الجمعة، 10 يونيو 2011

الحلقة الرابعة أبا ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه تعقيب الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي




************************* 

تعقيب الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي
الهاشمي في سطور …


************************* 


أبا ذر يا قطار في عمري يمتد نحو الوصال ...
يأبي من إباء الهي قطار نور ..
يا ثمرة فؤاد العشق أنت أمر الله قادم ...
 في دولة العز لك مقام العز في دار الخلود ..
أيها الشاهد على ثمن الحرية في وجه الأغلال والقيود 
وأساور الذهب الأرضية ,,

 يا ثورة في وجه النفاق ويا صادع بالحق ..
يا ثوري وتلميذا تنبع من قلب الحرية والثورة المحمدية ..
 أيها الحواري المنتجي ..
 إن الحق وعلى خطاك النور ..
محمديا في وجهتك ومتعلما الدرس الثورة ...
 في دروس نبي العشق في زمن الصدارة ..
تكلم يا عشيقي في الغيب وإنما لك العنوان ..
وصدري لك الوجاء وقلبي لك العشق ..
الهي يا مقتدر هذا أبي ذر الغفاري...
 يقف من ساعتي شامخا بين يديك يأبى بإبائك .. 
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ 
وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }التوبة32 

ورتك يا الهي القادمة ..

 إلا سؤالك بالنزول القدري إلى قدسك المحتوم ..
ليستكمل مشواره الثوري مع نورك البقية ....
 ومهديك المختار قائد الحرية في وجه القاسطين والظالمين ...

 فاجعل الهي الجليل أباذر رفيقا لروحي ...
لزمنك ودهرك الآتي في دولتك العتيدة ..
لا وعزة الهي لم تنطق أبا ذرالغفاري الراضي المرضي ..
عليك السلام حبي الا جوهرة وعدلا ..

 فثورة العدل تناديك واليك يا عمري بكل عمري ...
 أناجيك الى الله العلي فتعال الينا ...
نستكمل العمر بركة الثورة ...  

بل قيود مسجلة في ذمة إلهنا القدوس نأبى بابائة ..

ونفتقد ذواتنا عند حدود مرضاته ..
نحن وجائك يا عمري...
 وان تنكرلك الزمن الأول ...

 فأدركني فانا روحك لك مخبوء في الزمن القدري الآت ..
ومرة أخرى امام العدل الالهي ..
عليه صلوات الهي القدوس الهي ..
 واقف على بوابة التاريخ .. 
 من قلب وعاء النور محمد اختم للخاتم المهدي ..
نور في القدس الموطن الخاتم ..
عليه صلوات الهي القدوس الهي  ..
سيمر وشيكا من بوابتنا في القدس العتيقة ..
رافعا هاماتنا نحو ثورة السمو الالهي والرفيق الأعلى ..
 والمقام الالهي عشقك القادم ..
 يا عريسا في ثورتنا المجيدة أم ذر المجيدة لك ..


 وعرسا للتاريخ لك يا زاهدا في التاريخ ...
لك في القدس المقام .. ولنا فيك الفرح ..  

وأدرك حقك يا بقيتنا في زمن بقيتنا الخاتمة ..
وأعلن ثورتك القدسية في وجه الأعراب في زمن الغربلة ..
 يا مفتدي الحق بدمك أيها الشهيد الحي السعيد ..
أنت الصدع بالحق ولا زلت في دمنا مخزونا ..
ومن دمنا الى دمنا … 

أيها النوراني لشبيها انت بالمسيح ابن مريم ..
وبعلي ابن ابي طالب عليه السلام ...
جدي النور قبس وهو الأشبه بالمسيح قامة...
 وثورة زهد محمدي القامة وهاشمي الأصول ..

إليك بيدي وشاهدي ها أنا اباذر حامل قامتك ...
في زمن الولادة وهذا حي الفقراء ينتظرك ...
وثورة الكادحين إلى الله كدحا فملاقية تنتظرك ..
فملاقيه في القدس لك دارا في زمن الخاتمة .. 
يا شهيد الكلمة في التاريخ ناصعة ... 
تنتظر بلا تجزئة في ثقافة الخليفة العادل …
مقسط الأمم وكل التواريخ الحزينة ..
 فمقامك الرفيع في حزب آل محمد الطاهرين ...
 عليهم صلوات الهي وقدوسي ...
في العوالم لا زال ينتظرك يا قمة شامخة ...

في كل أزمان التردي يولد تاريخنا من جديد لك ..
 أصرخ في وجه أعراب الرذيلة بأمر القدوس العظيم ..
 ثم بأمر الخليفة الالهي العتيد : 
{قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً }الفتح 16


فهذا زمن الأعراب السفلة في الأفول ساقط ..
وفي زمن الثورة المستعلية ...
تجئ أبا ذر غريبا حقا كما مولدك وشهادتك ...
 يا غريب الدار الأولى غريبا جديدا فطوبي للغرباء . ..
 وأنت منهم ولهم ...
 انه زمن الغرباء المصلحون الروحانيون الأفذاذ ..
الذين يصلحون منا افسد الخونة التاريخيين ... 
وكل الأبالسة الرجعيين ..
وشذاذ الأبالسة عار التاريخ وأسافل كل المراحل .. 
هيا مرحبا أبا ذر فالتمجيد في ساحتي لك متواصل بعمر القمر ..
وقلمي اليك منتصب كقامة جدي المصطفى محمد ...
صلى الله عليه وآله وسلم
يعلن الثورة الخاتمة ..
 في وجه من صاروا حزب إبليس حربا عليهم بلا هوادة :

  قال النبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين  :
(  النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق .. وأهل ا بيتي أمان 
لأمتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس ) أخرجه الحاكم  ج 3/162، رقم 4715 ، وقال صحيح الإسناد..

 اصرخ في وجوهم اسقطوا أعلامكم يا فتنة الأمم ... 
والأمر قادم وشيك أن اقتلوا أنفسكم …
في زمن موسى العربي الثائر .. 

ومهدي الأمم المخلص الموعود  ..
 الواقف على بوابة التاريخ عليه السلام ..
 يقسّم به المتعالي الأمم إلى فسطاطين ..

 فسطاط إيمان بلا نفاق .. وفسطاط نفاق بلا إيمان ..

وزمن الفسطاطين وزمن الغربال الأزلي يا أبا ذر عليك السلام أوشك ..

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة54 



*************************

المقالة ننشرها كما في المصدر تامة حفظا للحقوق
( المنشور على : منتديات عراقيين )
*************************

بسم الله الرحمن الرحيم

على امة الاسلام ان لا تنسى ممن قدموا للإسلام دمهم , جهدهم , جهادهم , 
تفانيهم في سبيل إعلاء كلمه الله ..

هؤلاء الكرام .. اتحفتنا كتب التأريخ والسيرة بقصصهم وأخبارهم وعطائهم وبذلهم وصفاء نفوسهم وشديد توكلهم على الله وصبرهم في الجهاد وعلى البلاء والإبتلاء , ما وصل لنا من أخبارهم يجعلنا نزداد لهم وفيهم حبا كلما تسمعنا أخبارهم ولا تمل قلوبنا ولا أسماعنا من ترداد سيرهم , بل أن سيرهم هي الوقود الروحي والطاقة الشديدة التي توضع في نفوس الشباب والنشئ ليكونوا على ذات الخطى وفي نفس الدرب ..

وفي هذا الشهر الفضيل سنتناول أحد أهم هذه الشخصيات , شخصية
 أبا ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه ..

أبو ذر الغفاري (جندب بن جنادة )


ولد أبا ذر الغفاري في قبيلة غَفار وهي قبيلة عربية .. مُضريَّة .. كانت مساكنها على طريق القوافل التجارية بين مكة والشام ..

وهـو أبـو ذر الغفـاري ، جُندَب بن جنادة ، بن قيس ، بن عمـرو ، بن مُليل ، بن صُعير ، بن حرام ، بن غفار .. وأمه رملة بنت الوقيعة من غفار أيضاً ..

أما الذي ميز أبا ذر قبل الإسلام عن أبناء القبائل العربية تميزاً بارزاً شد إليه القلوب والأبصار .. فهو اعتقاده بالإله الأحد ، ورفضه عبادة الأصنام ..

وعن أخلاقه وصدقه وزهده وكرمه

فلا ريب أن أرفع مزايا الكمال في الخلق الإنساني الصدق ، وقد كان أبو ذر صادقاً مع الله ورسوله ، وصادقاً مع مبادئه وعقائده ، وصادقاً مع المجتمع الذي عاش فيه .. وصادقاً مع نفسه ، ويرى الرسول نور الصدق يسع من كل خلية من وجود أبي ذر ، فإذا هو يقول
صلى الله عليه وآله الطاهرين   :
(ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر)
، وشهادة رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين   
 هذه ترفعه إلى قمة الفضائل الإنسانية .

أما زهده فيتجلى في الدنيا ونعيمها .. مفاتنها .. في كل نبضةٍ من حياة أبي ذر ..
وقد سما به زهده حتى أجلسه في مقـاعد الأنبياء
عليهم السلام..
 لِنْستَمِع إلى نبي الهدى والرحمة يقـول :  
(  أبو ذر في أمتي كعيسى بن مريم في قومه(  .

وفي كرمه قال الزركلي في الأعلام :
 (وكان أبو ذر كريماً لا يخزن من المال قليلاً ولا كثيراً ، ولما مات لم يكن
في داره ما يُكَفَّنُ به..  (

ومن صفاته وشجاعته :

كان أبو ذر أسمر اللون ، طويلاً عظيماً ، نحيف الجسم ، كثير الشَعر ، ، 
وقد تميز عن أفراد قبيلته بشجاعة القلب ، وقوة البأس .

وكان موقفه البطوليُّ الفذُّ من السلطة الحاكمة ، من اجل إنصاف الجماهير البائسة .. المحرومة .. كان ذلك الموقف أشمخ وأنضر بطولة عرفها تاريخ الإنسان .

وقد ظلت بطولاته حتى وفاته عام 32 هـ وحيداً محروماً منفياً ، ويظل الزمن يردد على امتداد عمر الزمن قول رسول الله
 (صلى الله عليه وآله وسلم) به: ((يرحم الله أبا ذر يعيش وحده ، ويموت وحده ، ويحشر وحده)) .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق