الجائع الطعام و الى الظمآن الماء و ان الجائع إذا اكل شبع و ان الظمآن إذا شرب روي و انا لا اشبع من الصلاة.ايما رجل تطوع في يوم و ليلة اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة كان له حقا واجبا بيت في الجنة.ما دمت في الصلاة فانك تقرع باب الملك الجبار و من يكثر قرع باب الملك يفتح له.ما من مؤمن يقوم مصليا الا تناثر عليه البر ما بينه و بين العرش و وكل به ملك ينادي: يا بن آدم لو تعلم ما لك في الصلاة و من تناجي ما انفتلت،
طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة يحملونها فيسبقون الناس الى الجنة الا و هم السابقون الى المساجد بالأسحار و غير الأسحار.
الصلاة عماد الدين و اللسان اكبر.

و الصدقة تمحو الخطيئة و اللسان اكبر و الصوم جنة من النار و الجهاد نباهة و اللسان اكبر.الدرجة في الجنة كما بين السماء و الأرض و ان العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره فيفزع لذلك فيقول ما هذا فيقال هذا نور اخيك فيقول اخي فلان كنا نعمل جميعا في الدنيا و قد فضل علي هكذا فيقال له انه كان أفضل منك عملا ثم يجعل في قلبه الرضى حتى يرضى.

الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر و ما أصبح فيها مؤمن الا حزينا فكيف لا يحزن المؤمن و قد اوعده الله جل ثناؤه انه وارد جهنم و لم يعده انه صادر عنها و ليقين امراضا و مصيبات و امورا تغيظه و ليظلمن فلا ينتصر يبتغي ثوابا من الله تعالى فما يزال فيها حزينا حتى يفارقها فاذا فارقها أفضى الى الراحة و الكرامة.ما عبد الله عز و جل بمثل طول الحزن .من اوتي من العلم ما لا يبكيه لحقيق ان يكون قد اوتي علم ما لا ينفعه لأن الله نعت العلماء فقال جل و عز: (ان الذين اوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا و يقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا و يخرون للأذقان يبكون و يزيدهم خشوعا) .من استطاع ان يبكي فليبك و من لم يستطع فليشعر قلبه الحزن و ليتباك ان القلب القاسي بعيد من الله تعالى و لكن لا تشعرون.ما من خطيب الا عرضت عليه خطبته يوم القيامة و ما اراد بها.

يقول الله تبارك و تعالى:
لا اجمع على عبدي خوفين و لا اجمع له امنين فاذا أمنني في الدنيا اخفته يوم القيامة و إذا خافني في الدنيا امنته يوم القيامة.
لو أن رجلا كان له كعمل سبعين نبيا لاحتقره و خشى أن لا ينجو من شر يوم القيامة.
ان العبد ليعرض عليه ذنوبه يوم القيامة فيمر بذنب من ذنوبه فيقول اما اني كنت مشفقا فيغفر له.ان الرجل يعمل الحسنة فيتكل عليها و يعمل المحقرات حتى ياتي الله عليه و هو عليه غضبان،و ان الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها فياتي الله تعالى عز و جل آمنا يوم القيامة.ان العبد ليذنب فيدخل بذنبه ذلك الجنة،فقلت و كيف ذلك بأبي انت و أمي يا رسول الله قال يكون الذنب ذلك نصب عينيه تائبا منه فارا الى الله عز و جل حتى يدخل الجنة.ان الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد و العاجز من اتبع نفسه هواها و تمنى على الله عز و جل الأماني.اول شي‏ء يرفع من هذه الأمة الأمانة و الخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا،و الذي نفس محمد بيده لو ان الدنيا كانت تعدل عند الله جناح بعوضة او ذباب ما سقى الكافر و الفاجر منها شربة من ماء.الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ما ابتغى به وجه الله،ما من شي‏ء ابغض الى الله تعالى من الدنيا خلقها ثم اعرض عنها فلم ينظر اليها و لا ينظر اليها حتى تقوم الساعة،و ما من شي‏ء احب الى الله تعالى من ايمان به و ترك ما امر بتركه.ان الله تبارك و تعالى اوحى الى اخي عيسى عليه السلام :
يا عيسى لا تحب الدنيا فاني لست احبها و احب الآخرة فانما هي دار القرار.ان جبرائيل اتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء فقال لي يا محمد هذه خزائن الدنيا و لا ينقصك من حظك عند ربك!فقلت يا حبيبي جبرائيل لا حاجة لي فيها إذا شبعت شكرت ربي و إذا جعت سالته .إذا اراد الله عز و جل بعبد خيرا فقهه في الدين و زهده في الدنيا و بصره بعيوب نفسه،ما زهد عبد في الدنيا الا اثبت الله الحكمة في قلبه و انطق بها لسانه و بصره عيوب الدنيا و داءها و دواءها و أخرجه منها سالما الى دار السلام.إذا رأيت اخاك قد زهد في الدنيا فاستمع منه فانه يلقي اليك الحكمة،فقلت يا رسول الله من ازهد الناس قال من لم ينس المقابر و البلى و ترك فضل زينة الدنيا و آثر ما يبقى على ما يفنى و لم يعد غدا من ايامه و عد نفسه في الموتى.ان الله تبارك و تعالى لم يوح الي ان اجمع المال و لكن اوحى الي ان سبح بحمد ربك و كن من الساجدين و اعبد ربك حتى ياتيك اليقين.اني البس الغليظ و أجلس على الأرض و ألعق أصابعي و اركب الحمار بغير سرج و اردف خلفي،فمن رغب عن سنتي فليس مني.حب المال و الشرف اذهب لدين الرجل من ذئبين ضاريين في زربة الغنم فاغارا فيها حتى أصبحا فما ذا ابقيا منها!قلت يا رسول الله الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيرا هم يسبقون الناس الى الجنة فقال لا و لكن فقراء المسلمين فانهم يتخطون رقاب الناس فيقول لهم خزنة الجنة كما انتم تحاسبون فيقولون بم نحاسب فوالله ما ملكنا فنجور و نعدل و لا افيض علينا فنقبض و نبسط،و لكنا عبدنا ربنا حتى دعانا فاجبنا.ان الدنيا مشغلة للقلوب و الأبدان و ان الله تبارك و تعالى سائلنا عما نعمنا في حلاله فكيف بما نعمنا في حرامه .اني قد دعوت الله جل ثناؤه ان يجعل رزق من يحبني الكفاف و ان يعطي من يبغضني كثرة المال و الولد.طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة الذين اتخذوا ارض الله بساطا و ترابها فراشا و ماءها طيبا،و اتخذوا كتاب الله شعارا و دعاءه دثارا يقرضون الدنيا قرضا .حرث الآخرة العمل الصالح و حرث الدنيا المال و البنون.ان ربي اخبرني فقال:
و عزتي و جلالي ما أدرك العابدون درك البكاء و اني لأبني لهم في الرفيق الأعلى قصرا لا يشاركهم فيه احد  "
 قال قلت يا رسول الله اي المؤمنين أكيس قال:أكثرهم للموت ذكرا و اكثرهم له استعدادا .إذا دخل النور القلب انفسخ القلب و استوسع، قلت : فما علامة ذلك بأبي أنت و أمي يا رسول الله قال:
الإنابة إلى دار الخلود و التجافي عن دار الغرور و الاستعداد للموت قبل نزوله .اتق الله و لا تر الناس انك تخشى الله فيكرموك و قلبك فاجر.
ليكن لك في كل شي‏ء نية حتى في النوم و الأكل. ليعظم جلال الله في صدرك فلا تذكره كما يذكره الجاهل عند الكلب اللهم اخزه و عند الخنزير اللهم أخزه ان لله ملائكة قياما من خيفته ما رفعوا رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة فيقولون جميعا:

سبحانك و بحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك ان تعبد "
 و لو كان لرجل عمل سبعين نبيا لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ،و لو ان دلوا صبت من غسلين في مطلع الشمس لغلت منه جماجم من في مغربها،و لو زفرت جهنم زفرة لم يبق ملك مقرب و لا نبي مرسل الا خر جاثيا لركبتيه يقول رب نفسي نفسي حتى ينسى ابراهيم إسحاق
عليه السلام
 يقول: يا رب أنا خليلك ابراهيم فلا تنسني .
 لو ان المرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضي‏ء القمر ليلة البدر،و لوجد ريح نشرها جميع اهل الأرض،
و لو ان ثوبا من ثياب اهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر اليه و ما حملته أبصارهم.اخفض صوتك عند الجنائز و عند القتال و عند القرآن .إذا اتبعت جنازة فليكن عقلك فيها التفكر و الخشوع و اعلم انك لاحق به.اعلم ان كل شي‏ء إذا فسد فالملح دواؤه و إذا فسد الملح فليس له دواء .(قال الشيخ هذا المثل لعلماء السوء)و اعلم ان فيكم خصلتين الضحك من غير عجب و الكسل من غير سهر.ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة و القلب ساه.الحق ثقيل مر و الباطل خفيف حلو،و رب شهوة ساعة تورث حزنا طويلا.لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس كلهم في جنب الله تبارك و تعالى امثال الأباعر ثم يرجع إلى نفسه فيكون هو احقر حاقر لها.لا تصيب حقيقة الايمان حتى ترى الناس كلهم حمقى في دينهم عقلاء في دنياهم.

حاسب نفسك قبل ان تحاسب فهو أهون لحسابك غدا و زن نفسك قبل ان توزن و تجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفي على الله خافية.استح من الله فاني و الذي نفسي بيده لأظل حين اذهب الى الغائط متقنعا بثوبي استحي من الملكين اللذين معي.أ تحب ان تدخل الجنة قلت نعم فداك ابي!قال:فاقصر الأمل و اجعل الموت نصب عينيك،و استح من الله حق الحياء،قال:قلت يا رسول الله كلنا نستحي من الله، فقال ليس كذلك الحياء،و لكن الحياء ان لا تنسى المقابر و البلى و الجوف و ما وعى و الرأس و ما حوى، و من اراد كرامة الاخرة فليدع زينة الدنيا فاذا كنت كذلك أصبت ولاية الله.يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح.مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر.ان الله يصلح بصلاح العبد ولده و ولد ولده و يحفظه في دويرته و الدور حوله ما دام فيهم.ان ربك عز و جل يباهي الملائكة بثلاثة نفر رجل في ارض قفر فيؤذن ثم يقيم ثم يصلي،فيقول ربك للملائكة:انظروا الى عبدي يصلي و لا يراه احد غيري،فينزل سبعين ألف ملك يصلون وراءه و يستغفرون له الى الغد من ذلك اليوم،و رجل قام من الليل فصلى وحده فسجد و نام و هو ساجد فيقول الله تعالى انظروا الى عبدي روحه عندي و جسده في طاعتي ساجد، و رجل في زحف يفر أصحابه و ثبت و هو يقاتل حتى يقتل.ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض الا شهدت له بها يوم القيامة،و ما منزل ينزله قوم الا و أصبح ذلك المنزل يصلي عليهم او يلعنهم.ما من صباح و لا رواح الا و بقاع الأرض ينادي بعضها بعضا:يا جارتي هل مر بك ذاكر لله تعالى او عبد وضع جبهته عليك ساجدا لله،فمن قائلة لا و من قائلة نعم،فاذا قالت نعم اهتزت و انشرحت و ترى ان لها الفضل على جارتها .ان الأرض لتبكي على المؤمن إذا مات اربعين صباحا.إذا كان العبد في ارض قيـيعني قفرـ فتوضا او تيمم ثم أذن فاقام و صلى امر الله عز و جل الملائكة فصفوا خلفه صفا لا يري طرفاه يركعون بركوعه و يسجدون بسجوده و يؤمنون على دعائه.من اقام و لم يؤذن لم يصل معه الا ملكاه اللذان معه.ما من شاب يدع لله الدنيا و لهوها و أهرم شبابه في طاعة الله الا اعطاه الله اجر اثنين و سبعين صديقا.الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارين.الجليس الصالح خير من الوحدة و الوحدة خير من جليس السوء و املاء الخير خير من السكوت و السكوت خير من املاء الشر.لا تصاحب الا مؤمنا و لا ياكل طعامك الا تقي و لا تاكل طعام الفاسقين أطعم طعامك من تحبه في الله و كل طعام من يحبك في الله عز و جل.ان الله عز و جل عند لسان كل قائل فليتق الله امرؤ و ليعلم ما يقول.اترك فضول الكلام،و حسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك.

كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما يسمع.ما من شي‏ء أحق بطول السجن من اللسان.ان من اجلال الله تعالى اكرام ذي الشيبة المسلم و اكرام حملة القرآن العاملين و اكرام السلطان المقسط .ما عمل من لم يحفظ لسانه.لا يزال العبد يزداد من الله بعدا ما سي‏ء خلقه.الكلمة الطيبة صدقة و كل خطوة تخطوها الى الصلاة صدقة.من اجاب داعي الله و أحسن عمارة مساجد الله كان ثوابه من الله الجنة،فقلت بأبي انت و امي يا رسول الله كيف تعمر مساجد الله قال:لا ترفع فيها الأصوات و لا يخاض فيها بالباطل و لا يشترى فيها و لا يباع،و اترك اللغو ما دمت فيها،فان لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة الا نفسك ان الله تعالى يعطيك ما دمت جالسا في المسجد بكل نفس تتنفس فيه درجة في الجنة،و تصلي عليك الملائكة و تكتب لك بكل نفس تنفست فيه عشر حسنات،و يمحى عنك عشر سيئات.أ تعلم في اي شي‏ء أنزلت الآية
"اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون"
قلت:لا فداك أبي و امي! قال في انتظار الصلاة خلف الصلاة
(كذا)
إسباغ الوضوء في المكارة من الكفارات و كثرة الاختلاف الى المساجد فذلكم الرباط.يقول الله تبارك و تعالى ان احب العباد الي المتحابون بجلالي المتعلقة قلوبهم بالمساجد و المستغفرون بالاسحار أولئك إذا أردت بأهل الأرض عقوبة ذكرتهم فصرفت العقوبة عنهم.كل جلوس في المسجد لغو الا ثلاثة:قراءة مصل او ذاكر لله او سائل عن علم.كن بالعمل بالتقوى اشد اهتماما منك بالعمل فانه لا يقبل عملا الا بالتقوى،و كيف تقل عمل يتقبل يقول الله عز و جل انما يتقبل الله من المتقين .لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه اشد من محاسبة الشريك شريكه فيعلم من اين مطعمه و من اين مشربه و من أين ملبسه أ من حل ذلك ام من حرام.من لم يبال من اين اكتسب المال لم يبال الله عز و جل من اين ادخله النار.من سره ان يكون اكرم الناس فليثق‏[ فليتق‏]
الله عز و جل
.ان أحبكم الى الله جل ثناؤه اكثركم ذكرا له و أكرمكم
عند الله عز و جل
 اتقاكم له و أنجاكم من عذاب الله أشدكم له خوفا.ان المتقين الذين يتقون الله عز و جل من الشي‏ء الذي لا يتقى منه خوفا من الدخول في الشبهة.من اطاع الله عز و جل فقد ذكر الله و ان قلت صلاته و صيامه و تلاوته القرآن .اصل الدين الورع و رأسه الطاعة.

كن ورعا تكن اعبد الناس و خير دينكم الورع.فضل العلم خير من فضل العبادة و اعلم انكم لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا و صمتم حتى تكونوا كالأوتار ما ينفعكم الا بورع.ان أهل الورع و الزهد في الدنيا هم أولياء الله حقا.من لم يات يوم القيامة بثلاث فقد خسر قلت و ما الثلاث فداك ابي و امي قال ورع يحجزه عن ما حرم الله عز و جل عليه و حلم يرد به جهل السفيه و خلق يداري به الناس .ان سرك ان تكون اقوى الناس فتوكل على الله و ان سرك ان تكون اكرم الناس فاتق الله و ان سرك ان تكون أغنى الناس فكن بما في يد الله عز و جل أوثق منك بما في يديك.لو ان الناس كلهم اخذوا بهذه الآية لكفتهم و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره .يقول الله جل ثناؤه و عزتي و جلالي لا يؤثر عبدي هواي على هواه الا جعلت غناه في نفسه و همومه في آخرته و ضمنت السماوات و الأرض رزقه و كففت عليه ضيعة(كذا)و كنت له من وراء تجارة كل تاجر.لو ان ابن آدم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت.الا أعلمك كلمات ينفعك الله عز و جل بهن قلت بلى يا رسول الله !قال احفظ الله تجده امامك،تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، و إذا سالت فاسال الله عز و جل و إذا استعنت فاستعن بالله فقد جرى القلم بما هو كائن الى يوم القيامة فلو ان الخلق كلهم جهدوا ان ينفعوك بشي‏ء لم يكتب لك ما قدروا عليه،و لو جهدوا ان يضروك بشي‏ء لم يكتبه الله عليك ما قدروا عليه،فان استطعت ان تعمل
لله عز و جل
 بالرضى و اليقين فافعل و ان لم تستطع فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا،و ان النصر مع الصبر و الفرج مع الكرب و ان مع العسر يسرا.استغن بغنى الله يغنك الله، فقلت ما هو يا رسول الله قال غداء يوم و عشاء ليلة فمن قنع بما رزقه الله فهو أغنى الناس .ان الله عز و جل يقول:اني لست كلام الحكيم اتقبل و لكن همه و هواه فان كان همه و هواه فيما أحب و ارضى جعلت صمته حمدا لي و وقارا و ان لم يتكلم.ان الله تبارك و تعالى لا ينظر الى صوركم و لا الى أموالكم و لكن ينظر إلى قلوبكم و اعمالكم.التقوى ههنا التقوى ههنا ـ و أشار إلى صدره.اربع لا يصيبهن إلا مؤمن:الصمت و هو أول العبادة، و التواضع لله سبحانه،و ذكر الله تعالى على كل حال،و قلة الشي‏ءـيعني قلة المالـهم بالحسنة و ان لم تعملها لكي لا تكتب من الغافلين.من ملك ما بين فخذيه و بين لحييه دخل الجنة،قلت:يا رسول الله انا لنؤخذ بما تنطق به ألسنتنا!

فقال و هل يكب الناس على مناخرهم في النار الا حصايد ألسنتهم،انك لا تزال سالما ما سكت فاذا تكلمت كتب لك او عليك.ان الرجل يتكلم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها فيهوي في جهنم ما بين السماء و الأرض.ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له.

من صمت نجا فعليك بالصدق و لا تخرجن من فيك كذبة ابدا،قلت يا رسول الله فما توبة الرجل الذي يكذب متعمدا فقال:الاستغفار و صلاة الخمس تغسل ذلك.ايا[ اياك‏[ و الغيبة فان الغيبة اشد من الزنا،قلت يا رسول الله و لم ذاك بأبي انت و امي قال لأن الرجل يزني فيتوب الى الله فيتوب الله عليه،و الغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها.سباب المسلم فسوق و قتاله كفر و اكل لحمه من معاصي الله و حرمة ماله كحرمة دمه،قلت يا رسول الله و ما الغيبة قال ذكرك اخاك بما يكره!قلت يا رسول الله فان كان فيه ذاك الذي يذكر به قال اعلم انك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته و إذا ذكرته بما ليس فيه بهته.من ذب عن اخيه المسلم الغيبة كان حقا على الله عز و جل ان يعتقه من النار.من اغتيب عنده اخوه المسلم و هو يستطيع نصره فنصره نصره الله عز و جل في الدنيا و الآخرة،فان خذلهـو هو يستطيع نصره ـخذله الله في الدنيا و الآخرة.لا يدخل الجنة قتات،قلت و ما القتات قال النمام .صاحب النميمة لا يستريح من عذاب
 الله عز و جل
في الآخرة.من كان ذا وجهين و لسانين في الدنيا فهو ذو لسانين في النار.

المجالس بالامانة و إفشاء سر اخيك خيانة فاجتنب ذلك و اجتنب مجلس العشيرة(الشعيرة).تعرض اعمال اهل الدنيا على الله من الجمعة الى الجمعة في يوم الاثنين و الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن الا عبدا كان بينه و بين اخيه شحناء،فيقال:اتركوا عمل هذين حتى يصطلحا.ايا[ اياك‏[

و هجران أخيك فان العمل لا يتقبل مع الهجران.انهاك عن الهجران و ان كنت لا بد فاعلا فلا تهجره ثلاثة ايام كملا فمن مات فيها مهاجرا لأخيه كانت النار اولى به.من احب ان يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار.و من مات و في قلبه مثقال ذرة من كبر لم يجد رائحة الجنة الا ان يتوب قبل ذلك،فقال رجل:يا رسول الله اني ليعجبني الجمال حتى وددت ان علاقة سوطي و قبال نعلي حسن فهل يرهب علي ذلك قال كيف تجد قلبك قال اجده عارفا للحق مطمئنا اليه،قال:ليس ذلك بالكبر، و لكن الكبر ان تترك الحق و تتجاوزه الى غيره و تنظر الى الناس و لا ترى ان احدا عرضه كعرضك و لا دمه كدمك.أكثر من يدخل النار المستكبرون، فقال رجل و هل ينجو من الكبر احد يا رسول الله قال نعم من لبس الصوب‏[ الصوف‏[ و ركب الحمار و حلب العنز و جالس المساكين.و من حمل بضاعته فقد بري‏ء من الكبرـيعني ما يشتري من السوقـ.من جر ثوبه خيلاء لم ينظر
الله عز و جل
 اليه يوم القيامة.من كان له قميصان فليلبس احدهما و ليكس الآخر اخاه.سيكون ناس من امتي يولدون في النعيم و يغذون به همتهم الوان الطعام و الشراب و يمدحون بالقول اولئك شرار امتي.من ترك لبس الجمالـو هو يقدر عليهـتواضعا لله عز و جل فقد لبس حلة الكرامة.طوبى لمن تواضع لله تعالى في غير منقصة و أذل نفسه في غير مسكنة و انفق مالا جمعه في غير معصية و رحم اهل الذل و المسكنة و خالط اهل الفقه و الحكمة،طوبى لمن صلحت سريرته و حسنت علانيته و عزل عن الناس شره،طوبى لمن عمل بعمله‏[ بعلمه‏] و انفق الفضل من ماله و امسك الفضل من قوله.البس الخشن من اللباس و الصفيق من الثياب لئلا يجد الفخر فيك مسلكا.يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف صيفهم و شتاءهم يرون ان لهم الفضل بذلك على غيرهم اولئك يلعنهم ملائكة السماوات و الارض.أ لا اخبرك باهل الجنة قلت بلى يا رسول الله قال كل أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه به لو اقسم على الله لأبره.
مواعظه و حكمه رضوان الله عليه
في حلية الأولياء بسنده عن ابي ذر انه قال:
من اراد الجنة فليصمد صمدها(و بسنده)عن ابي ذر هل ترى الناس ما اكثرهم ما فيهم خير الا تقي او تائب.(و بسنده)ان رجلا رأى أبا ذر و هو يتبوء مكانا فقال له ما تريد يا أبا ذر فقال اطلب موضعا انام فيه نفسي هذه مطيتي ان لم ارفق بها لم تبلغني(و من مواعظه)ما في حلية الأولياء و الدرجات الرفيعة و بينهما شي‏ء من التفاوت و نحن نجمع بين لفظي الروايتين فنذكر ما في الحلية و نزيد عليه ما في الدرجات و ما لا يمكن جمعه نذكره في الحاشية(ففي الحلية )بسنده المتصل الى سفيان الثوري قال قام ابو ذر الغفاري عند الكعبة فقال(و في الدرجات الرفيعة )روي عن ابي جعفر(ع) قال قام ابو ذر بباب الكعبة فقال أيها الناس انا جندب بن جنادة الغفاري هلموا الى الأخ الناصح الشفيق فاكتنفه الناس(فقالوا دعوتنا فانصح لنا)فقال أ رأيتم لو ان احدكم اراد سفرا أ ليس يتخذ من الزاد ما يصلحه و يبلغه قالوا بلى،قال فسفر طريق القيامة ابعد ما تريدون فما بالكم لا تتزودون له ما يصلحكم فيه قالوا و ما يصلحنا (1)قالوا و كيف نتزود لذلك "د".المؤلف قال حجوا حجة (2)يحج الرجل منكم حجة.المؤلف لعظام الأمور صوموا يوما شديدا حره لطول يوم النشور (3)و يصوم يوما شديدا الحر للنشورـدـ.المؤلف صلوا (4)و يصلىـدـ .المؤلف ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور (5)و يتصدق بصدقة على مسكين للنجاة من يوم عسير و يتكلم بكلمة حق فيجيره الله بها يوم يستجير و يسكت عن كلمة باطل ينجو بذلك من عذاب السعير"د".المؤلف كلمة خير تقولها او كلمة سوء تسكت عنها لوقوف يوم عظيم تصدق بما لك لعلك تنجو من عسيرها اجعل الدنيا مجلسين مجلسا في طلب الآخرة و مجلسا في طلب الحلال و الثالث يضرك و لا ينفعك لا تريده (6)مجلسا في طلب الحلال و مجلسا للآخرة،و لا ترد الثالث فانه لا ينفعك"د"المؤلف (و اجعل الكلام كلمتين كلمة للآخرة و كلمة في التماس الحلال و الثالثة تضرك)اجعل المال درهمين درهما تنفقه على عيالك من حله و درهما تقدمه لآخرتك و الثالث يضرك و لا ينفعك لا تريده(و اجعل الدنيا ساعة من ساعتين ساعة مضت بما فيها فلست قادرا على ردها و ساعة آتية لست على ثقة من ادراكها و الساعة التي انت فيها ساعة عملك فاجتهد فيها لنفسك و اصبر فيها عن معاصي ربك فان لم تفعل فقد هلكت)ثم نادى باعلى صوته يا أيها الناس قد قتلكم حرص لا تدركونه
(و في رواية الدرجات )
قتلني هم يوم لا أدركه اه)
و في الدرجات الرفيعة
روي انه قال قتلني هم يوم لا أدركه قيل و كيف ذلك يا أبا ذر قال ان املي جاوز اجلي). قال و عن ابي عبد الله عن ابيه
عليه السلام
انه قال في خطبة ابي ذر
رضي الله عنه
يا مبتغي العلم لا يشغلك اهل و مال عن نفسك انت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت الى غيرهم.الدنيا و الآخرة كمنزل تحولت منه الى غيره و ما بين البعث و الموت الا كنومة نمتها ثم استيقظت منها يا جاهل العلم تعلم العلم فان قلبا ليس فيه شرف العلم كالبيت الخراب الذي لا عامر له (قال)و عن ابي جعفر(ع) عن ابي ذر رضي الله عنه انه قال يا باغي العلم قدم لمقامك بين يدي الله فانك مرتهن بعملك كما تدين تدان يا باغي العلم صل قبل ان لا تقدر على ليل و لا نهار تصلي فيه انما مثل الصلاة لصاحبها كمثل رجل دخل على ذي سلطان فانصت له حتى فرغ من حاجته و كذلك المرء المسلم باذن الله عز و جل ما دام في الصلاة لم يزل الله عز و جل ينظر اليه حتى يفرغ من صلاته يا باغي العلم تصدق من قبل ان لا تعطى شيئا و لا جمعه انما مثل الصدقة و صاحبها مثل رجل طلبه قوم بدم فقال لهم لا تقتلوني اضربوا لي اجلا اسعى في رجالكم كذلك المرء المسلم باذن الله تعالى كلما تصدق بصدقة حل بها عقدة من رقبته حتى يتوفى الله عز و جل اقواما و هو عنهم راض و من رضي الله عز و جل عنه فقد امن من النار يا باغي العلم ان هذا اللسان مفتاح خير و مفتاح شر فاختم على فمك كما تختم على ذهنك و على ورقك يا باغي العلم ان هذه الأمثال ضربها الله عز و جل للناس و ما يعقلها الا العالمون اه (و في حلية الأولياء )بسنده كان ابو ذر يقول يا أيها الناس اني لكم ناصح،اني عليكم شفيق،صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور، صوموا في الدنيا لحر يوم النشور،تصدقوا مخافة يوم عسير.يا أيها الناس اني لكم ناصح،اني عليكم شفيق (و في الدرجات) من كلام ابي ذر :

الدنيا ثلاث ساعات ساعة مضت،و ساعة انت فيها،و ساعة لا تدري أ تدركها ام لا فلست تملك بالحقيقة الا ساعة واحدة إذ الموت من ساعة الى ساعة،
و روى الكليني في الكافي بسنده عن ابي عبد الله عليه السلام 
 قال كان ابو ذر يقول في خطبته :
" يا مبتغي العلم كان شيئا من الدنيا لم يكن شيئا إلا ما ينفع خيره و يضر شره إلا من رحم الله يا مبتغي العلم لا يشغلك أهل و لا مال عن نفسك انت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم الى غيرهم و الدنيا و الآخرة كمنزل تحولت منه الى غيره و ما بين الموت و البعث الا كنومة نمتها ثم استيقظت منها يا مبتغي العلم قدم لمقامك بين يدي الله عز و جل فانك مثاب بعملك كما تدين تدان يا مبتغي العلم (و بسنده)عن ابي عبد الله
 عليه السلام
قال :جاء رجل الى ابي ذر فقال يا أبا ذر ما لنا نكره الموت فقال:لانكم عمرتم الدنيا و خربتم الآخرة فتكرهون ان تنتقلوا من عمران الى خراب !فقال له:كيف ترى قدومنا على الله فقال اما المحسن منكم فكالغائب يقدم على اهله و اما المسي‏ء فكالآبق يرد على مولاه!قال:فكيف ترى حالنا عند الله قال اعرضوا اعمالكم على الكتاب،ان الله يقول (ان الأبرار لفي نعيم و ان الفجار لفي جحيم) قال فقال الرجل:فاين رحمة الله قال رحمة الله قريب من المحسنين . قال ابو عبد الله
عليه السلام
 :و كتب رجل الى ابي ذر رضي الله عنه يا أبا ذر اطرفني بشي‏ء من العلم فكتب اليه:ان العلم كثير و لكن ان قدرت على ان لا تسي‏ء الى من تحبه فافعل!فقال له الرجل:و هل رأيت احدا يسي‏ء الى من يحبه فقال:نعم نفسك احب الأنفس اليك فان انت عصيت الله فقد أسأت إليها .  "
و روى الشيخ في الأمالي باسناده انه قيل لأبي ذر :
" كيف أصبحت يا صاحب رسول الله قال أصبحت بين نعمتين بين ذنب مستور و ثناء من اغتر به فهو مغرور. و في كتاب البخلاء :قال ابو ذر لمن بذل من أصحاب رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
: يخضمون و نقضم و الموعد الله ان الله قد فضلك فجعلك إنسانا فلا تجعل نفسك بهيمة و لا سبعا، و احذر سرعة الكظة و سرف البطنة اه .

كلامه لما مات ابنه روى الكليني في الكافي بسنده عن علي بن ابراهيم رفعه قال:
" لما مات ذر بن ابي ذر مسح ابو ذر القبر بيده ثم قال:رحمك الله يا ذر و الله ان كنت بي بارا و لقد قبضت و اني عنك لراض،اما و الله ما بي فقدك و ما علي من غضاضة،و ما لي الى سوى الله من حاجة،و لو لا هول المطلع لسرني ان اكون مكانك،و لقد شغلني الحذر لك عن الحذر عليك،و الله ما بكيت لك،و لكن بكيت عليك،فليت شعري ما ذا قلت و ما ذا قيل لك.

ثم قال:اللهم اني قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي فهب له ما افترضت عليه من حقك،فانت احق بالحق مني. و رواه علي بن ابراهيم في تفسيره نحوه فقاله لما سير ابو ذر الى الربذة مات بها ابنه ذر ،فوقف على قبره فقال:رحمك الله يا ذر لقد كنت كريم الخلق بارا بالوالدين و ما علي في موتك من غضاضة،و ما بي الى غير الله من حاجة،و قد شغلني الاهتمام لك عن الاغتمام بك،و لو لا هول المطلع لأحببت ان اكون مكانك، فليت شعري ما قالوا لك و ما قلت لهم.ثم قال:اللهم انك فرضت لك عليه حقوقا و فرضت لي عليه حقوقا،فاني قد وهبت له ما فرضت عليه من حقوقي فهب له ما فرضت عليه من حقوقك فانك اولى بالحق و أكرم (و الكرم)مني اه .

نفيه الى الشام رضوان الله عليه
قال الحاكم في المستدرك :محنة ابي ذر .قد صحت الرواية من اوجه عن مصعب بن سعد بن ابي وقاص عن ابيه عن ابيه عن النبي
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
 انه قال :اشد الناس بلاء الأنبياء ثم العلماء ثم الأمثل فالأمثل .ثم روى الحاكم بسنده عن ابي عثمان النهدي عن أبي ذر رضي الله عنه قال :قال لي رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
يا أبا ذر كيف انت إذا كنت في حثالة و شبك بين أصابعه قلت يا رسول الله فما تأمرني قال:
اصبر اصبر اصبر،خالقوا الناس باخلاقهم و خالفوهم في أعمالهم ـهذا  
حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه اه .و روى ابو نعيم 
في حلية الأولياء بسنده عن ابي ذر قال:

بينا انا واقف مع رسول الله
محمد  صلى الله عليه وآله الطاهرين
فقال لي : يا أبا ذر انت رجل صالح و سيصيبك بلاء بعدي،فقلت في الله ان بني امية تهددني بالفقر و القتل، و لبطن الأرض احب الي من ظهرها و للفقر احب الي من الغنى فقال له رجل: يا أبا ذر ما لك إذا جلست الى قوم قاموا و تركوك قال:لأني انهاهم عن الكنوز اه .و قد مضى في بعض الكلمات ان أبا ذر خرج الى الشام بعد وفاة ابي بكر ،و ليس ذلك بصواب و ما كان ابو ذر ليترك المدينة مهاجر رسول الله
صلى الله عليه وآله الطاهرين
و مسجده و مجاورة قبره اختيارا و يذهب إلى الشام فيجاور بني امية ،و انما خرج الى الشام منفيا .
قال ابن ابي الحديد في شرح النهج :
اعلم ان الذي عليه اكثر ارباب السيرة و علماء الأخبار و النقل ان عثمان نفى أبا ذر اولا الى الشام ثم استقدمه الى المدينة لما شكى منه معاوية ،ثم نفاه من المدينة الى الربذة لما عمل بالمدينة نظير ما كان يعمل بالشام اه.

سبب نفيه الى الشام رضوان الله

قال ابن ابي الحديد في شرح النهج :
و اصل هذه الواقعة ان عثمان لما أعطى مروان بن الحكم و غيره بيوت الأموال،و اختص زيد بن ثابت بشي‏ء منها جعل أبو ذر يقول بين الناس و في الطرقات و الشوارع"بشر الكافرين بعذاب اليم"و يرفع بذلك صوته،و يتلو قوله تعالى في علاه :
(و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم) .
فرفع ذلك الى عثمان مرارا و هو ساكت،ثم انه ارسل اليه مولى من مواليه ان انته عما بلغني عنك! فقال ابو ذر :
" أ ينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله تعالى و عيب من ترك امر الله تعالى فوالله لأن ارضي الله بسخط عثمان احب الي و خير لي من ان اسخط الله برضى عثمان ،فاغضب عثمان ذلك و احفظه فتصابر و تماسك،الى ان قال عثمان يوما و الناس حوله:أ يجوز للامام ان ياخذ من المال شيئا قرضا فاذا ايسر قضى فقال كعب الأحبار :لا باس بذلك،فقال ابو ذر :يا ابن اليهوديين أ تعلمنا ديننا!فقال عثمان قد كثر أذاك و تولعك باصحابي الحق بالشام ،فاخرجه اليها فكان ابو ذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها،فبعث اليه معاوية يوما ثلاثمائة دينار،فقال ابو ذر لرسوله:ان كانت من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا اقبلها،و ان كانت صلة فلا حاجة لي فيها،و ردها عليه.ثم بنى معاوية الخضراء بدمشق ،فقال ابو ذر :يا معاوية ان كانت هذه من مال الله فهي الخيانة، و ان كانت من مالك فهي الاسراف،و كان أبو ذر يقول بالشام :و الله لقد حدثت اعمال ما اعرفها و الله ما هي في كتاب الله و لا في سنة نبيه
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 اني لأرى حقا يطفا و باطلا يحيا و صادقا مكذبا و اثرة بغير تقى و صالحا مستاثرا عليه.فقال حبيب بن مسلمة الفهري لمعاوية :
ان أبا ذر لمفسد عليكم الشام فتدارك اهله ان كان لك فيه حاجة.
قال و روى شيخنا ابو عثمان الجاحظ في كتاب السفيانية عن جلام بن جندل الغفاري قال :كنت عاملا لمعاوية على قنسرين و العواصم في خلافة عثمان فجئت اليه يوما اساله عن حال عملي إذ سمعت صارخا على باب داره يقول:
" اتتكم القطار بحمل النار اللهم العن الآمرين بالمعروف التاركين له، اللهم العن الناهين عن المنكر المرتكبين له :
 فازبار معاوية و تغير لونه و قال:يا جلام أ تعرف الصارخ من هو فقلت اللهم لا! قال من عذيري من جندب بن جنادة ياتينا كل يوم فيصرخ على باب قصرنا بما سمعت .. 
ثم قال ادخلوه علي فجي‏ء بأبي ذر بين قوم يقودونه حتى وقف بين يديه،فقال له معاوية يا عدو الله و عدو رسوله أ تاتينا في كل يوم فتصنع ما تصنع، أما اني لو كنت قاتل رجل من أصحاب محمد من غير إذن أمير المؤمنين عثمان لقتلتك، و لكني استاذن فيك.قال جلام :
و كنت احب ان ارى أبا ذر لأنه رجل من قومي،فالتفت اليه فاذا رجل اسمر ضرب من الرجال خفيف العارضين في ظهره حناء[ جناء]  ، فاقبل على معاوية و قال ما انا بعدو لله و لا لرسوله بل انت و أبوك عدوان لله و لرسوله اظهرتما الاسلام و ابطنتما الكفر و لقد لعنك رسول الله
صلى الله عليه وآله الطاهرين
و دعا عليك مرات ان لا تشبع،فقال معاوية ما انا ذلك الرجل، فقال ابو ذر بل انت ذلك الرجل، اخبرني بذلك رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
و سمعته يقول و قد مررت به اللهم العنه و لا تشبعه الا بالتراب ،فامر معاوية بحبسه. و روى المفيد في المجالس عن علي بن بلال عن علي بن عبد الله الاصفهاني عن الثقفي عن محمد بن علي عن الحسين بن سفيان عن أبيه عن ابي جهضم الأزدي عن ابيه ـو كان من اهل الشام ـقال:لما سير عثمان أبا ذر من المدينة الى الشام كان يقص علينا فيحمد الله و يشهد شهادة الحق و يصلي على النبي محمد
صلى الله عليه وآله الطاهرين
و يقول:
اما بعد فانا كنا في جاهليتنا قبل ان ينزل علينا الكتاب و يبعث فينا الرسول و نحن نوفي بالعهد و نصدق الحديث و نحسن الجوار و نقري الضيف و نواسي الفقير،فلما بعث الله تعالى فينا رسول الله و انزل علينا كتابه كانت تلك الأخلاق يرضاها الله و رسوله، و كان أحق بها أهل الاسلام و أولى ان يحفظوها،فلبثوا بذلك ما شاء الله أن يلبثوا،ثم ان الولاة قد احدثوا أعمالا قباحا لا نعرفها: من سنة تطفى و بدعة تحيى و قائل بحق مكذب و اثرة لغير تقى و امين مستاثر عليه من الصالحين،اللهم ان كان ما عندك خيرا لي فاقبضني اليك غير مبدل و لا مغير.و كان يعيد هذا الكلام و يبديه،فاتى حبيب بن مسلمة معاوية بن ابي سفيان فقال:ان أبا ذر يفسد عليك الناس بقوله كيت و كيت.فكتب معاوية الى عثمان بذلك فكتب عثمان اخرجه الي،فلما صار الى المدينة نفاه الى الربذة اه .و عن المجالس ايضا بهذا الاسناد عن ابي جهضم عن ابيه قال:لما اخرج عثمان أبا ذر الغفاري من المدينة الى الشام كان يقوم في كل يوم فيعظ الناس و يامرهم بالتمسك بطاعة الله و يحذرهم من ارتكاب معاصيه،و يروي عن رسول الله ص ما سمعه منه في فضائل اهل بيته عليهم السلام  و يحضهم على التمسك بعترته: فكتب معاوية الى عثمان :
اما بعد فان أبا ذر يصبح إذا أصبح و يمسي إذا امسى و جماعة من الناس كثيرة عنده فيقول كيت و كيت فان كان لك حاجة في الناس قبلي فاقدم أبا ذر اليك فاني اخاف أن يفسد الناس عليك و السلام.
فكتب إليه عثمان :
اما بعد فاشخص إلي أبا ذر حين تنظر في كتابي هذا و السلام.فبعث معاوية إلى ابي ذر فدعاه و اقرأه كتاب عثمان و قال له:النجاء الساعة.فخرج ابو ذر الى راحلته فشدها بكورها و انساعها،فاجتمع اليه الناس فقالوا يا أبا ذر رحمك الله اين تريد قال اخرجوني اليكم غضبا علي،و اخرجوني منكم اليهم الآن عيثا بي و لا يزال هذا الأمر فيما ارى شانهم فيما بيني و بينهم حتى يستريح بر او يستراح من فاجر و مضى و سمع الناس بمخرجه فاتبعوه حتى خرج من دمشق فساروا معه حتى انتهى الى دير المران فنزل و نزل معه الناس فاستقدم فصلى بهم،ثم قال أيها الناس اني موصيكم بما ينفعكم و تارك الخطب و التشقيق احمدوا الله عز و جل،قالوا الحمد لله،قال أشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا عبده و رسوله فاجابوه بمثل ما قال فقال أشهد ان البعث حق و ان الجنة حق و ان النار حق و أقر بما جاء من عند الله و اشهدوا علي بذلك،قالوا نحن على ذلك من الشاهدين قال ليبشر من مات منكم على هذه الخصال برحمة الله و كرامته ما لم يكن للمجرمين ظهيرا او لأعمال الظلمة مصلحا او لهم معينا أيها الناس اجمعوا مع صلاتكم و صومكم غضبا لله عز و جل إذا عصي في الأرض و لا ترضوا أئمتكم بسخط الله و ان احدثوا ما لا تعرفون فجانبوهم وازروا عليهم و ان عذبتم و حرمتم و سيرتم حتى يرضى الله عز و جل فان الله اعلى و أجل لا ينبغي ان يسخط برضى المخلوقين غفر الله لي و لكم استودعكم الله و اقرأ عليكم السلام و رحمة الله،فناداه الناس ان سلم الله عليك و رحمك يا أبا ذر يا صاحب رسول الله محمد
صلى الله عليه وآله الطاهرين
 أ لا نردك ان كان هؤلاء القوم اخرجوك الا نمنعك فقال لهم:ارجعوا رحمكم الله فاني أصبر منكم على البلوى و اياكم و الفرقة و الاختلاف.فمضى حتى دخل على عثمان فلما دخل عليه قال له:
لأقرب الله بعمرو عينا!فقال ابو ذر و الله ما سماني ابواي عمرا،و لكن لا قرب الله من عصاه و خالف امره و ارتكب هواه!فقام اليه كعب الاحبار فقال له أ لا تتقي الله يا شيخ تجبه امير المؤمنين بهذا الكلام!فرفع ابو ذر عصا كانت في يده فضرب بها رأس كعب ثم قال له:يا ابن اليهوديين ما كلامك مع المسلمين فوالله ما خرجت اليهودية من قلبك بعد!فقال عثمان و الله لا جمعتني و اياك دار قد خرفت و ذهب عقلك،اخرجوه من بين يدي حتى تركبوه قتب ناقة بغير وطاء ثم انجوا به و تعتعوه حتى توصلوه الربذة فتنزلوه بها من غير انيس حتى يقضي الله فيه ما هو قاض.فاخرجوه متعتعا ملهوزا بالعصا،و تقدم ان لا يشيعه احد من الناس،فبلغ ذلك امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام فبكى حتى بل لحيته بدموعه ثم قال:
أ هكذا يصنع بصاحب رسول الله محمد
صلى الله عليه وآله الطاهرين
إنا لله و إنا إليه راجعون، ثم نهض و معه الحسن و الحسين
عليه السلام
 و عبد الله بن عباس و الفضل و قثم و عبيد الله حتى لحقوا أبا ذر فشيعوه،فلما بصر بهم أبو ذر رحمه الله حن إليهم و بكى عليهم و قال:بأبي وجوه إذا رأيتها ذكرت بها رسول الله محمد
صلى الله عليه وآله الطاهرين
 و شملتني البركة برؤيتها ثم رفع يديه الى السماء و قال:
اللهم اني أحبهم و لو قطعت اربا اربا في محبتهم ما زلت عنها ابتغاء وجهك و الدار الآخرة، فارجعوا رحمكم الله و الله أسال أن يخلفني فيكم أحسن الخلافة.فودعه القوم و رجعوا و هم يبكون على فراقه اه.
و في الطبقات الكبير لمحمد بن سعد بسنده عن الأحنف بن قيس قال
أتيت المدينة ثم أتيت الشام فجمعت فاذا انا برجل لا ينتهي الى سارية الاخر اهلها (1) لعل المراد انهم يصلون خلفه.المؤلف . يصلي و يخف صلاته،فجلست اليه فقلت له يا عبد الله من انت قال انا ابو ذر فانت من انت قلت انا الأحنف بن قيس !قال قم عني لا اعدك بشر!فقلت له:كيف تعدني بشر قال :ان هذاـيعني معاوية ـنادى مناديه ان لا يجالسني احد اه .
و من المشهور ان تشيع أهل جبل عامل كان على يد أبي ذر و انه لما نفي الى الشام و كان يقول في دمشق ما يقول أخرجه معاوية الى قرى الشام فجعل ينشر فيها فضائل اهل البيت عليه السلام ، فتشيع أهل تلك الجبال على يده،فلما علم معاوية بذلك أعاده إلى دمشق ثم نفي إلى المدينة ،و هذا و ان لم يرد به خبر مسند لكنه قريب غير مستبعد و يؤيده وجود مسجدين في جبل عامل يسمى كل منهما مسجد أبي ذر احدهما في ميس و الآخر في الصرفند ،و الله اعلم.

نفيه من الشام الى المدينة 

" الحرية الى أبي ذر الغفاري والمجد لله تعالى في الملكوت 

والحرية لأسرى الثورة الالهية في فلسطين "

قال الطبري في تاريخه في حوادث سنة30 فيها كان ما ذكر من خبر ابي ذر و معاوية و أشخاص معاوية إياه من الشام إلى المدينة و قد ذكر في سبب اشخاصه إياه أمور كثيرة كرهت ذكر أكثرها اه و قال ابن أبي الحديد في تتمة كلامه السابق المحكي عن الجاحظ و أمر معاوية بحبسه:
و كتب الى عثمان فيه فكتب عثمان الى معاوية أن احمل جندبا إلي على أغلظ مركب و أوعره فوجه به مع من سار به الليل و النهار و حمله على شارف ليس عليها الا قتب حتى قدم به المدينة و قد سقط لحم فخذيه من الجهد فلما قدم بعث إليه عثمان :الحق بأي ارض شئت قال بمكة ، قال لا!قال ببيت المقدس ! قال لا! قال: بأحد المصرين قال لا، و لكني مسيرك إلى ربذة .فسيره إليها فلم يزل بها حتى مات.قال و في رواية الواقدي أن أبا ذر لما دخل على عثمان قال له :
لا انعم الله بقين عينا
نعم و لا لقاه يوما زينا
تحية السخط إذا التقينا
فقال أبو ذر ما عرفت اسمي قينا قط. 
قال و في رواية أخرى:
لا أنعم الله بك عينا يا جنيدب! فقال أبو ذر أنا جندب و سماني رسول الله  
صلى الله عليه وآله الطاهرين
عبد الله فاخترت اسم رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 الذي سماني به على اسمي، فقال له عثمان :انت الذي تزعم أنا نقول :
" يد الله مغلولة و ان الله فقير و نحن أغنياء"فقال أبو ذر لو كنتم لا تقولون هذا لانفقتم مال الله على عباده،
و لكني أشهد اني سمعت رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول :إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا جعلوا مال الله دولا و عباده خولا و دينه دخلا ، فقال عثمان لمن حضر اسمعتموها من رسول الله قالوا لا! قال عثمان : ويلك يا أبا ذر أ تكذب على رسول الله فقال أبو ذر لمن حضر:أ ما تدرون اني صدقت قالوا : لا و الله ما ندري!فقال عثمان ادعوا لي عليا فلما جاء قال عثمان لأبي ذر اقصص عليه حديثك في بني أبي العاص ،فاعاده،فقال عثمان لعلي
عليه السلام
أ سمعت هذا من رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
قال لا و قد صدق أبو ذر !فقال كيف عرفت صدقه قال لأني سمعت رسول الله (ص) يقول: ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر !فقال من حضر اما هذا فسمعناه كلنا من رسول الله ،فقال أبو ذر :احدثكم اني سمعت هذا من رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 فتتهمونني ما كنت أظن اني أعيش حتى اسمع هذا من أصحاب
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين .
قال و روى الواقدي في خبر آخر باسناده عن صهبان
 مولى الاسلميين قال:
" رأيت أبا ذر يوم دخل به على عثمان ،فقال له:انت الذي فعلت و فعلت فقال أبو ذر نصحتك فاستغششتني و نصحت صاحبك فاستغشني!
قال عثمان كذبت و لكنك تريد الفتنة و تحبها قد انغلت الشام علينا،
فقال له أبو ذر اتبع سنة صاحبيك لا يكن لأحد عليك كلام فقال عثمان ما لك و ذلك لا أم لك فقال أبو ذر و الله ما وجدت لي غدرا إلا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ..
 فغضب عليه عثمان و قال أشيروا علي في هذا الشيخ الكذاب أما أن أضربه او احبسه أو اقتله فانه قد فرق جماعة المسلمين أو أنفيه من أرض الاسلام فتكلم علي عليه السلام  ـ و كان حاضراـ فقال أشير عليك بما قال مؤمن آل فرعون
"فان يك كاذبا فعليه كذبه و إن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ان الله لا يهدي من هو مسرف كذاب"
فاجابه عثمان بجواب غليظ و أجابه علي(عليه السلام
بمثله.و لم نذكر الجوابين تذمما منهما اه .
نفيه من المدينة الى الربذة قال ابن أبي الحديد :
قال الواقدي :ثم إن عثمان حظر على الناس أن يقاعدوا أبا ذر و يكلموه، فمكث كذلك اياما ثم أتي به فوقف بين يديه فقال أبو ذر ويحك يا عثمان أ ما رأيت رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 و رأيت أبا بكر و عمر هل هديك كهديهم أما أنك لتبطش بي بطش جبار، فقال عثمان أخرج عنا من بلادنا فقال أبو ذر ما ابغض إلي جوارك فإلى أين أخرج قال حيث شئت، قال أخرج إلى الشام أرض الجهاد قال انما جلبتك من الشام لما قد أفسدتها أ فاردك اليها،قال أ فاخرج الى العراق قال لا انك إن تخرج اليها تقدم على قوم اولي شقة و طعن على الأئمة و الولاة،قال أ فاخرج الى مصر قال لا،قال فإلى اين اخرج قال الى البادية قال ابو ذر اصير بعد الهجرة اعرابيا قال نعم قال ابو ذر فاخرج الى بادية نجد قال عثمان بل الى الشرق الأبعد أقصى فاقصى امض على وجهك هذا فلا تعدون الربذة ، فخرج اليها.قال ابن أبي الحديد : روى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة عن عبد الرزاق عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال لما أخرج أبو ذر الى الربذة أمر عثمان فنودي في الناس ان لا يكلم أحد أبا ذر و لا يشيعه و أمر مروان بن الحكم ان يخرج به فتحاماه الناس الا علي بن أبي طالب عليه السلام  و عقيلا أخاه و حسنا و حسينا عليه السلام و عمارا ،فانهم خرجوا معه يشيعونه،فجعل الحسن عليه السلام يكلم أبا ذر ،فقال مروان بن الحكم أيها يا حسن أ لا تعلم أن أمير المؤمنين قد نهى عن كلام هذا الرجل فان كنت لا تعلم فاعلم ذلك،فحمل علي(عليه السلام) على مروان فضرب بالسوط بين أذني راحلته و قال تنح لحاك الله الى النار،فرجع مروان مغضبا الى عثمان فاخبره الخبر فتلظى على علي عليه السلام  ،و وقف أبو ذر فودعه القوم، و معه ذكوان مولى أم هاني‏ء بنت أبي طالب ،قال ذكوان فحفظت كلام القوم ـو كان حافظا فقال علي عليه السلام :
" يا أبا ذر انك غضبت لله ان القوم خافوك على دنياهم و خفتهم على دينك فامتحنوك بالقلى و نفوك الى الفلا و الله لو كانت السماوات و الأرض على عبد رتقا ثم اتقى الله لجعل له منها مخرجا، يا أبا ذر لا يؤنسنك الا الحق و لا يوحشنك الا الباطل. "
ثم قال لأصحابه و دعوا عمكم و قال لعقيل و دع أخاك.فتكلم عقيل فقال ما عسى أن نقول يا أبا ذر و أنت تعلم أنا نحبك و أنت تحبنا فاتق الله فان التقوى نجاة و اصبر فان الصبر كرم و اعلم إن استثقالك الصبر من الجزع و استبطاءك العافية من الياس فدع الياس و الجزع.ثم تكلم الحسن فقال يا عماه لو لا انه لا ينبغي للمودع ان يسكت و للمشيع ان ينصرف لقصر الكلام و ان طال الاسف و قد أتى القوم اليك ما ترى فضع عنك الدنيا بتذكر فراقها و شدة ما اشتد منها برجاء ما بعدها و اصبر حتى تلقى نبيك (ص) و هو عنك راض... " 
ثم تكلم الحسين عليه السلام فقال يا عماه ان الله تعالى قادر ان يغير ما قد ترى و الله كل يوم هو في شان و قد منعك القوم دنياهم و منعتهم دينك فما أغناك عما منعوك و أحوجهم إلى ما منعتهم فأسال الله الصبر و النصر و استعذ به من الجشع و الجزع فان الصبر من الدين و الكرم و إن الجشع لا يقدم رزقا و الجزع لا يؤخر أجلا ثم تكلم عمار رحمه الله مغضبا فقال لا آنس الله من أوحشك و لا آمن من أخافك أما و الله لو أردت دنياهم لامنوك و لو رضيت أعمالهم لاحبوك و ما منع الناس ان يقولوا بقولك الا الرضا بالدنيا و الجزع من الموت و مالوا الى ما سلطان جماعتهم عليه و الملك لمن غلب فوهبوا لهم دينهم و منحهم القوم دنياهم فخسروا الدنيا و الآخرة الا ذلك هو الخسران المبين فبكى أبو ذر و كان شيخا كبيرا و قال رحمكم الله يا أهل بيت الرحمة إذا رأيتكم ذكرت بكم رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
" ما لي بالمدينة سكن و لا شجن غيركم اني ثقلت على عثمان بالحجاز كما ثقلت على معاوية بالشام و كره ان اجاور اخاه و ابن خاله بالمصرين فافسد الناس عليهما فسيرني الى بلد ليس لي به ناصر و لا دافع الا الله و الله ما أريد الا الله صاحبا و ما أخشى مع الله وحشة و رجع القوم الى المدينة "الخبر".
و قال المرتضى في كتاب "الفصول" : 
قال الشيخ رحمه الله قال أبو مخنف و أخبرني عبد الملك ابن نوفل
عن أبي سعيد المقبري قال:
"  لما انصرف علي من تشييع أبي ذر استقبله الناس فقالوا :يا أبا الحسن غضب عليك عثمان لتشييعك أبا ذر !فقال علي
عليه السلام  :
"غضب الخيل على صم اللجم"
اه .و روى الواقدي عن مالك بن أبي الرجال عن موسى بن ميسرة أن أبا الأسود الدؤلي قال :كنت أحب لقاء أبي ذر لاساله عن سبب خروجه الى الربذة فجئته فقلت له أ لا تخبرني أخرجت من المدينة طائعا أم أخرجت كرها قال كنت في ثغر من ثغور المسلمين أغني عنهم فأخرجت إلى المدينة فقلت دار هجرتي و أصحابي،فأخرجت من المدينة إلى ما ترى .
ثم تكلم ابن أبي الحديد على الأخبار المروية في انه خرج الى الربذة باختياره و قال انها و ان كانت قد رويت لكنها ليست في الاشتهار و الكثرة كتلك الاخبار اه.و قال المرتضى في الشافي قال قاضي القضاة عبد الجبار الباقلاني في الجواب عن الطعن على عثمان في نفيه أبا ذر الى الربذة ان شيخنا أبا علي ـ الجبائي  قال: ان الناس اختلفوا في أمر أبي ذر رحمه الله تعالى.و روي انه قيل لأبي ذر أ عثمان انزلك الربذة فقال لا بل اخترت لنفسي ذلك .روي ان معاوية كتب يشكوه و هو بالشام ،فكتب عثمان إليه ان صر الى المدينة فلما صار إليها، قال ما أخرجك إلى الشام قال لاني سمعت رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 يقول إذا بلغت عمارة المدينة موضع كذا فاخرج عنها فلذلك خرجت ،فقال فاي البلاد أحب اليك بعد الشام قال الربذة ،فقال سر اليها .
و قد روي عن زيد بن وهب قال قلت لأبي ذر رحمه الله تعالى و هو بالربذة :
ما انزلك هذا المنزل قال أخبرك اني كنت بالشام في أيام معاوية 
و قد ذكرت هذه الآية :
"و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم"
فقال معاوية :هذه في أهل الكتاب، فقلت هي فيهم و فينا و كتب معاوية
الى عثمان في ذلك،فكتب الي ان اقدم علي فقدمت عليه،فانثال الناس الي كانهم لم يعرفوني،فشكوت ذلك الى عثمان ،فخيرني و قال:انزل حيث شئت،
فنزلت الربذة .و قد ذكر الشيخ أبو الحسين الخياط قريبا مما تقدم
من أن اخراج أبي ذر الى الربذة كان باختياره،و روى في ذلك خبرا قال:
و أقل ما في ذلك ان تختلف الاخبار فتطرح،و نرجع الى الأمر الأول في
صحة امامة عثمان و سلامة أحواله.
اعترض المرتضى رحمه الله تعالى هذا الكلام فقال:
أما قول أبي علي أن الأخبار في سبب خروج أبي ذر الى الربذة متكافئة فمعاذ الله ان تتكافا في ذلك،بل المعروف و الظاهر انه نفاه أولا الى الشام ثم استقدمه الى المدينة لما شكا منه معاوية ثم نفاه من المدينة الى الربذة ،و قد روى جميع أهل السير على اختلاف طرقهم و أسانيدهم ان عثمان لما أعطى مروان بن الحكم ما اعطاه و اعطى الحرث بن الحكم بن أبي العاص ثلاثمائة ألف درهم و أعطى زيد بن ثابت مائة ألف درهم،جعل أبو ذر يقول :
"بشر الكافرين بعذاب أليم"
و يتلو قول الله تعالى :
"و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم"
،فرفع ذلك مروان الى عثمان ،فارسل إلى أبي ذر نائلا مولاه ان انته عما يبلغني عنك!فقال أ ينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله،و ذكر ما مر سابقا الى قوله فقال حبيب بن مسلمة ان كانت لكم حاجة فيه،ثم قال:فكتب معاوية الى عثمان فيه،فكتب عثمان الى معاوية :أما بعد فاحمل جنديا
[ جندبا ] إلي،و ذكر ما مر سابقا الى قوله فلم يزل بها حتى مات اه .و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الرحمن بن غنم قال كنت مع أبي الدرداء فجاء رجل من قبل المدينة فسأله فاخبره ان أبا ذر مسير الى الربذة ،فقال أبو الدرداء انا لله و انا اليه راجعون لو ان أبا ذر قطع لي عضوا أو يدا ما هجته بعد ما سمعت النبي 
 صلى الله عليه وآله وسلم  
يقول :
ما اظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر اه . 
 و في الدرجات الرفيعة :
روي ان عبد الله بن مسعود لما بلغه نفي أبي ذر الى الربذة و هو إذ ذاك بالكوفة ـقال في خطبة له بمحفل من أهل الكوفة :فهل سمعتم قوله تعالى "ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم و تخرجون فريقا منكم من ديارهم" يعرض بمن نفاه،فكتب الوليد بذلك لعثمان ،فاشخصه من الكوفة فلما دخل مسجد النبي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 أمر عثمان غلاما له أسود فدفع ابن مسعود و أخرجه من المسجد و رمى به الى الأرض و جعل منزله حبسه، و حبس عنه عطاءه أربع سنين الى أن مات. و روى الشيخ في الأمالي بسنده عن أسعد بن زرارة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال لما قدم أبو ذر على عثمان قال أخبرني أي البلاد أحب إليك قال مهاجري،قال لست بمجاوري،قال فالحق بحرم الله فأكون فيه قال لا،قال فالكوفة أرض بها أصحاب رسول الله 
 صلى الله عليه وآله الطاهرين 
قال لا،قال فلست بمختار غيرهن،فامره بالمسير إلى الربذة ،فقال ان رسول الله
صلى الله عليه وآله الطاهرين
قال لي اسمع و أطع و انقد حيث قادوك و لو لعبد حبشي مجدع،فخرج إلى الربذة و أقام مدة،ثم أتى المدينة فدخل على عثمان و الناس عنده سماطين،فقال يا أمير المؤمنين انك أخرجتني من أرضي الى أرض ليس بها زرع و لا ضرع الا شويهات و ليس لي خادم الا محررة و لا ظل يظلني الا ظل شجرة،فاعطني خادما و غنيمات أعيش فيها،فحول وجهه عنه،فتحول الى السماط الآخر فقال مثل ذلك، فقال له حبيب بن مسلمة لك عندي يا أبا ذر ألف درهم و خادم و خمسمائة شاة،قال أبو ذر :اعط خادمك و ألفك و شويهاتك من هو أحوج إلى ذلك مني فاني إنما اسال حقي في كتاب الله،فجاء 
علي عليه السلام
 فقال له عثمان أ لا تغني عنا سفيهك هذا قال أي سفيه قال أبو ذر ، قال علي
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
ليس بسفيه سمعت رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول ما اظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر ،أنزله بمنزلة مؤمن آل فرعون (ان يك كاذبا فعليه كذبه و ان يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم" اه .
و ذكر صاحب الدرجات الرفيعة هذا الخبر نقلا عن بعض المؤرخين و زاد فيه :
قال انشد بالله من سمع رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول ذلك لأبي ذر فقام أبو هريرة و غيره فشهدوا بذلك،فولى علي و لم يجلس اه .و في تفسير علي بن ابراهيم أن أبا ذر رحمه الله دخل على عثمان و كان عليلا متوكئا على عصاه و بين يدي عثمان مائة ألف درهم قد حملت اليه من بعض النواحي و أصحابه حوله ينظرون اليه و يطمعون أن يقسمها فيهم،فقال أبو ذر لعثمان ما هذا المال فقال عثمان مائة ألف درهم حملت الي من بعض النواحي أريد أن أضم اليها مثلها ثم أرى فيها رأيي،فقال أبو ذر يا عثمان أيما أكثر مائة ألف درهم أو أربعة دنانير فقال:بل مائة ألف درهم،فقال:أ ما تذكر اني أنا و أنت دخلنا على رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
عشاء فرأيناه كئيبا حزينا فسلمنا عليه فلم يرد علينا السلام (1) في البحار :لعل المعنى انه لم يرد علينا كما كان يرد قبل ذلك على جهة البشاشة و البشر ـالمؤلفـ فلما أصبحنا أتيناه فرأيناه ضاحكا مستبشرا فقلنا له بآبائنا و أمهاتنا دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيبا حزينا و عدنا اليك اليوم فرأيناك ضاحكا مستبشرا فقال نعم كان بقي عندي من في‏ء المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها و خفت أن يدركني الموت و هي عندي و قد قسمتها اليوم فاسترحت فنظر عثمان الى كعب الاحبار فقال يا أبا اسحاق ما تقول في رجل أدى زكاة ماله المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك شي‏ء فقال لا لو اتخذ لبنة من ذهب و لبنة من فضة ما وجب عليه شي‏ء،فرفع أبو ذر عصاه فضرب بها رأس كعب ثم قال له يا ابن اليهودية الكافرة ما أنت و النظر في أحكام المسلمين قول الله أصدق من قولك حيث قال: "و الذين يكنزون الذهب ـالآية"،فقال عثمان يا أبا ذر انك شيخ خرفت و ذهب عقلك و لو لا صحبتك لرسول الله لقتلتك فقال يا عثمان أخبرني حبيبي رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 فقال لا يفتنونك يا أبا ذر و لا يقتلونك ، و أما عقلي فقد بقي منه ما أحفظ حديثا سمعته من رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
، فقال و ما سمعت من رسول الله قال سمعته يقول إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثين رجلا صيروا مال الله دولا و كتاب الله دخلا و عباده خولا و الفاسقين حزبا و الصالحين حربا !
فقال عثمان يا معشر أصحاب محمد هل سمع أحد منكم هذا من رسول الله
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
فقالوا لا! فقال عثمان ادع عليا ،فجاء أمير المؤمنين فقال له عثمان :
يا أبا الحسن أنظر ما يقول هذا الشيخ الكذاب، فقال أمير المؤمنين :
يا عثمان لا تقل كذاب فاني سمعت رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول ما اظلت الخضراءـالحديث ـ،فقال أصحاب رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
صدق أبو ذر فقد سمعنا هذا من رسول الله فبكى أبو ذر عند ذلك، 
فقال عثمان يا أبا ذر بحق رسول الله الا اخبرتني عن شي‏ء أسالك عنه!
فقال أبو ذر و الله لو لم تسألني بحق رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 لأخبرتك ! فقال أي البلاد أحب إليك أن تكون فيها فقال مكة حرم الله و حرم رسوله أعبد الله فيها حتى يأتيني الموت، فقال لا و لا كرامة لك،فقال المدينة قال لا و لا كرامة لك قال فسكت أبو ذر ،فقال عثمان أي البلاد أبغض اليك تكون فيها فقال الربذة التي كنت فيها على غير دين الاسلام ،فقال عثمان سر اليها،
فقال أبو ذر صدق الله و رسوله اه .
كتابه الى حذيفة بن اليمان يشكو إليه ما فعل به حكى السيد المرتضى في كتاب الفصول عن أبي مخنف قال:حدثني الصلت عن زيد بن كثير عن أبي امامة قال كتب ابو ذر الى حذيفة بن اليمان يشكو اليه ما صنع به عثمان :
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد يا أخي فخف الله مخافة يكثر منها بكاء عينيك و حرر قلبك و أسهر ليلك و انصب بدنك في طاعة الله فحق لمن علم أن النار مثوى من سخط الله عليه أن يطول بكاؤه و نصبه و سهر ليله حتى يعلم انه قد رضي الله عنه و حق لمن علم ان الجنة مثوى من رضي الله عنه أن يستقبل الحق كي يفوز بها و يستصغر في ذات الله الخروج من أهله و ماله و قيام ليله و صيام نهاره و جهاد الظالمين الملحدين بيده و لسانه حتى يعلم ان الله أوجبها له و ليس بعالم ذلك دون لقاء ربه. و كذلك ينبغي لكل من رغب في جوار الله و مرافقة أنبيائه 
أن يكون.يا أخي أنت ممن استريح الى التصريح اليه ببثي و حزني و أشكو اليه تظاهر الظالمين علي اني رأيت الجور يعمل به بعيني و سمعته يقال فرددته فحرمت العطاء و سيرت الى البلاد و غربت عن العشيرة و الاخوان و حرم الرسول
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
.و أعوذ بربي العظيم ان يكون مني هذا شكوى ان ركب مني ما ركب،بل انباتك اني قد رضيت ما أحب لي ربي و قضاه علي،و أفضيت ذلك اليك لتدعو الله لي و لعامة المسلمين بالروح و الفرج و بما هو أعم نفعا و خير مغبة و عقبى و السلام.
جواب حذيفة له فكتب إليه حذيفة :
بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد يا أخي فقد بلغني كتابك تخوفني به و تحذرني فيه منقلبي و تحثني فيه على حظ نفسي فقديما يا أخي ما كنت بي و بالمؤمنين حفيا لطيفا و عليهم حدبا شفيقا و لهم بالمعروف آمرا و عن المنكرات ناهيا و ليس يهدي الى رضوان الله الا هو و لا يتناهى من سخطه الا بفضل رحمته و عظيم منه فنسال الله ربنا لانفسنا و خاصتنا و عامتنا و جماعة امتنا مغفرة عامة و رحمة واسعة،و قد فهمت ما ذكرت من تسييرك يا أخي و تغريبك و تطريدك فعز و الله علي يا أخي ما وصل اليك من مكروه و لو كان يفتدى ذلك بمال لاعطيت فيه مالي طيبة بذلك نفسي ليصرف الله عنك بذلك المكروه،و الله لو سالت لك المواساة ثم اعطيتها لاحببت احتمال شطر ما نزل بك و مواساتك في الفقر و الأذى و الضرر،لكنه ليس لأنفسنا إلا ما شاء ربنا،يا أخي فافزع بنا الى ربنا و لنجعل اليه رغبتنا فانا قد استحصدنا و اقترب الصرام فكاني و اياك قد دعينا فاجبنا و عرضنا على أعمالنا فاحتجنا الى ما أسلفنا،يا أخي و لا تاس على ما فاتك و لا تحزن على ما أصابك و احتسب فيه الخير و ارتقب فيه من الله أسنى الثواب،يا أخي لا أرى الموت لي و لك الا خيرا من البقاء فانه قد أظلتنا فتن يتلو بعضها بعضا كقطع الليل المظلم قد انبعثت من مركبها و وطئت في خطامها تشهر فيها السيوف و تنزل فيها الحتوف يقتل فيها من اطلع لها و التبس بها و ركض فيها و لا يبقى قبيلة من قبائل العرب من الوبر و المدر الا دخلت عليهم فاعز أهل ذلك الزمان أشدهم عتوا و أذلهم اتقاهم،فاعاذنا الله و إياك من زمان هذه حال أهله .لن أدع الدعاء لك في القيام و القعود و الليل و النهار و قد قال الله و لا خلف لموعده : "ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" فنستجير بالله من التكبر عن عبادته و الاستنكاف عن طاعته جعل الله لنا و لك فرجا و مخرجا عاجلا برحمته و السلام عليك .
كيفية وفاته في الاستيعاب في باب الأسماء:نفاه عثمان و أسكنه الربذة فمات بها و صلى عليه عبد الله بن مسعود صادفه و هو مقبل من الكوفة في نفر فضلاء من أصحابه منهم حجر بن الأدبر ـو هو حجر بن عدي الكندي قتيل مرج عذرا ـو مالك بن الحارث الاشتر و فتى من الأنصار دعتهم امرأته اليه فشهدوا موته و غمضوا عينيه و غسلوه و كفنوه في ثياب للأنصاري في خبر عجيب حسن فيه طول.و في خبر غيره أن ابن مسعود لما دعي اليه و ذكر له بكى بكاء طويلا و قد قيل ان ابن مسعود كان يومئذ مقبلا من المدينة الى الكوفة فدعي الى الصلاة عليه فقال ابن مسعود من هذا قيل أبو ذر فبكى بكاء طويلا فقال أخي و خليلي عاش وحده و مات وحده و يبعث وحده طوبى له.و كانت وفاته بالربذة سنة اثنتين و ثلاثين و صلى عليه ابن مسعود .ذكر علي ابن المديني قال حدثنا يحيى بن سليم قال حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن ابراهيم بن الاشتر عن أبيه عن أم ذر زوجة أبي ذر قالت لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت فقال ما يبكيك فقلت ما لي لا أبكي و أنت تموت بفلاة من الأرض و ليس عندي ثوب يسعك كفنا لي و لا لك و لا بد لي من القيام بجهازك!قال فابشري و لا تبكي فاني سمعت رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبران و يحتسبان فيريان النار أبدا و قد مات لنا ثلاثة من الولد.و إني سمعت رسول الله 
 محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول: لنفر انا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة 
من المؤمنين و ليس من اولئك النفر احد الا و قد مات في قرية و جماعة
(و لم يبق غيري و قد أصبحت بالفلاة أموت)
فانا ذلك الرجل فوالله ما كذبت و لا كذبت فأبصري الطريق،قلت اني و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق،قال اذهبي فتبصري قالت فكنت اشتد الى الكثيب فانظر ثم ارجع اليه فامرضه،فبينما أنا و هو كذلك إذا انا برجال على رحالهم كانهم الرخم تخب بهم رواحلهم فاسرعوا الي حتى وقفوا علي،فقالوا يا أمة الله ما لك قلت امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه(و تؤجرون فيه)، 
قالوا و من هو قلت أبو ذر قالوا صاحب رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
قلت نعم قالت ففدوه بآبائهم و أمهاتهم (ثم وضعوا سياطهم في نحورها)و أسرعوا اليه حتى دخلوا عليه،فقال لهم أبشروا فاني سمعت رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين ،و ليس من أولئك النفر أحد إلا و قد هلك في قرية و جماعة،و الله ما كذبت و لا كذبت و لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي و لامرأتي لم أكفن الا في ثوب هو لي أو لها،و إني أنشدكم الله أن يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا أو نقيبا، و ليس من أولئك النفر أحد إلا و قد قارف بعض ما قال الا فتى من الأنصار ،
فقال:أنا أكفنك يا عم في ردائي هذا و في ثوبين في عيبتي من غزل أمي،قال أنت تكفنني،قال:فكفنه الأنصاري و غسله في النفر الذين حضروه و قاموا عليه و دفنوه في نفر كلهم ايمان اه.
و رواه أبو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن ابراهيم بن الاشتر مثله،و رواه ابن سعد في الطبقات بطريقين الى ابراهيم بن الاشتر أحدهما يوافق ما في الاستيعاب ، 
و الآخر يخالفه قليلا. و في احدى روايتي الحاكم في المستدرك 
كان حجر المدري و مالك الاشتر و ان الأنصاري قال:
"  انا اكفنك في ردائي هذا و في ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي حتى أحرم فيهما،فقال أبو ذر :كفاني.
و في روايته الأخرى قال عليـبن عبد الله المديني ـ ليحيى بن سليم الطائفي ـ الذي روى عنه علي هذا الحديث تجد بهم رواحلهم أو تخب قال تجد بالدال. و في الاستيعاب في باب الكنى بسنده عن الحلحال بن ذر الضبي قال خرجنا حجاجا مع ابن مسعود سنة أربع و عشرين و نحن أربعة عشر راكبا حتى أتينا على الربذة فشهدنا أبا ذر فغسلناه و كفناه و دفناه هناك رضي الله عنه اه و في الطبقات بسنده عن عبد الله بن مسعود .لما نفى عثمان أبا ذر إلى الربذة و أصابه بها قدره و لم يكن معه الا امرأته و غلامه فاوصاهما ان اغسلاني و كفناني و ضعاني على قارعة الطريق فاول ركب يمر فقولوا له هذا أبو ذر صاحب رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 فاعينونا على دفنه،فلما مات فعلا ذلك به ثم وضعاه على قارعة الطريق،و أقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عمارا فلم يرعهم الا بالجنازة على ظهر الطريق قد كادت الابل إن تطاها فقام إليه الغلام فقال هذا أبو ذر صاحب رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
 فاعينونا على دفنه،فاستهل عبد الله يبكي و يقول صدق رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
تمشي وحدك و تموت وحدك و تبعث وحدك،ثم نزل هو و أصحابه فواروه،
ثم حدثهم عبد الله بن مسعود حديثه و ما قال له رسول الله
محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
في مسيره الى تبوك اه.
أعيان الشيعة ج 4 ص 225
السيد محسن الامين

http://www.imamalinet.net/ar/ac/acg/acgb/acgb.htm


***************************************** 
ملاحظة : نشرت هذه الدراسة على العديد من المواقع بأسماء مختلفة ولكني ايفاء لحق النشر ولحسن التقدير
 أظنها للشيخ محسن الأمين..
 ويتم إعادة نشرها لشموليتها في مواقعنا بأمانة علمية ..
ننشرها على ذمة أصحابها

*****************************************   







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق